“لم يكن إنضامي ناتجاً عن اقتناع بفكر تنظيم داعش، إنّما كان ذلك خطوة متهوّرة”.. هذا ما يؤكّده الشاب السوري سيف الاسلام، الذي انضم في الفترة السابقة لتنظيم داعش، واصفاً قراره هذا بالطائش. فقد أمضى سيف الإسلام تواجده في التنظيم ضمن ما يسمى بـ”الشرطة الاسلامية” لدى التنظيم المتطرف.
وخلال مقابلة مع “أخبار الآن“، أشار سيف الإسلام إلى أنّ أكثر العناصر التي تنضم للتنظيم لا تؤمن بفكره، بل ثمّة أسباب أخرى تدفعهم للإنضمام إليه، أهمّها ضعف الوضع المادي ومشاكل إجتماعية ونفسية. وقال: “أغلب عناصر التنظيم ندموا على التحاقهم بداعش، وكثير منهم انشقوا بعدما شعروا بالتهلكة والغموض”.
الإنشقاق والتسلل
وبعد تفكير عميق، قرّر سيف الاسلام الإنشقاق والتسلل من الرقة لتسليم نفسه إلى قوات سوريا الديمقراطية، قائلاً: “أردت الانشقاق والعودة إلى وضعي الطبيعي وأهلي بعيداً من الخيال والوهم”. وتابع: “الذي عشته مع التنظيم هو أكثر ما دفعني للانشقاق، مع عدم ملائمة فكري مع هذه الأفكار، إذ كانت نتائج الإلتحاق بالتنظيم كارثية اجتماعياً ونفسيّاً… أنا الآن عاطل عن العمل وأعاني التنمر الشديد من الآخرين، كما أنّني في عزلة تامة بسبب نظرة الأشخاص إليّ”.
وعن الانشقاق، يقول لـ”أخبار الآن“: “مَنْ يفكر بالإنشقاق سوف يحاسب، وإذا ما هرب سوف يضطر لتسليم نفسه للسلطات، وأنا كنت اختلق المشاكل حتى يتركونني أذهب”، مشيراً إلى أنّ “السلطات غالباً ما تتعاون مع المنشقين وتشجعهم إذا لمست لديهم الصدق، وهذا ما حصل معي رغم أنّ الأخبار التي كان التنظيم يخبرنا إيّاها، تفيد بأنّ الذين يسلمون أنفسهم لقوات سوريا الديمقراطية سيقتلون”.
وعن البغدادي، يقول سيف الاسلام إنّه عبارة عن “خيال وشيء لم نشاهده، فلا يمكن أن تصدق شيئاً أنت لا تره في الإجمال”، مؤكّداً أنّه لم يتمكن من رؤية الأمراء لأنّه كان عنصراً عادياً في التنظيم وليس قيادياً”.