كشفت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء، أغنيس كالامارد، في حديث لـ”أخبار الآن” أنّ التحقيق الأممي الذي قادته أفضى إلى تحميل إيران مسؤولية إسقاط الطائرة الأوكرانية في يناير الماضي في طهران.
واعتبرت خبيرة الأمم المتحدة أنّ إيران تواصل التهرب من المسؤولية والتضليل، وهي فشلت في إجراء التحقيق الذي ادّعت أنّها تقوم به”.
وكشفت كالامارد أنّ إيران ارتكبت جملة من التناقضات والمغالطات خلال مقاربتها للحادثة، موضحةً أنّ سلسلة من الأمور كان يجب على إيران أن تتخذها لكنّها فشلت في تحقيقها، مشيرةً إلى أنّ إيران لم تبدِ أيّ تعاون في هذا الشأن.
واعتبرت أنّ إسقاط الطائرة يشكل لائحة اتهام خطيرة لإيران على الصعيدين العسكري والمدني، خصوصاً في ما يتعلق بانتهاك التزاماتها في مجال حقوق الإنسان.
وشدّدت خبيرة الأمم المتحدة على ضرورة توجيه اتهامات إلى مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى، الذين تورّطوا بإسقاط الطائرة الأوكرانية، لافتةً على أنّ إيران تواصل ممارسة التضليل وتحاول الإستهانة بالتحقيق.
كما تحدّثت كالامارد عن سوء معاملة إيران للأسر المكنومة، قائلةً إنّ عائلات الضحايا تعرضت للمضايقة والتهديد والإبتزاز.
وجاء في الرسالة التي كتبتها خبيرة الأمم المتحدة: “سعى المسؤولون الإيرانيون إلى إجبار العائلات على إعلان دعمها العلني للحكومة مبتزين ذوي الضحايا بعدم إعادة رفاتهم”.
وقالت كالامارد في الرسالة التي أُرسلت إلى طهران قبل 60 يوماً من دون أن تتلقى أيّ ردّ من السلطات الرسمية: “يبدو أنّهم يمارسون التضليل”، مشيرةً لـ”أخبار الآن”، إلى أنّ “التصريحات الرسمية الإيرانية أثارت المزيد من الغموض حول الأسئلة التي يتوجب على طهران الإجابة عليها، فعلى سبيل المثال، تبرير إسقاط الطائرة بعطل فني من نظام صواريخ الدفاع الجوي لم يكن مقنعاً”.
وقالت خبيرة الأمم المتحدة، إنّها لم تتلق أيّ تفسير لسبب حدوث هذا التقدير الخاطئ، ولماذا لم يتم اكتشافه، وكذلك لماذا أدى هذا التقدير إلى إطلاق الصواريخ، وعدم اتباع الطاقم لإجراءات التشغيل القياسية التي كانت ستمنع الإطلاق.
وتحدّثت كالامارد عن عدم إغلاق طهران لمطارها ومجالها الجوي في وقت كان يشهد توتراً شديداً، بين إيران وأمريكا على خلفية قتل قاسم سليماني.
وأشارت إلى أنّه تمّ التلاعب بموقع تحطم الطائرة الأوكرانية، وتجريفه قبل وصول المفتشين الدوليين.
وكشفت كالامارد أنه حتى اللحظة لا يوجد دليل على أنّ إيران أجرت أيّ تغييرات لازمة لمنح بقية العالم ضمانات بأن نفس الأخطاء – إن سلمنا بذلك – لن ترتكب مرة أخرى”.
وشدّدت كالامارد على ضرورة محاسبة المسؤولين الإيرانيين، وتحقيق العدالة لعائلات الضحايا 176.
وكان في الثامن من شهر يناير عام 2020، أسقطت بطارية صواريخ دفاع جوي تابعة للحرس الثوري الإيراني (IRGC) رحلة للخطوط الجوية الدولية الأوكرانية تحمل رقم “PS752” بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار طهران.
وقد نفت في البداية السلطات الإيرانية مسؤوليتها عن الحادثة، وقالت حينها إنّ الطائرة سقطت إثر خطأ تقني، لتتراجع بعد ذلك عن تصريحاتها مع بدء تكشف خيوط الهجوم، مبررة أنّ الطائرة الإيرانية من نوع “بوينغ 737-800” تم إسقاطها عن طريق الخطأ من قبل طاقم دفاع جوي ظناً أنها صاروخ أمريكي.