أخبار الآن | الديوانية – العراق (أحمد التكريتي)
لم يبق من يهود محافظة الديوانية وسط العراق سوى حي مناحيم، هذا الحي الذي بدأ يختفي ويتلاشى ذكره مع موجة التغيير العمراني والاسمي للاحياء والمناطق السكنية منذ 17 عاماً، فالكثير من الأجيال الجديدة لم تعرف عن الحي الذي هُجر سُكانه قبل أكثر من سبعين عاماً.
رغم مرور 72 عام على تهجير اليهود من العراق، إلا أن الأحياء التي كانوا يسكنونها مازالت موجودة، ومازال السُكان هُناك يتذكرونهم ويحنون إلى فترات العيش المشترك.
كانت العلاقات بين العراقيين من مختلف الطوائف قوية جداً حيث كان التعاون قوياً في مختلف المجالات وخاصة في المجال الزراعي، كما أن اليهود كانوا يمارسون العمل التجاري وهم أصحاب ممارسة قديمة وماهرة في هذا المجال
لم يكن اليهود في العراق يسكنون جنباً إلى جنب مع المسلمين فحسب، بل كانوا يشاركونهم في كل نواحي الحياة حتى في الأدوات الزراعية كانت هناك شراكة بين يهود ومسلمي العراق.
وقال المواطن العراقي نور شاكر ليلو جبر العبيدي البغدادي الذي عاصر وجود اليهود في مدينة السليمانية ان العائلات في المدينة كانت لديها ارتباطات قوية جدا مع الجالية اليهودية، وذلك بسبب عمل تلك العائلات بالزراعة حيث ومنذ دخول اليهود الى الديوانية كانوا يمتهنون التجارة، واصفا تعاملهم مع المجتمع بـ” الحسن جدا” .
ترك اليهود آثاراً وراءهم بعد هجرتهم من العراق منها طوق الخضوري والذي استخدم كمحكمة فيما بعد.
يقول العراقيون إن الجالية اليهودية كانت مسالمة ولها سلوك حسن وطيب ومازال العراقيون يتذكرونها.
من جانبه قال غالب ابراهيم الكعبي رئيس المجلس المركزي للتراث والثقافة والفنون ان التعايش السلمي الذي كان موجودا بين العائلات في الديوانية والجالية اليهودية خلقت صناعة وزراعة وتجارة جيدة جدا، مشيرا الى ان اليهود كانوا يشاركوا اهالي المدينة بالمناسبات الاجتماعية والاقتصادية.
كان اليهود يعتبرون أنفسهم جزءاً من النسيج الاجتماعي إذ كانوا يشاركون العراقيين من الطوائف الأخرى أفراحهم وأتراحهم
عند تهجير اليهود أراد البعض بيع منازلهم للمسلمين لكنهم رفضوا بسبب الوشائج الاجتماعية القوية بينهم كأهل بلد واحد، حيث بقيت منازل اليهود مفتوحة من قبل المسلمين الذين رفضوا التسليم بتهجير اليهود
يتألم العراقيون اليوم عندما يرون الشواهد الباقية على حياة اليهود رغم أن القسم الأكبر منها تعرض للدمار أو للسرقة على أيدي المليشيات الموالية لإيران
تعرّض يهود العراق إلى تهجير_قسري، عام 1948، فيما أسقطت جنسيتهم العراقية بعد سنوات، واليوم يُحاولون الحصول على جنسية بلادهم التي أسقطت عنهم لكنهم لم يلقوا أي ترحيب من قبل الحكومات العراقية.