بعد أن أضاع أيمن الظواهري بالكامل ميراث أسامة بن لادن، بات تنظيم القاعدة اليوم في وضع ضعيف للغاية. لم تؤد قيادة الظواهري غير الفعالة إلى تدمير التنظيم فحسب، بل أدت أيضاً إلى توترات كبيرة داخل كل فرع من فروع القاعدة.
يرغب أعضاء تنظيم القاعدة في الاستسلام اليوم، وأن يصبحوا مخبرين للسلطات حتى يتمكنوا من الانتقام من قادتهم غير الأكفاء والمستبدين. في أفغانستان وشمال إفريقيا وسوريا واليمن وأماكن أخرى، يدرك أعضاء القاعدة أن النهاية قد حانت وأن القاعدة لن تتعافى من الانهيار، ومعظم المسلحين لا يريدون أن يصبحوا تحت الأنقاض.
وجميع ما اسلفنا ذكره يقودنا الى سؤال مهم وهو، ما الذي يدفع أعضاء القاعدة نحو الاستسلام؟ وللاجابة عن ذلك لا يمكن إغفال الحقائق الرئيسية التالية:
1- يمكن لأعضاء القاعدة أن يروا أخيراً أن “البيعة” هي مجرد كذبة، ولا يوجد ولاء في القاعدة وأن “البيعة” مجرد شيء يستخدمه القادة المسيئون وغير الأكفاء للسيطرة على الأعضاء.
2- قادة القاعدة لا يستحقون القتال من أجلهم.
3- قادة تنظيم القاعدة يسلمون أنفسهم ويصبحون مخبرين. إنه لأمر مثير للسخرية أن يتوقع هؤلاء الأشخاص أن يستمر الآخرون في القتال ويخاطرون بحياتهم.
4- السلطات قوية للغاية. وليس هناك فرصة للقاعدة في أي مكان في العالم أمام القوة العسكرية الضاربة للسلطات.
5- أخيراً وليس آخراً، تأتي الأسرة أولاً، ولا توجد أيديولوجية مسلحة تستحق التخلي عن الزوجة والأطفال، ومن الغباء ترك الأسرة والذهاب الى القتال من أجل النضال الأيديولوجي لشخص آخر.
الاستسلام بات أسهل من أي وقت مضى
بالنظر إلى تلك العوامل التي اسلفنا ذكرها وغيرها، عاجلاً أم آجلاً، تنفتح أعين أعضاء تنظيم القاعدة، ويبدأون في رؤية حقيقة أن الاستسلام هو الخيار الوحيد المتبقي لمصلحتهم، ولصالح عائلاتهم.
لحسن حظهم، في عصر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الاستسلام للسلطات أسهل وأكثر أمانًا من أي وقت مضى. وبات من غير الصعب العثور على كيفية الوصول إلى السلطات في مختلف البلدان التي تعمل فيها القاعدة.
ولقد جمعنا القليل من العناوين والحسابات وأرقام الهواتف للجهات الامنية والسلطات المعنية لمساعدة المتطرفين التائبين على اتخاذ الخطوة الأولى في إنقاذ حياتهم وبدء رحلة جديدة للانضمام إلى المجتمع.