هذا هو أول رد رسمي من طالبان على “البيعة” التي طالما حددّت العلاقة مع القاعدة وما انفك قادتها وأنصارها يحتفون بها وبقربهم العضوي من طالبان باعتبارهم الضامن والحامي.
في مقابلة خاصة لـ أخبار الآن، قال محمد سهيل شاهين، عضو وفد طالبان المفاوض في الدوحة والمتحدث باسم المكتب السياسي إنه “لا بيعة” تجمع القاعدة وطالبان. قال بالحرف: “لا ليس هناك بيعة. من قال إن هناك بيعة؟ لا توجد بيعة. هذه أيضاً ادعاء … لكن في الواقع لا توجد بيعة.”
البيعة اصطلاحاً ليست أمراً يُستهان به. الجهاديون يفهمون هذا أكثر من غيرهم. أسامة بن لادن نفسه تحدث في تسجيل مرئي عن بيعته الملا عمر “بيعة عظمى.” قال: ينبغي على كل مسلم أن يعقد في قلبه أنه قد بايع أمير المؤمنين الملا عمر وهذه هي البيعة العظمى.
إقرأ أيضاً: حصري.. الناطق باسم طالبان يرفض بيعة الظواهري ويعبّر عن ازدرائه للقاعدة
توفي الملا عمر في أبريل ٢٠١٣؛ ولمّ يُعلن عن وفاته إلّا في يوليو ٢٠١٥؛ ولم يكن الظواهري يعلم؛ ولكن هذه قصة أخرى. تولى الملا أختر منصور إمارة طالبان خلفاً له. في أغسطس نفس العام، ٢٠١٥، أعلن الظواهري البيعة للملا منصور في رسالة صوتية بعنوان: “مسيرة الوفاء”. الملا منصور قبل البيعة في بيان نُشر على موقع طالبان الرسمي بتاريخ ١٤ أغسطس ٢٠١٥.
بعد أقل من عام، قُتل الملا منصور وتحديداً في مايو ٢٠١٦. عُين هيبة الله أخوندزادة خلفاً له. الظواهري بايع أخوندزادة في كلمة صوتية بعنوان “على العهد نمضي” في يونيو ٢٠١٦. وحتى العام الماضي، في بيان “إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً” في مارس ٢٠٢٠، أغدقت القاعدة المديح على أخندزاده مهنئةً باتفاق الدوحة. وخوطب أخوندزادة بـ “أمير المؤمنين.” لكننا لا نعلم أن أخوندزادة أعلن قبول البيعة. قيل إن طالبان قبلوا البيعة ضمناً ولم يرغبوا في الإعلان الرسمي.
لكنّ كلام شاهين الآن حسم الأمر. طالبان لا تعترف بأي بيعة قدمتها القاعدة. هل يعني هذا أن طالبان فسخت البيعة؟ وبالتالي، هل القاعدة حلٌّ من التبعية الأخلاقية والأدبية لطالبان؟ هل ستشن هجمات داخل أفغانستان أو من أفغانستان ضد أهداف مضادة كما يفعل داعش وطالبان باكستان؟ هل انتهت القاعدة من أفغانستان؟ إذاً، أين الظواهري؟
طالبان: “القاعدة تضعف كلّ يوم”
نشر موقع Nikkei Asia، مقالاً استشهد فيه بكلام قيادي في طالبان هو محمد أمين الحق الذي بحسب الأمم المتحدة كان ينسق الأمنيات لأسامة بن لادن، وهو الآن عضو وفد طالبان المفاوض في الدوحة ومسؤول عن ملف تبادل السجناء. في إجابات مكتوبة أرسلها أمين الحق إلى الصحيفة، قال إن قتل أسامة بن لادن شكّل صفعة قوية للقاعدة “لأن خلفه قياديون من مصر لم يحظوا بشهرته وبالتالي لم يتمكنوا من أي عمل ذي معنى ولم يجدوا مكاناً لهم في سوريا والعراق.” وأضاف، وهنا المهم، “القاعدة تضعف يوماً بعد يوم.” لكنه أشار ضمناً إلى أن طالبان قد لن تلتزم ببند منع القاعدة من شنّ هجمات في أفغانستان أو من أفغانستان ضد أمريكا وحلفائها بحسب ما جاء في اتفاق الدوحة. وقال إن طالبان قد تسمح لهم باستئناف الهجمات “إن ظلت أمريكا تنتهك اتفاق الدوحة.” أمريكا بدأت الانسحاب من أفغانستان على أن تتم الانسحاب في سبتمبر المقبل.
إقرأ أيضاً: حصري.. طالبان تنكر وجود القاعدة في مناطقها