مسؤولة أممية تدق ناقوس الخطر: الوضع في أفغانستان مأساوي بامتياز
- 23 مليون شخصًا يواجهون انعدام الأمن الغذائي
- مسؤولة أممية: كان هذا العام كارثيًا للناس في أفغانستان
الوضع في أفغانستان يخرج عن السيطرة، منظمات انسانية وحكومات تحاول إخراج الشعب الأفغاني من عنق الزجاجة خاصة مع اقتراب فصل الشتاء المعروف بانخفاض حاد لدرجات الحرارة، لكن المحاولات لم تعطِ أكلها في المرحلة الحالية. ودعوات أممية تتكرر لإنقاذ هذا الشعب الذي يرزخ تحت حكم طالبان.
مسؤولة الإعلام والاتصال في برنامج الأغذية العالمي شيلي ثاكرال تدق ناقوس الخطر وتكشف بكل حرقة في مقابلة خاصة مع أخبار الآن ” إنّها حقاً أزمة إنسانية نشهدها بكل حزن في أفغانستان… نحتاج إلى المال لإطعام الناس”.
وكشفت المسؤولة الأممية أرقاما مفزعة عن الأزمة الانسانية في أفغانستان وذكرت “أن أكثر من نصف السكان يواجهون الجوع فيما يواجه 3.2 مليون طفل ويعانون سوء التغذية الحاد الذي يجعل الأطفال ضعفاء جدًا وهزالا بسبب عدم حصولهم على النظام الغذائي المناسب.
كما أضافت أن ما يقارب 23 مليون شخصًا يواجهون انعدام الأمن الغذائي، وذلك وفقًا لآخر تقييم أُجري منذ شهر تقريبًا، أي ما يقارب 34 مقاطعة في كافة أنحاء البلد تواجه أزمة أو مستوى طوارئ في الأمن الغذائي.
وهو ما يعني وفق المسؤولة الأممية أن بعض الأفغان لا يملكون طعامًا، وهو واقع يسير بهم نحو الأسوأ خاصة مع اقتراب فصل الشتاء ونزول الثلوج في الشمال.
هذه الأزمة الانسانية التي تتصاعد مع الظروف المناخية، تبدو نتيجة تراكمات أزمات متعاقبة على الأفغان منها فقدان وظائفهم والجفاف الحاد خلال هذا العام، وهو ماجعل 2021 عاما كارثيًا بامتياز على الأفغان للناس في أفغانستان وفق ثاكرال.
في مقابلة خاصة مع أخبار الآن، تحدث مسؤولة الإعلام والاتصال في برنامج الأغذية العالمي شيلي ثاكرال عن ما أسمته “طبقة جديدة من الجياع” وهي ظاهرة مقلقة. باعتبار أن عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع، ولأول مرة وبسبب الأزمة الاقتصادية هم من سكان المدن ، حيث يحصل الناس العاديون على وظائفهم ورواتبهم ودخلهم ويتمتعون بالقدرة الشرائية. لكن وفق المسؤولة الأممية إن بعض أفراد من المجتمع الأفغاني الحالي قد يكونون لأول مرة في حياتهم في حاجة ماسة إلى دعم ومساعدة برنامج الغذاء العالمي. وهو ما يمثل عبءا جديدا على المنظمة الدولية التي كانت في السابق تعمل في بعض المدن والقرى والبلدات، إلا أنها اليوم تجد نفسها تعمل على تلبية حاجيات كل أفراد المجتمع الأفغاني بما أن كل الطبقات أصبحا في حاجة ماسة إلى مساعدات آنية وعاجلة. وهو ما دفعل المسؤولة الأممية إلى أن تبعث برسالة إلى المجتمع الدولي قائلة: “نحتاج إلى المال لإطعام الناس”
هذه خطط برنامج الغذاء العالمي
وحول الخطط التي يعمل عليها برنامج الأغذية العالمي، ذكرت المسؤولة الأممية أن البرنامج يعمل في كافة أنحاء البلد، ويحاول المساعدة قدر المستطاع وذلك إما بتزويد بعض العائلات بالنقود أو تقديم المساعدة المدرسية غير أن هذه المساعدات لن توازي حجم الاحتياجات المرجحة لأن تتضاعف ثلاث مرات، خاصة مع دخول فصل الشتاء. وهو الأمر الذي يخيف البرنامج الأممي لأن هذا الشتاء وفق ثاكرال سيكون أكثر صعوبة بسبب حالة عدم اليقين التي تواجه العديد من العائلات، ما يدفعهم أيضًا إلى التزجه إلى أقصى الحدود.
أمام النقص الحاد في السيولة وفقدان الوظائف والرواتب غير مدفوعة وتوقف سريع للمساعدات الدولية، دعت مسؤولة الإعلام والاتصال في برنامج الأغذية العالمي شيلي ثاكرال المجتمع الدولي إلى مزيد من التمويل.
نحتاج إلى 220 مليون دولار شهريًا في عام 2022، للتأكد من أن ما من أحد وحده، ولإنقاذ الأرواح ولعدم تعرض أحد للجوع.
إذا لم نساعد أطفال أفغانستان..سيكون هذا فشلًا جماعيًا إذا تركنا ذلك يحدث
دائما في الأزمات وفي الحرب يكون الأطفال هم الضحايا بامتياز. في أفغانستان للأطفال أيضا نصيب من الأزمات المتتالية التي تصاعدت من تولي طالبان الحكم.
في أفغانستان اليوم “يعاني 3.2 مليون طفل، أقلّ من 5 سنوات تقريباً، من سوء التغذية الحاد، ويبدو أن مليون منهم قد يموتون بأشد أشكاله إذا لم يتعالجوا في الوقت المناسب. سيكون هذا فشلًا جماعيًا إذا تركنا ذلك يحدث”. بهذه الكلمات وصفت واقع الأطفال في أفغانستان.
واقع لابدّ أن يخجل منه العالم، وقد أعربت المسؤولة الأممية في لقاء خاص مع أخبار الآن عن قلقها بالنسبة للأطفال الذين يعانون الجوع والذين يواجهون شتاءً شديد البرودة، والذين قد لا يكون لديهم ما يكفي من الدفء والمواد الغذائية في أجسادهم. وأشارت إلى أن المنظمة تعمل عن كثب مع شركائها الآخرين لا سيّما اليونيسف، لمنع المزيد من جوع الأطفال، ولكن أيضًا لتوفير العلاج لهم في أسرع وقت ممكن.