ترجيحات بتزايد الانشقاقات عن صفوف “القاعدة”
- كل عنصر من القاعدة انشق ولم يقم بجرائم مرحب به
- الخلافات كبيرة بين عناصر القاعدة والدليل أنهم غير مقبولين من محافظات الجنوب
- أبناء حضر موت رفضوا أفكار تنظيم القاعدة المتطرفة
- تم الانتصار على “القاعدة” في حضر موت بعد تكاتف الأهالي والمقاومة
الانشقاقات تتوالى والتصدعات تكبر.. واقع يعيشه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، فالكثير من عناصر التنظيم قرروا الانشقاق والعودة إلى مجتمعهم وأهلهم، والأمثلة تطول وآخرها الأنباء التي تتحدث عن إمكانية انشقاق أبو عمر النهدي القيادي الشرعي والميداني في فرع القاعدة باليمن بعد تفاقم خلافه مع زعيم التنظيم في جزيرة العرب خالد باطرفي، والسؤال هنا هل سيتقبل المجتمع في حضر موت هؤلاء المنشقين؟
وفي حديث خاص مع المحلل السياسي محمد بامزعب إن المنشق عن تنظيم القاعدة اكتشف أنه كان على الطريق الخطأ، مضيفا أن “كل عنصر من القاعدة انشق ولم يقم بجرائم مرحب به في المجتمع الحضرمي”.
ومع كثرة الانشقاقات داخل تنظيم القاعدة وعودة العناصر إلى مجتمعهم وخصوصا في حضر موت، تظهر هنا طبيعة المجتمع الحضرمي الذي يحتضن أبناءه ويردهم إلى الطريق الصحيح.
وأشار بامزعب إلى أن أبناء حضر موت رفضوا أفكار تنظيم القاعدة المتطرفة، لأنهم يتبعون الدين الوسطي.
وأوضح أنه تم الانتصار على “القاعدة” في حضر موت بعد دعم الأهالي لقوات النخبة الحضرمية التي قامت بطرد عناصر التنظيم من المحافظة.
الحاضنة الشعبية الموجودة في حضر موت هي السبب الرئيسي الذي أدى إلى طرد التنظيم الإرهابي من المحافظة، وفقا للمحلل السياسي محمد بامزعب.
تم دحر التنظيم الإرهابي وعاد المجتمع الحضرمي إلى حياته السلمية، بل واليوم يدعو أبناءه الذي غرر بهم للعودة إلى مسارهم الصحيح بين أهلهم ومجتمعهم لبناءه وتطويره.
منشق عن القاعدة وزوجته يكشفان تفاصيل رحلة الانضمام للتنظيم والهرب منه
قصص الانشقاق معروفة في اليمن. ومع ذلك، لا يعرف العالم الخارجي سوى القليل عن أسباب انشقاق أعضاء قاعدة اليمن وما يحدث لهم بمجرد انضمامهم إلى زوجاتهم وأطفالهم. يُظهر كشف حصري تم اعداده سابقا لأخبار الآن حالة من هذا القبيل حيث طفح الكيل بهذا الشاب الذي وجد أن القاعدة في جزيرة العرب لا تستحق إضاعة حياته من أجلها.
أخبار الآن أجرت لقاءًا مع ناجٍ من القاعدة وزوجته، تحدث فيه عن طرق التضليل والترهيب التي ينوء المجندون في القاعدة تحت ثقلها، وكيف تم تجنيده بإغراء العمل، ومن ثم الخطة التي اتبعها للهروب من معسكر القاعدة، كما أخبرتنا زوجته عن الخوف والقلق اللذين عاشتهما عندما علمت بانضمامه للقاعدة ودورها في نصحه ومساعدته بالعودة لرشده، كما قالت.
قال المنشق، وهو خريج جامعي من إحدى محافظات جنوب اليمن، كان عاطلًا عن العمل حينها، “لم ألتحق بهم، سافرت من أجل العمل عن طريق صديق أعرفه معرفة سطحية، قال إن هناك عملًا ينتظرني. كانت تلك الأيام ذروة الحرب بين الحوثي والحكومة. سافرت ووصلت إلى معسكر بين الجبال قالوا إنه كتدريب في البداية. أعطونا سلاحًا ورواتب وكانت أموري صعبة، فقبلت العمل معهم”.
وأضاف، “ليس هناك مغريات ولا وعود لأنهم ناقضي الوعود والعهود. يعطوننا مثلًا راتبًا شهريًا وسلاحًا رشاشًا. هذا ما كنت أحصل عليه منهم”.
فيما لم تكن زوجته التي يحبها كما قال تعرف عن التحاقه بتنظيم القاعدة، لكن شكوكًا ما ساورتها ودبّ فيها القلق. قالت، “في البداية لم أكن أعرف شيئًا. كان يسافر ويقول لدي عمل. كان يسافر ويرجع بعد كل 6 أشهر، وبالنهاية أكتشفت أنه كان يحارب مع تنظيم القاعدة، وهذا الشي سبب لنا خوفًا وقلقًا”.
وأضافت، “بعد معرفتي بالأمر، كنت خائفة منه كثيرًا، وكنت أخاف كثيرًا على أولادي حتى أنني وقت النوم كنت أغلق عليهم الباب خوفًا عليهم. حاولت بكل الطرق أن أنصحه لكن النصائح كلها كانت مليئة بالقلق والخوف، وكان بالإمكان أن أكون ضحية هذه النصيحة. بالنهاية توفقت ولم يعُد للتنظيم، والآن نحن نعيش حياة زوجية سعيدة”.