وقائع متسارعة سنحت لطالبان أن تسرح وتمرح على أرض أفغانستان، معارك على الأرض مع القوات الأفغانية الشرعية ومن تعتبرهم طالبان أعداء.. بملامح سلمية ونفي جازم لأيّ ادعاءات عن عنف أو ممارسات قمعية، أطل محمد نعيم، المتحدث السياسي باسم طالبان، ليدافع عن ممارسات جماعته، زاعماً أنّ غالبية الشعب الأفغاني يريد حكم طالبان.
- طالبان تقول إنّ أكثر من 85 % من المناطق الأفغانية باتت تحت سيطرتها
- الناطق باسم طالبان ينفي عمليات قتل الجنود الأفغان زاعماً أن الفيديوهات ملفقة
- طالبان ترفض تقاسم السلطة مع حكومة كابول التي تعتبرها “عدواً أتى بالإحتلال”
- نعيم: استولينا على دبابات وآليات أسلحة متطورة من الجيش الأفغاني
- نعيم يشدد على أنّ السلطة وسيلة لتنفيذ ما تريده طالبان لاسيما الحكم الإسلامي
- نعيم: ثمة لجنة للأمور الصحية تتواصل مع المنظمات الدوالية لمتابعة وباء كورونا
- نعيم ينفي وجود أيّ عنصر من تنظيم القاعدة في مناطق سيطرة طالبان
- نعيم يرفض إدانة الصين لدى سؤاله عن أقلية الإيغور التي تتعرض للإضطهاد
استهلّ المتحدّث باسم طالبان محمد نعيم حديثه مع “أخبار الآن“، بالقول إنّ “أكثر من 200 مديرية أفغانية باتت تحت سيطرة طالبان”، مضيفاً أنّ طالبان تتقدم يوماً بعد آخر يف المناطق الأفغانية”. وادّعى أنّ “المواطنين الأفغانيين ينضمون إلى طالبان طواعيةً”، وبذلك نفى كلّ ما تمّ عرضه من مشاهد قمع وقتل في مناطق سيطرة طالبان، زاعماً أنّ “كل هذه الفيديوهات مفبركة وقديمة العهد، ولا أساس لها من الصحة”.
وعقّب على مقاطع الفيديو التي وثقت الإنتهاكات التي ارتكبتها عناصر طالبان ضدّ جنود الجيش الوطني الأفغاني، زاعماً أنّ “من “أفراد طالبان يستقبلون الجنود الذين يستسلمون بالزهور والترحيب”، مدّعياً أنّ “هذه الفيديوهات يعود تاريخها إلى ما قبل 10 سنوات عندما كانت هناك حرب مع قوات الإحتلال، وغالبية هذه الفيديوهات مفبركة”. وكذلك نفى صحة الفيديو الذي نشرته شبكة “CNN” والذي يظهر عملية قتل جنود أفغان من قبل طالبان.
ولدى سؤاله عمّا إذا كان يعتبر حكومة كابول عدواً، ردّ نعيم بالقول إنّ “العدو هو من احتل بلدنا، وكذلك مَنْ وقف إلى جانبه”.
في تناقض صريح.. نعيم يرفض تقاسم السلطة مع حكومة كابول ويريد حل المشاكل بالحوار !
وفي سياق الحديث أنّ الأفغانيين في مناطق سيطرة ينساقون لطالبان لأنهم يخافون ويقعون التهديد، نفى نعيم هذا الأمر، قائلاً: “لا توجد مخاوف لدى الناس من حكم طالبان، بل هم مطمئنون”. ولدى سؤاله عن التعرّض للأهالي وضربهم، قال: “أفغانستان ليست دولة غربية ولا يمكن أن نقيس بلادنا بدولة غربية، وبالتالي لا يمكن أن تخرج النساء في أفغانستان كما تخرج النساء في باريس”.
ولدى ردّه على مقاطع الفيديو التي توثق عمليات جلد النساء من قبل أفراد من طالبان، زعم نعيم أنّ “مشاهد ضرب النساء لا يمكن أن تكون صحيحة، وأنّ هذه المشاهد كانت قبل 20 سنة، في الوقت الحالي لا يمكن أن يحدث ذلك، واضعاً ذلك في إطار بعض التصرفات الفردية”.
وعن أسلحة القوات الأفغانية الوطنية التي تستولي عليها طالبان، كشف نعيم لـ”أخبار الآن“، أنّ “الأسلحة التي يتم الإستيلاء عليها تُحفظ بشكل جيّد. وعن نوعية الأسلحة، ردّ بالقول إنّها عبارة عن الدبابات والآليات والرشاشات والأسلحة المتطورة”.
محمد نعيم: حكومة كابول عدو وفكرة تقاسم السلطة غير واردة
ورفض محمد نعيم فكرة تقاسم السلطة مع حكومة كابول، مدّعياً أنّ “هدف طالبان ليس السيطرة على السلطة، بل هي وسيلة لإقامة النظام الإسلامي في أفغانستان، وتطبيق الأحكام الإسلامية”.
ولدى مواجهته ببشاعة تطبيق تلك الأحكام، قال إنّ فهم الواقع في أفغانستان ليس بالأمر الهين وهو معقّد للغاية، لأنّ البلاد تعاني من الحروب منذ أكثر من 40 عاماً”، مشكّكاً بما ينقله المراسلون والصحافيون من أفغانستان.
وفي تناقض صريح، وفيما كان قال إنّ طالبان لا تريد تقاسم السلطة مع حكومة كابول، قال نعيم إنّ “طالبان تريد حلّ المشاكل في أفغانستان من خلال الحوار”، مع إشارته إلى أنّهم لا يعترفون بالحكومة كونها أتت بالإحتلال على حدّ تعبيره.
ماذا عن وباء كورونا في مناطق سيطرة طالبان؟
وبشأن الإوضاع الصحية المتعلقة بتفشي فيروس كورونا في مناطق سيطرة طالبان، قال نعيم: “لدينا لجنة خاصة للأمور الصحية، وهذه اللجنة على تواصل دائم مع منظّمات صحية تقوم بزيارات إلى أفغانستان بين الحين والأخر”.
نعيم يتهم حكومة كابول بإيواء القاعدة
وفي سياق الحديث عن التنظيمات الإرهابية المتواجدة في أفغانستان مثل تنظيم القاعدة، زعم نعيم قائلاً: “الأجانب غير موجودين الآن في أفغانستان، ولا أي عنصر خارجي، وأضاف: “في العام 2017، كان هناك تواجد لبعض الأجانب في منطقة منكرهار وكنن، ونصحتهم طالبان بالإنضمام إلى الشعب لكنّهم رفضوا وكانت حرب بيننا، خصوصاً مع من تسمّي نفسها داعش”. واتهم نعيم قوات الحكومة بإيواء داعش والقاعدة”.
محمد نعيم يرفض إدانة الصين لدى سؤاله عن أقلية الإيغور التي تتعرض للإضطهاد
ولدى سؤاله عن علاقة طالبان مع الصين – وفد من طالبان زار مؤخراً تيانجين – قال نعيم: “لطالبان علاقات جيّدة مع جيراننا ودول المنطقة ودول العالم، لنا علاقات جيّدة مع فرنسا مثلاً، ونحن سابقاً طمأنا ونطمئن الآن بأنّ أراض أفغانستان لن تستخدم ضدّ أيّ دولة”.
ولدى طرح السؤال “ماذا تعرفون عن أقلية الإيغور التي تضطهدها الصين”، رفض نعيم إدانة الصين أو حتى تسميتها، مكتفياً بالقول إنّهم “يرفضون الظلم، لكنهم لا يتدخلون بشؤون الآخرين”.
في المحصّلة وبعد كلّ ما تقدم، يمكن القول إنّ محمد نعيم عجز عن تبرير أخطاء طالبان، مكتفياً بالنفي من دون تقديم أي إثباتات.