سامي الجبوري.. اعتقال القيادي يكشف صراعات داخل داعش
- القبض على القيادي بداعش سامي جاسم الجبوري يكشف عن تفاصيل الصراع بين التركمان والعرب العراقيين.
- مناقشات مستمرة حول تفاصيل عملية اعتقال القيادي بتنظيم داعش.
- اتهامات للفصيل التركماني بتسببه في اعتقال الجبوري أو حجي حميد.
- حجي حميد كان المسؤول المالي للتنظيم ونائب البغدادي.
- تساؤلات حول مستقبل الصراع بين الأجنحة داخل التنظيم المتطرف وتأثيره على اندثار التنظيم.
مع الكشف عن اعتقال القيادي بتنظيم داعش حجي حميد المعروف باسم سامي الجبوري، تستمر وسائل الإعلام في تداول الخبر ولكن وفق قليل من التفاصيل حول ملابسات عملية اعتقاله.
وكما أعلن رئيس الوزراء الكاظمي، فإن أجهزة الأمن والاستخبارات العراقية تتمتع بكفاءة عالية وقد حققت نجاحًا كبيرًا في عمليته.
في الوقت الذي كانت عيون أبطالنا في القوات الأمنية يقظة لحماية الانتخابات،كانت ذراعهم الأصيلة في جهاز المخابرات تنفذ واحدة من أصعب العمليات المخابراتية خارج الحدود،للقبض على المدعو سامي جاسم، مشرف المال لتنظيم داعش ونائب المقبور أبو بكر البغدادي،
بوركت سواعد الأوفياء
عاش العراق— Mustafa Al-Kadhimi مصطفى الكاظمي (@MAKadhimi) October 11, 2021
بموازاة ذلك، تنكشف تفاصيل أخرى هامة لهذه القضية، يوضحها المراقبون الذين يتابعون تنظيم داعش عن كثب.
وأشارت تقارير صحفية مختلفة إلى أن عملية القبض على الجبوري تمت عبر تنسيق عراقي تركي. بالإضافة إلى ذلك، جاء القبض على حجي حميد “سامي الجبوري” بعد فترة وجيزة من سلسلة عمليات مكافحة الإرهاب في تركيا التي أدت إلى اعتقال حوالي 16 من مقاتلي داعش، وبطبيعة الحال، فإن مقاتلي داعش الذين تم أسرهم هم مصدر غني للمعلومات الجديدة والحاسمة عن التنظيم.
أيضًا، هذه هي النقطة التي يجب الانتباه لها، وتحديدا حول الجناح التركماني في داعش وما له من صلات قوية في المنطقة، بما في ذلك تركيا.
وتجدر الإشارة إلى أن زعيم داعش الجديد هو الحاج عبد الله قرداش- تركماني من تلعفر.
كما يلاحظ بأن الفصيل التركماني داخل داعش يعارض ويفكك بشكل منهجي خصومه بما في ذلك فلول فترة البغدادي.
وينخرط التركمان العراقيون في داعش والعرب العراقيون في معركة قاتلة على المال والسلطة.
بالإضافة إلى تصريحات المسلحين الأسرى والتائبين، فمن المعروف أن المعسكرات المتنافسة تسرّب معلومات للسلطات العراقية والدولية لتمكينها من العثور على المعسكر المقابل داخل داعش والقضاء عليه.
ولهذا يجب طرح السؤال الآن: ما هو دور الفصيل التركماني في القبض على سامي جاسم الجبوري؟
أخبار الآن تقوم بالتحقيق في هذا الملف، حيث وجدنا في بحثنا تفصيلاً بارزاً آخر: حجي حميد من منطقة “الشرقاط” في العراق، حيث يتذكر المتابعون لشؤون الجماعات المتطرفة اسم “الشرقاط” من مقتل زعيم داعش البارز الآخر حجي تيسير قبل عامين.
وهذا يثير الاحتمال القوي بأن يكون شخص ما من داخل داعش قد عرف موقع الجبوري وقام بتسريبه إلى السلطات العراقية أو قوات التحالف الدولي.
من الطبيعي أن يكره مقاتلو داعش المنافسون شخصية مثل حجي حميد حيث كان مسؤول المال في التنظيم، في حين أن مقاتلي داعش وعائلاتهم عالقون في العراق وسوريا في محاولة للبقاء على قيد الحياة في الفقر والحرمان، كان أن القيادي بداعش كان يجلس على كومة كبيرة من الموارد.
كان لدى العديد من قادة داعش، بما في ذلك التركمان المنافسون، كل الأسباب للانتقام من حجي حميد من خلال تسريب موقعه بشكل نشط أو سلبي إلى السلطات العراقية أو الدولية.
ومن المؤكد أن التركمان لديهم صلات ودوافع لإجراء مثل هذا التسريب عبر اتصالاتهم في تركيا، بما في ذلك الإرهابيون الذين تم أسرهم مؤخرًا.
ويشير الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة ماهر فرغلي، إلى وقوع معارك كثيرة بين أعضاء التنظيم في العراق وسوريا فيما بعد، ولم تكن استراتيجيات مواجهة النظام العراقي هي السبب، بقدر ما أثار تقديم العناصر العراقية بدءاً من تولي أبو بكر البغدادي، حينما أحاط نفسه، بكبار مساعديه العراقيين، كأبو أيمن العراقي، وحجي بكر، وغيرهما.
ويؤكد فرغلي أن المسألة الأهم في تلك المعارك، هي المتعلقة بالأفكار، حيث أثار ما ابتدعه التنظيم، من التكفير باللوازم، وقتل المصلحة، مشكلات متتابعة، أدت في النهاية إلى بروز فرق كثيرة أدت إلى مقتل عناصر كثيرة ومنهم قادة كبار مثل تركي البنعلي.
كما يوضح أن المعارك على الغنائم بين الشيشانيين والعراقيين قد ازدادت لولا تدخل أبو عمر الشيشاني، القائد بالتنظيم والذي قتل فيما بعد.
ويتابع فرغلي قائلاً : “الآن يبدو الصراع كبيرا بين التركمان والعراقيين، هناك اتهامات تتزايد تجاه التركمان بالإبلاغ عن سامي الجبوري وتسليمه للقبض عليه، فيما يشار إلى دور لزعيم داعش الآن، وهو ما يحمل في طياته دلالة خاصة عن تراجع داعش وتبخر خطرها بالانشقاقات، والانقسامات المتعددة مستقبلياً”.
ويقول د. حسن أبو هنية الباحث بشؤون الجماعات المتطرفة، بأن إلقاء القبض على حجي حميد، يأتي ضمن الصراع داخل داعش، حتى بين المقاتلين وبعضهم، حيث كان هنا هيمنة لقيادات داعش العليا التركمان من تلعفر رغم تواجد البغدادي وقتها حيث سيطروا على مفاصل التنظيم وصناعة القرار.
ويتابع أبو هنية قائلاً: “هذا يترسخ بعد مقتل البغدادي ووصول قرداش لزعامة التنظيم، حيث ازدادت سيطرة التركمان، كما أن المشاكل بين المحليين والأجانب والخلافات بين الأجنحة، أو الصراع الأيدلوجي مثل الصراع بين الجناح البنعلي والجناح الحازمي زاد من تفكك الجناح العراقي العربي لصالح التركمان”.
ويضيف أبو هنية بأن قرداش تمكن بشكل تام من السيطرة على التنظيم، حيث قام بإبعاد أشخاصا كانوا باللجنة المفوضة، بعدما أصبحوا ملاحقين من قبل الأمنيين، مثل إسماعيل العيساوي المسؤول الشرعي السابق بالتنظيم وأحد نواب البغدادي، حيث تم اعتقاله لاحقا، كما هرب أيضاً حجي عبد الناصر رئيس اللجنة المفوضة وأحد قيادات التنظيم.
ويؤكد أبو هنية بأن الخلاف داخل التنظيم ساهم بشكل كبير في الإيقاع بالجبوري، كما أن الانشقاقات الحالية تتزايد بشكل واضح، رغم إعادة الهيكلة بعد فصل ولاية العراق عن ولاية سوريا.
ورغم أن المناصب الأمنية داخل التنظيم كانت أغلب الوقت في أيدي العراقيين، إلا أن الخلافات مع الحلقة الأمنية التركمانية أصبحت تهدد هذا الوجود العراقي بحسب أبو هنية.
قصة حجي حميد لا تنتهي هنا. في وقت القبض عليه، كان لديه على الأرجح الكثير من الأدلة حول أعضاء داعش الآخرين وأموالهم وشبكات الدعم.
وإذا استمر تنظيم داعش في العراق في تكبد خسائر كبيرة، فيمكن اعتباره ذلك دليلاً على أن هذه العملية أسفرت عن أكثر بكثير من أسر أحد قادة داعش، سامي جاسم الجبوري.
ورغم أن القتال الداخلي المرير بين التركمان العراقيين وداعش في العراق لم يتم تداوله على نطاق واسع في وسائل الإعلام. إلا أنه لا يزال أحد الحقائق الأساسية لهذا التنظيم الإرهابي بعد أن فقد خلافته.
وفيما يتعلق بالمستقبل، فإن نجاح العملية يمكن أن يشجع الفصيل التركماني في داعش على تسريب المزيد من الأسماء والمواقع. ويمكنه أيضًا أن يقود داعش العربية العراقية للرد على التركمان بطرق مماثلة، هذه معركة ستستمر حتى يتم القضاء على أحد الجانبين بالكامل.