احتفالات باليوم الدولي للمرأة في القامشلي
احتفل المئات من النساء السوريات من الأكراد والعرب على طريقتهن الخاصة، باليوم الدولي للمرأة في مدينة القامشلي شمال شرقي البلاد.
وتميز الاحتفال بارتدائهن ملابس مزركشة، وأقمن دبكات على أنغام أغان شعبية من فلكلور المنطقة، في وقت هتف بعضهن بشعارات تضامنية مع النساء في سوريا والعالم.
ومنذ العام 1977 تحتفل العديد من الدول حول العالم باليوم الدولي للمرأة، للاحتفاء بدورها وتقدير نضالها وتضحياتها، وتختلف طرق الاحتفال باختلاف الدول، ولكنها تلتقي في تقدير المرأة والاعتراف بدورها وأهميتها والدفاع عن حقوقها.
القامشلي شاهدة على كفاح المرأة ضد داعش
وفي محيط احتفال القامشلي ثمة فتيات مسلحات يحرصن على حراسة المكان، بينما ينهمك أخريات بالعزف والغناء، وسط هتافات تمجد انتصارات “وحدات حماية المرأة” والمقاتلات في قوات سوريا الديمقراطية، بعد سنوات من مقارعة تنظيم داعش الإرهابي.
وخلال فترة سيطرته على المدن والبلدات في سوريا، فرض تنظيم داعش النقاب على النساء ومنعهن من ارتداء أزياء ملونة، في حين كان عناصر التنظيم يقومون بعمليات سبي واسعة طالت العديد من النساء وبشكل خاص الإيزيديات.
نوروز تركمان وهي مقاتلة في وحدات حماية المرأة كانت من بين المشاركات في الاحتفال، وتقول لأخبار الآن: “شاركت في معارك الرقة ومنبج ضد داعش، كان التنظيم يرى أن المرأة ضعيفة، ولكن قاتلناه بالسلاح وانتصرنا عليه.”
وأضافت: ” لقد تفاجأ داعش بقوة المرأة وإرادتها، لكن ثأرنا لجميع النساء وبشكل خاص النساء الإيزيديات.”
والآن تشعر “نوروز” بالسعادة وهي ترى النساء وهن يحتفلن “بكل حرية”، وتقول: “تبقى المرأة حرة وذات إرادة ضد كل الأفكار المتطرفة والإرهاب.”
رسالة إلى نساء العالم
في السنوات القليلة الماضية وخلال المعارك الطاحنة التي دارت بين قوات سوريا الديمقراطية بمساندة التحالف الدولي، ذكرت العديد من التقارير أن عناصر التنظيم المتشدد كانوا يتجنبون مواجهة المقاتلات.
وتقول مقاتلات في وحدات حماية المرأة شاركن بشكل مكثف في جبهات معارك كوباني ومنبج والرقة ودير الزور والباغوز، إن السبب في ذلك هو أن عناصر داعش لم يكن يرغبون أن يلقوا حتفهم في المعارك على يد النساء.
وتقول أفين سويد، وهي ناشطة نسوية في القامشلي لأخبار الآن: “كان داعش يحاول سلب إرادة السكان وتخويفهم، وزرع الذعر في كل مكان يسيطر عليه، ولكن المقاتلات وقفن في وجهه، لأنهن يعشقن الحياة.”
وأضافت “سويد”: “بعد عشر سنوات من الحرب في سوريا، نعتقد أن صوت النساء هو الأعلى بأغانيهن وفرحهن. لقد انتصر الجمال على البشاعة.”
لكن الناشطة النسوية لم تكد تنهي كلامها حتى أكدت على الدور “المحوري” للمقاتلات اللاتي فقدن أرواحهن في أرض المعركة وجبهات القتال ضد داعش.
وقالت: “فقدنا الكثيرات، لكنهن أصبحن رمزاً لمناهضة الظلم والظلام، يجب على كل العالم محاربة أفكار داعش، ونريد اليوم إيصال رسالة إلى كل النساء في العالم بأننا معهم.”
وتقول زيلان (27 عاماً)، وهي مقاتلة في صفوف وحدات حماية المرأة: “لم يكن الانتصار على داعش مستحيلاً. لم نسمح لهم أن يمضوا قدماً في الترهيب واستعباد المرأة، لقد قررنا الانتصار وانتصرنا، لكي تغطي الألوان المزركشة على سواد داعش.”