قال المحلل في شؤون التنظيمات الإرهابية عروة عجوب لـ “أخبار الآن“: إن “الاستهداف الذي وقع من قبل تنظيم حراس الدين التابع لتنظيم القاعدة على قاعدة عسكرية روسية في منطقة تل السمن بمحافظة الرقة السورية، وهي منطقة تبعد نحو 32 كيلومتراً عن جنوبي قرية عين عيسى، جاء مفاجئا”.
وعلل ذلك بأنه “يعود إلى أن التنظيم غاب عن العمل العسكري خلال الأشهر الماضية، وتم تضييق الخناق على التنظيم لكن التنظيم استطاع استغلال الثغرات الأمنية الموجودة هناك”.
وأوضح عجوب لـ “أخبار الآن” أن “التنظيم ما زال شرساً وبحالة مستمرة من العداء والاستعداد لمهاجمة مواقع عسكرية”، لافتا إلى أن التنظيم ومنذ منتصف العام الماضي وحتى اليوم فقد دخل في حالة من الخمول لكنه استغل الفراغ الامني في الرقة”.
وأوضح أن “التنظيم ما زال قادرا على الاستهداف رغم عدم قدرته على القيام في عمليات بإدلب”، معلقاً “لا ندري مدى قوة العملية العسكرية إن كانت عملية استشهادية أو مجموعة من الانغماسيين دخلوا إلى القاعدة، كون العملية محدودة ورمزيتها أعلى من مفعولها عن الأرض”.
وتابع: “أهمية الاستهداف تتمثل في كون التنظيم خرج من أماكن تواجده في إدلب وريفها، رغم أنه منذ تأسيسه لم يتمكن من الخروج خارج إدلب واستغلال الوضع الأمني هناك جاء بسبب رغبة التنظيم بأنه ما زال مهما وهو نهجه في حروب النكاية؛ أي أنه بالرغم من عدم سيطرته ما زال غير قادر على شن عمليات نكائية”.
وقال: “التنظيمات التابعة للقاعدة قد تهادن لاسباب استراتيجية لكنها لا تستلم والتنظيم ظهر وتبنى عملية لكن من الصعب التنبؤ بما سيقوم به مستقبلاً .. ورغم أنه لا يهدف إلى السيطرة ولا يعمل على السيطرة لكنه قادر على الاستهداف”.
وكان التنظيم أعلن في بيان صادر عنه وعنونه بـ “غزوة العسرة” أنه “بتوفيق من الله عزوجل ورغم ما تمر به الساحة من مآس. تمكنت سرية من سرايا إخوانكم في تنظيم حراس الدين من الإغارة على وكر للقوات الروسية المحتلة في تل السمن، التابع لمحافظة الرقة”.
ونشرت شبكات عبر “فيس بوك” والمرصد السوري لحقوق الإنسان صورا لاستهداف القاعدة الروسية في منطقة تل السمن؛ حيث أكدت حملة الرقة تذبح بصمت أن “اشتباكات بالأسلحة الرشاشة اندلعت لمدة قصيرة بعد التفجير”، مؤكدة “وقوع قتلى وجرحى من القوات الروسية”.
ويعد التنظيم فرعا من تنظيم “القاعدة” في سوريا، وهو على خلاف مع “هيئة تحرير الشام” أكبر فصائل إدلب، وجرت سابقاً مواجهات مباشرة بين الجانبين.
وكان تنظيم “حرّاس الدين” شُكّل في شباط من العام 2018، وذلك من خلال اندماج مجموعات، وقياديين، وشرعيين انشقوا عن “هيئة تحرير الشام” وذلك لمعارضتهم قرار الهيئة بفك ارتباطها بتنظيم “القاعدة”، في حزيران 2016، ويضم مئات العناصر في مناطق متفرقة مِن أرياف إدلب وحماة واللاذقية.
تنظيم حراس الدين (ذراع القاعدة في سوريا) يتبنى هجوما على قاعدة روسية في تل السمن في محافظة الرقة السورية. يأتي هذا التبني في منطقة (الرقة) عادة لايَنشْط فيها حراس الدين، علاوة على كون التنظيم كان في حالة ركود (على الاقل علنا) منذ شهر حزيران.
— Mina Al-Lami (@Minalami) January 1, 2021
يشار إلى أن المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن أنه وثق سقوط جرحى من القوات الروسية جراء انفجار آلية مفخخة عند القاعدة الروسية في تل السمن بريف الرقة الشمالي؛ حيث أصيبوا بشظايا نتيجة التفجير الذي تبناه تنظيم حراس الدين.
وقال المرصد: “هذا التفجير هو الأول من نوعه في شمال شرق سوريا، وفي تفاصيل التفجير الذي حصل عليها المرصد السوري، فإن رجلين اثنين قاما بركن الآلية المفخخة عند القاعدة الروسية، قبل أن يطلقا النار باتجاه القاعدة ويفرا هاربين بعدها، وبعد ذلك قاما بتفجير المفخخة”.
ورصد المرصد السوري عند منتصف ليل الخميس – الجمعة، انفجارا ضرب منطقة تل السمن بريف الرقة الشمالي، والخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية وتتواجد فيها قوات النظام والروس، ناجم عن انفجار بسيارة عند القاعدة الروسية هناك، ما أدى لأضرار مادية، دون معلومات حتى اللحظة عن خسائر بشرية، عقب ذلك تبنى التفجير تنظيم حراس الدين الجهادي والذي ينشط شمال غرب سوريا.
كما كان المرصد السوري، رصد في السابع من الشهر الفائت استقدام القوات الروسية تعزيزات عسكرية، إلى قاعدتها في منطقة تل السمن في الريف الشمالي لمحافظة الرقة، وشملت التعزيزات آليات محملة بالعتاد العسكري والجنود، دون معرفة الأسباب.