قدّمت ثلاث منظمات غير حكومية شكوى في روسيا ضدّ مجموعة فاغنر الروسية، صاحبة العلاقة المشبوهة مع الكرملين، وذلك في قضية قتل مواطن سوري بوحشية كبيرة، وأملت تسليط الانتباه على هذه المجموعة. وقد أُرسلت الشكوى إلى لجنة التحقيق، وهي هيئة روسية مكلفة التحقيقات الجنائية الرئيسية، التي ينبغي أن تدرسها وتتخذ قراراً بشأن إطلاق دعوى جنائية من عدمه.
المنظمات الـ3 هي المركز السوري للإعلام وحرية التعبير والفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، ومركز ميموريال الروسي لحقوق الإنسان. ووفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، فإنّ المنظمات الثلاثة قالت في بيان، إنّ تلك الدعوى تُعتبر المحاولة الأولى من نوعها من قبل عائلة ضحية سورية لمحاسبة المشتبه بهم الروس على الجرائم الجسيمة المرتكبة في سوريا.
وذكرت أنّها قدمت أدلّة تثبت بوضوح هوية أحد المتهمين وتورّطه مع مجموعة فاغنر في تعذيب وقطع رأس منشق مفترض عن النظام السوري. وأكد رئيس مركز ميموريال لحقوق الإنسان ألكسندر تشيركاسوف لوكالة الصحافة الفرنسية، أنّ “تلك الدعوى مهمّة لأنّنا لا نتعامل مع جريمة واحدة، إنّما مع سلسلة كاملة من الإفلات من العقاب”.
في هذا التقرير نستعرض تفاصيل إضافية تكشف مدى انغماس قوات المرتزقة الروسية فاغنر في العمليات العسكرية في دول عديدة، فلماذا تقوم ذراع روسيا الخفية بهذه العمليات؟ وما الأماكن التي تستهدفها أو تصر على التواجد فيها؟ روسيا تنفي أي علاقة لها بهذه المرتزقة، لكن الوقائع تؤكّد العكس، فماذا عن القوات الذين قتلوا في سوريا وغيرها؟ وماذا عن تفاصيل تعذيب المدنيين؟
قصة أشهر ضحايا الفاغنر في البادية السورية
خلف كواليس المشاهد السياسية لـ الكرملين الروسي، وما تحاول أن تخفيه الإدارة الروسية تحت قناع زائف تُظهر من خلاله تقيّدها بضوابط العلاقات الدولية، تقف الإدارة الروسية كمحرك لقوات يشرف عليها طباخ بوتين يفغيني بريغوجين. فموسكو فشلت في التعتيم على القصص المتناقلة بخصوص مرتزقة الفاغنر الروسية، التي يتحدث أعضاؤها عبر منصات التواصل الاجتماعي عن دورهم البطولي “الضائع” في مناطق الصراعات من أجل خدمة بلادهم، كما يزعمون.
مرتزقة الفاغنر الروسية، ورغم محاولات الكرملين بإنكار العلاقة التي تربطهم بها من جهة، وإسكات سلطاته لمقاتليها العائدين من مناطق الصراع، إلى جانب تكميم أفواه أسر ضحايا تلك المرتزقة من جهة ثانية، كان العالم الافتراضي ملاذاً غير مشروط لنشر المعلومات المتعلقة بالفاغنر وأنشطتها.
ولتسليط الضوء أكثر على حقيقة الدور الذي تلعبه مرتزقة الفاغنر في إنفاذ السياسية الروسية بصورة غير مباشرة على حساب استقرار الدول، تمكن فريق “أخبار الآن” من تجاوز عقبة اللغة والدخول إلى أهم المنصات المستخدمة في الحديث عن تلك المرتزقة، والتي يتم من خلالها تناقل الصور ومقاطع الفيديو والوثائق أيضاً، والتي جميعها تؤكد تورط تلك المرتزقة في مناطق عدة لخدمة روسيا.
#الفاغنر تعمل على توسيع نطاق تواجدها في المنطقة، ولم تعد #موسكو قادرة على إنكار العلاقة رغم تنصلها الدائم، وواقعة 7 فبراير 2018، تعتبر نكسة #روسيا التاريخية في #سوريا. فماذا حصل آنذاك؟ #هام_أخبارالآن pic.twitter.com/NLtQ8jZB6V
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) March 14, 2021
شهادة منشق عن جيش النظام السوري
وكشف عسكري منشق عن جيش النظام السوري، في مقابلة خاصة مع “أخبار الآن“، أنّه شارك بعدة معارك مع النظام السوري في تدمر وبادية تدمر وقلعة تدمر، قائلاً إنّه التقى بقوات الفاغنر للمرة الاولى في العام 2015، عندما كان متواجداً في مدينة تدمر، وكان النظام السوري حينها يستعد لدخول مدينة تدمر في صحراء تدمر”. وأضاف ان قوات الفاغنر كانوا عبارة عن فرقة قناصيين.
وقال المشق لـ “أخبار الآن“: “أنا رافقت قوات الفاغنر في المنطقة الأثرية وصحراء تدمر أيضاً، وذلك أثناء دخول جيش النظام السوري والقوات الحليفة للنظام السوري إلى مدينة تدمر”. وتابع: “بالنسبة للمدنيين، حدث هناك انتهاك كبير بحقّ المدنيين الذين كانوا متواجدين في منطقة تدمر، وذلك من قبل مرتزقة الفاغنر، من قتل وضرب واغتصاب وسرقة ممتلكات، وهناك فيديوهات كثيرة تثبت ذلك الامر”.
وتعقيباً على نفوذ المرتزقة الروسية وتغلغلها في سوريا، قال المنشق عن جيش النظام: “قوات الفاغنر لها سلطة كبيرة ولها الاولوية بكلّ شي، وسلطة هذه القوات عالية جدّاً في سوريا، إذ لا يجرؤ أحد على توجيه كلمة أو يقدّم رأي أمامهم، لأن التخطيط يكون من قبلهم وكذلك طريقة الدخول والإقتحام والهجوم، بالاضافة إلى تخطيط المعارك، والنظام السوري مهمته التنفيذ فقط، لدرجة أنّ ضابطاً في جيش النظام لا يجرؤ ه على توجيه كلمة أو رأي لأيّ جندي في تلك المرتزقة”.
وختم المنشق عن جيش نظام الاسد قوله: “عندما نكون متوجهين في مهمة، الفاغنر، يعتبرون أيّ شيء يتحرك أمامهم بمثابة هدف سواء كان حيوان أو طير أو أي شيء حراري، باعتبار أنّ قناصاتهم كانت حرارية وكلّ شيء يتحرك مستهدف، وقد تسبّبوا بوقوع إصابات في صفوف القوات الحليفة أيضاً”.
منشق عن جيش النظام السوري يكشف لـ #أخبار_الآن تفاصيل عن كيفية تعامل قوات #الفاغنر مع عناصر وضبّاط القوات السورية. وماذا قال عن استهداف هذه المرتزقة الروسية للمدنيين؟#هام_أخبارالآن pic.twitter.com/OZBeGwlSZT
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) March 14, 2021
وأظهرت بعض الوثائق التي عثرت عليها “أخبار الآن” طريقة التجنيد والالتحاق بصفوف الفاغنر، وذلك من خلال نموذج تسجيل يحتوي على شروط الإلتحاق.
وتضمّنت إحدى المنشورات التي اوردتها قناة معنية بنقل المعلومات المتعلقة بمقاتلي فاغنر، سؤالين مفادهما “يا رفاق، أين الأفضل، في دونباس، في سوريا أم في ليبيا؟ ماذا تنصح”؟… وذلك يقودنا الى حقيقة تورط تلك المرتزقة في مناطق عدة حول العالم خصوصاً ابرز ألمناطق التي تم الحديث عنها إعلاميا.
صورة منشور على قناة معنية بنقل المعلومات المتعلقة بمقاتلي فاغنر
وأوردت القناة ذاتها منشوراً آخر يتحدث عن التعديلات الدستورية المنتظرة بخصوص الدستور الروسي والذي سيتم التصويت عليه، موضحة أن أعضاء الفاغنر في الخطوط الأمامية والمتواجدين في سوريا وليبيا سيتمكنون أيضاً من اداء واجبهم المدني.
صورة منشور يوضح ان الفاغنر في الخطوط الأمامية والمتواجدين في سوريا وليبيا سيتمكنون من اداء واجبهم المدني
وشاركت القناة أيضاً سؤالاً طرحه أحد الأشخاص الراغبين بالإنضمام إلى مرتزقة الفاغنر والذي يستفسر عن امكانية التحاقة بالفاغنر في حال كان مداناً بجريمة؟ لكن اللافت بالأمر أن الصفحة أجابته بأنه “لا مانع في ذلك إلا إذا كنت مداناً على ذمة قضية سياسية”.
صورة سؤال طرحه أحد الأشخاص الراغبين بالإنضمام إلى مرتزقة الفاغنر
وعرضت قناة أخرى مؤيدة للنظام الروسي مقطع فيديو يتخلله موسيقى، ويظهر بعض الجنود الملثمين في مناطق عدة شرق سوريا، وذلك وفق الشواخص المرورية الظاهرة في المقطع، وعلق صاحب القناة على الفيديو “ماذا أقول عند مشاهدة هذه المقاطع؟ اشياء كثيرة، لكن انا لا استطيع. هناك شيئًا واحدا يمكنني قوله، كل من اختار الشؤون العسكرية كتجارة ويعمل لصالح روسيا ليس لديه أي خجل أبداً”.
وأضاف: “المحارب دائماً يستحق الاحترام مضاعفاً، ولا يمكن لأي جهات دعائية أن تعلق عليه. المتطوعون الروس في دونباس، والرجال من فاغنر في سوريا، والجنود المتعاقدون مع وزارة الدفاع وغيرهم من الشركات العسكرية الخاصة الروسية هم طبقة خاصة لا أحد في العالم يحب العالم مثل المحاربين الذين كانوا في معركة”.
صورة مقطع فيديو موسيقي يظهر جنود الفاغنر في شرق سوريا
وتناولت قناة معنية أيضاً بنقل جميع الاخبار المتعلقة بروسيا وسياستها بشكل عام، مقطع فيديو لآلية عسكرية روسية في ليبيا، معقبة عليها بعبارة “مقاتلو فاغنر موجودون الآن في ليبيا، بهذا المعدل، ستصبح إفريقيا بأكملها قريبًا تحت سيطرة بريغوزين“. الأمر الذي ييشير الى أن يفغنيني بريغوزين المعروف بـ”طباخ بوتين” متورط بأنشطة مرتزقة الفاغنر التي يتردد صداها وغزت مناطق عدة حول العالم.
صورة لمقطع فيديو يظهر آلية عسكرية روسية تابعة للفاغنر في ليبيا
وأشارت إحدى القنوات التي تنشر محتويات خاصة بمرتزقة الفاغنر وبضمانة الحفاظ على سرية المرسل كشعار لها إلى أن قوات الفاغنر هي من حررت سوريا وذلك تعقيباً على مقطع فيديو اظهر بعض المقاتلين الروس غير النظاميين يتحدثون إلى جندي في النظام السوري، وعلقت على المقطع بـ: “من حررت سوريا؟ يقولون على التلفاز ان الجيش السوري حرّر كل شيء. لكن الأمر ليس كذلك، فقد تم تحرير كل شيء من قبل هؤلاء الأشخاص”.
والصورة المرفقة أدناه هي من مقطع فيديو يظهر مقاتلين روساً غير نظاميين يتحدثان الى جندي سوري في سوريا.
وأوردت القناة أيضا صورة لمقاتلين أثنين ومعالم وجهيهما غير ظاهرة، وأدرجت تعليقاً تحتها مفاده أن بامكانك مشاركة صورك بسرية تامة وتالياً نص التعليق “يمكنك مشاركة المحتوى الخاص بك معنا بضمانات عدم الكشف عن هويتك بالكامل”.
صورة منشور تضمن رسالة دعوة لمشاركة المحتوى بالمقاتلين بسرية تامة
وشاركت إحدى القنوات أيضاً صورة لضريح موجود في روسيا يحمل شعار الفاغنر ويعود لمقاتل يدعى -أوديسان يفغيني أنتيبوف- كان قتل في سوريا، وعقبت عليه بعبارة “توفي في سوريا أوديسان يفغيني أنتيبوف ،المطلوب من قبل الشرطة الأوكرانية لمشاركته في أعمال الشغب في 2 مايو 2014. دفن في روسيا. النصب يصور ترتيب فاغنر PMC”.
صورة ضريح يحمل شعار الفاغنر ويعود لمقاتل قتل في سوريا
وشاركت قناة اخرى في وقت سابق صورة لمقاتل لاقى مصرعه في محافظة إدلب شمال سوريا، وعلقت على الصورة، “أخبار مزعجة تأتي من سوريا. بحسب معطيات أولية، قُتل جندي من قوات الفاغنر، واسمه نيكولاي تيخي تيخونوفيتش وهو من مواليد منطقة تومسك، وذلك في معارك مع الإرهابيين في إدلب في 21 كانون الأول /ديسمبر”.
صورة لمقاتل في الفاغنر قتل في محافظة إدلب السورية
ولم تقتصر التوثيقات المتعلقة بتواجد مرتزقة الفاغنر على سوريا، بل اظهرت صورة اوردتها إحدى القنوات التي تتحدث عن المرتزقة الروسية، مقاتلين في ليبيا، ومقطع فيديو عقبت عليه القناة بالعبارة التالية: “جنود من إحدى الشركات العسكرية الروسية أثناء زيارتهم لمتجر في مدينة سوكنه جنوب ليبيا. تم تصوير الفيديو من قبل السكان المحليين”.
صورة لمقاتلي الشركات الروسية في ليبيا
ولتأكيد حقيقة تورط الفاغنر في ليبيا، اضافت قناة تحت أسم “قوات الفاغنر” منشورا يتحدث عن النفط الليبي والدور الروسي في استمرار انتاجه والاجراءات المتعلقة بالاحتفاظ بالناتج النفطي ودور مرتزقة الفاغنر في ذلك، طارحة سوالا مفاده: “اين هو شكر المصارف لرجال الفاغنر على مساعدتهم للنظام المالي الروسي؟”.
صورة منشور يستعلم عن مكافآة الفاغنر ودورها في رفد المصارف الروسية
وأضافت القناة ذاتها صورة لوثيقة تحمل وصايا عشر لمقاتلي الفاغنر وتاليا نصها:
1. حماية مصالح الروس في أي وقت وفي أي مكان.
2. شرف الجندي الروسي فوق كل شيء.
3. الكفاح ليس من أجل المال، ولكن من أجل المبدأ، هناك مبدأ واحد فقط وهو النصر.
4. لا تستسلم لأعدائك وانت على قيد الحياة، واقتل نفسك إذا تم أسرك وخذ معك أكبر عدد ممكن من الأعداء.
5. أكرم رفاقك المتوفين، ولا تخجل ذاكراههم الساطعة، عاجلاً أم آجلاً ستلتقي بهم.
6. مقدر لنا أن نموت في المعركة، وليس مثل كبار السن الضعفاء على الفراش.
7. كن متواضعا ولا تفتخر بمهنتك، احتفظ بهذا السر.
8. لا تنهب.
9. البقاء متيقضاً في الحرب او خلال رحلة العمل.
10. احتفظ بالرمز الخاص بك (القلادة التي تحمل الرقم التعريفي).
صورة لمنشور الوصايا العشرة لمقاتلي الفاغنر
وتمكنا ايضا خلال البحث من الحصول على صورة مرفقة أدناه تؤكد حقيقة الوصايا التي ارسلها أحد مقاتلي الفاغنر وكان تناقلها كثير من القنوات.
واوردت قناة روسية وضعت رسالة تعريفية لها على قائمة الصفحة مفادها “يمكنك الحصول على وظيفة هنا“، واضافت محتوى تم تقديمه من خلال طرحها السؤال التالي: “ هنا يمكنك الحصول على وظيفة “مرتزق” لمختلف العمليات العسكرية في الخارج.
وتاليا الشروط:
-يجب أن تكون قد بلغت السن القانوني.
-يجب أن يكون لديك على الأقل بعض المعرفة في القتال اليدوي وإطلاق النار بشكل مرض.
-يجب أن تلتزم بقضيتك.
واوضحت القناة ان تلك الشروط هي الحد الأدنى التي يجب أن تكون لدى الراغب بالانضمام للمرتزقة، مضيفة انه بالامكان طرح الاسئلة وسيتم الاجابة عليها.
وادرجت القناة ذاتها ملف “بي دي أف” قابلا لتعبئة المعلومات المتعلقة بالاشخاص.
صورة لمعلومات التجنيد في صفوف المرتزقة التي ادرجتها قناة روسية
وشاركت مؤخرا قنوات عدة صورة لالية عسكرية روسية تسير في جمهورية افريقيا الوسطى وصفتها بانها تستخدم لنقل مقاتلي شركات عسكرية روسية خاصة، وتاليا نص التعقيب: “جنود من إحدى الشركات العسكرية الخاصة الروسية على عربة مدرعة مصنوعة يدويًا متمركزة في جبال الأورال، بالقرب من مدينة بانغي، جمهورية إفريقيا الوسطى”.
حقيقة تناقل الاخبار عن تواجد المرتزقة الروس في سوريا خصوصا الفاغنر لم تقتصر فقط على المؤسسات الاعلامية وما يتم تداوله بين الاشخاص العاديين عبر منصات التواصل الاجتماعي، بل راح تنظيم داعش الإرهابي الى بث مقطع فيديو لمقاتلين اثنين روسيين قال انه تمكن من اسرهما، لكن الخارجية الروسية نفت اي صلة بلادها بهما.
ولتأكيد حقيقة ما ذكرناه بشأن المقاتلين الروسيين اللذين اسرهما داعش وبث صورهما عبر مقطع فيديو في تشرين الأول (أكتوبر) 2017، وهما زابالوتيني رومان، من مواليد 1979، وتسوركانوف غريغوري، من مواليد 1978، تطرقت إحدى القنوات الى ذكر حقيقة ذلك الأمر مع نشر صور لهمها والتعريف بهما على انهما ينتميان لمرتزقة الفاغنر. وتاليا نص ما اوردته القناة في الرابع من الشهر والعام ذاته “كان زابالوتيني رومان، الذي ظهر في مقطع فيديو لتنظيم داعش يوم امس، مقاتلان في سرية عسكرية خاصة”.
زابالوتيني رومان وتسوركانوف غريغوري مقاتلين في صفوف الفاغنر أعدمهما تنظيم داعش
وأوردت القناة أيضا صورة مرتبطة بالخبر ذاته لزابالوتيني رومان وهو يرتدي الزي العسكري، وودعمتها بعلومات متعلقة به وهي” خدم رومان في الجيش لعدة سنوات بموجب عقد، وبعد ذلك ذهب إلى مركز تدريب القوات الخاصة GRU (المديرية الرئيسية لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية والتي كانت تعرف سابقا باسم مديرية المخابرات الرئيسية) في مولكينو التي توجد فيها قاعدة قوات الفاغنر الشهيرة”.
صورة لزابالوتيني رومان الذي اعدمه تنظيم داعش العام 2017
وأضافت القناة معلومات متعلقة برومان وطبيعة عمله وأن تخصصه العسكري كان في قوات البنادق الآلية والدفاع الجوي، وغادر الى سوريا قبل شهرين (اي الموافق آب/اغسطس من نفس العام) بعد الانتهاء من التدريب في قاعدة الفاغنر.
صورة المعلومات التي اوردتها القناة عن زابالوتيني رومان
وختمت القناة الاخبار المتعلقة برومان وغريغوري بصورة لرجل يرتدي زيا عسكريا وهو مديراً ضهره، قائلة: “شركة الفاغنر، كانت أول من غادر إلى سوريا في عام 2014. وتمتلك من 5 إلى 10 آلاف جندي مرتزق شاركوا في تحرير تدمر”.
صورة رمزية لمقاتل في صفوف الفاغنر بحسب القناة
وبعد ملاحقتنا للتفاصيل المرتبطة المتعلقة بزابالوتيني رومان وتسوركانوف غريغوري، عثرنا على منشورات متعلقة بالقضية ذاتها ولكنها جاءت لتؤكد حقيقة ما تعرض له المقاتلين الروسيين على يد داعش ولكن زملائهم انتقموا لهم وتاليا صور القتلى والشرح الذي رافقهما هو: ” تمكنت شركة الاستطلاع التابعة لـ فاغنر، من العثور على قائد المجموعة التي أسرت وأعدمت سابقًا مقاتلين روسيين رومان زابولوتني وغريغوري توركان”.
وقامت قناة تعرف عن نفسها بانها قناة غير سياسية ولا تسعى إلى الترويج لأية حركات سياسية أو دينية، بنشر مقطع فيديو لجندي يتحدث اللغة الروسية ويقوم بتصوير مجموعة من قتلى تنظيم داعش بعد محاولة فاشلة لهم بالهجوم على مرتزقة الفاغنر بحسب تعقيبها على الفيديو ونصه تالياً: “سوريا، ارشيف فاغنر بعد هجوم فاشل على مواقعهم”.
صورة لمقطع فيديو يظهر قتلى داعش بعد هجومهم الفاشل على قوات الفاغنر
وفي هذا الشأن، أوضح الصحافي والباحث السوري منهل باريش لـ”أخبار الآن” أن الشركات الأمنية الروسية تختلف من حيث التدريب والمهمة، وهي أقرب للقوات الخاصة وقوات النخبة من القوات العادية، وتشرف عليها شركة “فاغنر” الروسية وتدرّب عناصرها، وتشاركها في الأعمال القتالية.
وأضاف أن هذه الشركات تقوم بمهام الحفاظ على الموارد والمنشآت التي حصلت عليها روسيا من النظام السوري، وتُعَدّ هذه المجموعة من الشركات الأقلّ عدداً وانتشاراً.
وفي صيف العام 2017، برزت الشركة في مجال حماية حقول النفط والغاز غرب تدمر، والفوسفات في حقل خنيفيس، وحماية المستودعات الرئيسية قرب مطار تياس المعروف أيضاً بـ”مطار تيفور” (T4).
ولفت باريش إلى ان الطيران الأميركي قتل نحو 250 عنصراً من مرتزقة “فاغنر” بالإضافة الى مقاتلين من جيش النظام والقوات الرديفة له، وذلك في السابع من شباط (فبراير) العام 2018.
وفي سياق متصل متعلق بدور الشركات الروسية او ذات الصلة بروسيا بشكل أو بأخر، توصل بحثنا في “أخبار الآن” الى منشورات متعلقة بدور ما يعرف بـ”فيلق السلافي” وهي شركة أمنية خاصة مقرها في هونغ كونغ.
وتضمنت غالبية المنشورات التي اوردتها القنوات المختلفة على تلغرام صورا لجنود الفيلق على الأراضي السورية وتحديدا في حمص العام 2013 وفق الشرح المرفق مع غالبية الصور.
صورة لاشخاص عسكريين وصفتهم القناة انهم مقاولين في الفيلق السلافي
ويذكر أن فيلق السلافي، أعلن في العام 2013 عن رحلات عمل خارجية تمتد من ثلاثة اى ست شهور، وتضمن الإعلان الذي نشره الفيلق عبر الانترنت شروطا للمتقدمين الراغبين بالانضمام ومن ضمنها ان تتراوح أعمارهم بين 24 و45 عاما، وأن يكونوا موظفين سابقين في سبيتزناز، وتلقوا التدريب اللازم في العمل العسكري.
وتوقف الانتشار المعروف لهذه الشركة العسكرية الخاصة (في سوريا عام 2013) بخسارة المرتزقة معركة مع المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة، وبخلافهم مع مموليهم السوريين حول على من يقع اللوم.
وتبقى جميع المعلومات والوثائق المتعددة التي تتحدث عن مرتزقة الفاغنر والتي اوردتها “أخبار الآن” غيض من فيض، ولم تأتي من قصص خيالية وغير واقعية، وبالنسبة للمعلومات المتبقية التي حال دون الوصول اليها، هناك الكثير من الأسباب واهمها اللغة الروسية التي تناولت تلك المعلومات وتحدثت عنها.
تنويه: غالبية الوثائق (صور ومقاطع فيديو) هي من حسابات موالية لمرتزقة الفاغنر او تعمل لصالحها او مهتمة بشؤون التنظيمات الإرهابية والشؤون الروسية عبر منصات التواصل الاجتماعي.