يحتوي مركز هوري على أطفال داعش والذين كانوا منخرطين ضمن صفوف التنظيم تحت اسم “أشبال الخلافة”، وتأسس هذا المركز في عام ٢٠١٧، ليصبح مكاناً يتم فيه تأهيل المئات من الأطفال.
يقع هذا المركز في بلدة تل معروف في ريف مدينة القامشلي بشمال شرق سوريا، بلدة تل معروف والتي تعرضت على هجوم من قبل تنظيم داعش وفصائل إرهابية اخرى في عام ٢٠١٤ ليتم تحريرها بعد ذلك من قبل وحدات حماية الشعب آنذاك.
يعرف البلدة كمكان إقامة لشيوخ طريقة النقشبندية الخزنوية، وكانت مزاراً للآلاف من الاشخاص، مما كان سبباً لدى داعش بتدمير المآذن فيها.
تأسيس المركز خطوة اسعافية للسيطرة على أطفال داعش
في الزيارة الخاصة لمراسل أخبار الآن بدرخان أحمد الى مركز هوري، تحدث الى ادارة المركز والذين أوضحوا بأنهم قاموا بتأسيس هذا المكان في ظروف غير مستقرة وظروف من الحرب، وبأن ذلك كان خطوة اسعافية للتمكن من السيطرة على أطفال داعش وعدم اعطاء الفرصة لهم من الوقوع في مشاكل اكبر.. اي اشبال الخلافة.
وأضاف جكر فيّاض وهو إداري في المركز لأخبار الآن: “نرى هؤلاء الأطفال كأشخاص لا يمكنهم اتخاذ قراراتهم بانفسهم، وفي نفس الوقت نراهم كمذنبين، اي نعمل من خلال الحكم المعطي لهم الى تغييرهم وازالة الافكار والاعتقادات المتطرفة في اذهانهم.”
واوضح ايضاً بالقول: “حقيقة لا يمكننا لومهم اذا اعدنا النظر في البيئات او المجتمعات القادمين منها، حيث الشخص والذي هو ما دون الثمانية عشر يعتبر كالارض الخالية دون أي نبتة، حيث يقوم المحيط بزرع ما يريده.”
تحدث مراسلنا الى العديد من الأطفال، والذين فضلوا عدم ذكر تفاصيل خاصة بهم او اظهار وجوههم، حيث الأغلبية تورط في عمليات قتالية وتدريبات عسكرية داخل التنظيم.
هناك من شارك في عمليات ذبح ومواد اعلامية دعائية ايضاً، والذي أكده أحد الأطفال وهو ينحدر من منطقة ترينداد في أمريكا الجنوبية لمراسل اخبار الآن.
أحد أطفال داعش: “افتقد والدتي كثيرا”
وأضاف: “نعم شاركت في هذه الأفعال. ولكن لأكن صريحاً فقد فعلت ما كان يفعله والدي والذي قتل في الحرب، وما كان يفعله الجميع هناك. لم يمنعني احد من ذلك وحينها كنت دون ١٤ عاماً. ولأن الطفل دائماً يتبع ما يفعله الاخرون والاكبر منه سناً. فدخولي الى سوريا كان في عمر الحادي عشر”.
واكمل حديثه والدموع امتلأت عينيه: “افتقد والدتي.. افتقد الامور التي كنت افعلها باستمرار كالسباحة في أيام الأحد. وقضاء وقت أكبر مع العائلة وخاصة في مشاهدة الافلام.”
يحتوي المركز على عشر غرف كبيرة مخصصة لنوم الأطفال. وايضاً الى صالون للحلاقة، مطابخ، قاعات تدريبية وملعب مخصص لممارسة الأنشطة الرياضية.
وفي حديث آخر لادارة المركز اوضحوا من خلال سعيهم الى توسيع المركز وبناء قسم اخر له. كونهم يعملون على اضافة انشطة وفعاليات اخرى في برامجهم.
واثناء فترة لعب الاطفال بكرة الطائرة تحدث طفل تونسي لأخبار الآن قائلاً: “الآن استطيع استنشاق الهواء بعيداً عن الرعب وصوت المعارك.”
مضيفا: “هنا في هذا المكان، أصبحت شخصاً آخر وبامكاني التمييز ما بين الخطأ والصح وليس دائماً يجب علينا ان نتبع ما يقوله الآباء والأمهات، وافتقد لتونس الخضراء كثيراً”.