تنظيم القاعدة يصدر كتاباً جديداً يعكس مدى ارتباكه وتشوشه
- نشرت مؤسسة السحاب، الذراع الدعائية لتنظيم القاعدة، كتاباً جديداً لـ أيمن الظواهري
- أبو هنية: الكتاب يهدف لإيصال رسالة في هذه الذكرى عن طبيعة ونهج القاعدة
- أبو هنية: الكتاب يعكس حالة التشوش والارتباك والتراجع لدى تنظيم القاعدة لمصلحة جماعات جهادية أخرى منشقة عنه
نشرت مؤسسة السحاب، الذراع الدعائية لتنظيم القاعدة، كتاباً جديداً لـ أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة بالتزامن مع الذكرى العشرين لهجمات الـ11 من سبتمبر 2001.
وحمل الكتاب الجديد عنوان: “الكتاب والسلطان.. اتفاق وافتراق: تأملات في الفساد السياسي وآثاره في تاريخ المسلمين”، وجاء في 852 صفحة، مصنفة ضمن بابين وعدد من النقاط الفرعية.
عن هذا الكتاب ودلالات إصداره في هذا التوقيت بالذات أجرت أخبار الآن مقابلة مع الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية حسن أبو هنية حيث قال إن هناك نوعاً من الصعوبة خلال الفترات الأخيرة بالنسبة لزعيم تنزيم القاعدة أيمن الظواهرثي، وخاصة إذا ما تتبعنا مستوى الأشرطة التي كان يصدرها سابقاً، والواضح أنه يعاني من عزلة نوعاً ما، كما أن هناك إشاعات حول مقتله أو أنه في مرض شديد.
وبما أن الكتاب لم يأت على ذكر هجمات الحادي عشر من سبتمبر فإن أبو هنية يؤكد أن الكتاب ليس المكان المناسب للحديث عن تلك الأحداث، بل هو يعالج ما يعتقد أنه مسألة جديدة، لذا قد يكون هذا الكتاب بهدف إيصال رسالة في هذه الذكرى عن طبيعة ونهج القاعدة.
الكتاب الجديد لم يتطرق إلى مسألة سيطرة طالبان على أفغانستان من جديد وبهذا الصدد يقول الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية إنن بالنظر غلى فروع القاعدة على سبيل المثال في جزيرة العرب فقد أرسل رسالة تهنئة لطالبان، لكن الظواهري يعاني بشدة لذا اضطر إلى عدم الظهور وخاصة في مناسبة كهذه، سيما وأن الانظار جميعها تتجه إلى القاعهدة وكل التساؤلات الآن حول ما هو مصير القاعدة بعد اتفاق الدوحة ويبدو أن هناك إشكالات كثيرة منها الظواهري في تدوير العلاقة الجديدة مع جماعة طالبان.
الكتاب الجديد تجاهل أيضاً هجمات الحادي عشر من سبتمبر وحول هذا الموضوع يقول الباحث حسن أبو هنية إنه من الواضح أن الجيل الجديد من المتطرفين يحتفون بشكل كبير بذكرى هذه الهجمات، لكن الجيل القديم متحفظ لأن القاعدة دخلت في مسارات متعددة منذ 11 سبتمبر وخاصة بعد مقتل أسامة بن لادن وتولي الظواهري قيادة التنظيم خلفاً له، وهناك ارتباك ظهر بعد ما يسمى ثورات الربيع العربي وخروج عدد من الفروعع عن سيطرة المركز ومنهم داعش والنصرة وتمرد كثير من الفروع ومنها جماعة الشباب الصومالية.
يؤكد أبو هنية أن الظواهري نفسه تقلب خلال تلك الفترة وأصدر توجيهات منهجية في عام 2013 أراد من خلالها التأكيد على نهج القاعدة لكنه سشرعان ما تخلى عنها، بسبب الاختلاف في طبيعة الأيديولوجيا مع طالبان.
يشير الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية إلى أن هناك ثمة ارتباك في قيادة القاعدة بشكل كبير لدى الظواهري وربما يعكس الكتاب هذا الارتباك لانه يعكس مرة أخرى قضايا تعتبر ذات طبيعة فكرية أكثر منها استراتيجية.
وبحسب أبو هنية فإنه مما لا شك فإن تنظيم القاعدة يحاول إعادة استثمار كل ما حدث مؤخراً خاصة وأن تنظيم داعش كان أزاح القاعدة عن عرش سيادة الجهادية العالمية وبالتالي أصبح دور القاعدة مرتبكاً وبات يتراجع على حاسب تقدم داعش في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، وبالتالي من الواضح أن هناك من يريد أن يستثمر هذا الحدث ويوصل رسالة أقرب إلى الطابع الفكري ويشدد على القضايا الأساسية أكثر وخاصة تلك التي نشأت عليها هذه الجهادية وتمثيل الجهادية العالمية، وبالتالي الكتاب يعكس نوعاً من الارتباك فمنذ أن تولى الظواهري قيادة القاعدة فثي 2011 كان دائماً هناك ارتباك وتغير ومحاولة التكيف مع ثورات الربيع العربي والتركيز على العدو البعيد وعدم تنفيذ هجمات والسيطرة على مناطق، ثم بعد ذلك العودة مرة أخرى إلى التركيز بعد 2014-2015 على العدو البعيد، ومع سيطرة طالبان الآن يتخلى عن الأساس الأيديولوجي والاستراتيجي الذي بني عليه تنظيم القاعدة.
يختم أبو هنية حديثه بالقول إن الكتاب يعكس حالة التشوش والارتباك والتراجع لدى تنظيم القاعدة لمصلحة جماعات جهادية أخرى منشقة عنه.