باطرفي: عمليات الطائرات الأمريكية بدون طيار أدت لمقتل نحو 1600 من عناصر القاعدة في اليمن
- نشرت مؤسسة الملاحم، الذراع الدعائية لتنظيم القاعدة في اليمن، الجزء الثاني من حوار زعيم التنظيم خالد باطرفي
- قال باطرفي إن هناك عدة عوامل وراء تراجع الدور العسكري لتنظيم القاعدة
- ألمح زعيم القاعدة إلى ضعف القدرات المادية لتنظيم القاعدة في الوقت الراهن
- لفت زعيم القاعدة في اليمن إلى دور أجهزة الأمن والاستخبارات الإماراتية والسعودية في مكافحة الإرهاب
نشرت مؤسسة الملاحم، الذراع الدعائية لتنظيم القاعدة في اليمن، الجزء الثاني من حوار زعيم التنظيم خالد باطرفي، حول الأحداث والمستجدات الخاصة بالتنظيم على الساحة اليمنية، بعد أسبوع من نشر الجزء الأول.
وفي بداية الجزء الثاني، قال باطرفي إن هناك عدة عوامل وراء تراجع الدور العسكري لتنظيم القاعدة، مضيفاً أن الصراع في اليمن تتداخل في العديد من القوى وإن من مصلحة التنظيم ألا يتدخل في تلك الصراعات ويترك الأطراف تتصراع في ما بينها ثم يتدخل لاحقاً.
وأشار “باطرفي” إلى أن التنظيم توقف عن استهداف بعض الجهات، بشكل مؤقت، بدافع المصلحة لوجود عدو أكبر في الوقت الحالي بالنسبة لـ”القاعدة”، موضحاً أن التنظيم يركز في الفترة الحالية على الإعداد والتدريب، وتنفيذ عمليات نوعية بين الحين والآخر.
وألمح زعيم القاعدة إلى ضعف القدرات المادية لتنظيم القاعدة في الوقت الراهن، معتبراً أن هذا الضعف ساهم في تراجع الدور العسكري للتنظيم.
وأكد خالد باطرفي أن التنظيم لن يتراجع عن خيار حمل السلاح، مشدداً على عدم تغيير استراتيجية القاعدة من مواجهة الولايات المتحدة (العدو البعيد) إلى قتال الأعداء المحليين (العدو القريب)، لأن الواقع بالنسبة للتنظيم لم يتغير، وبالتالي فإن تغيير أسلوب عمل القاعدة لن يتغير لأن الولايات المتحدة تدعم الأنظمة الإقليمية وتواصل حربها على التنظيمات الجهادية.
واعتبر “باطرفي” أن الولايات المتحدة تحمل راية مواجهة القاعدة عالمياً، ومن ثم فإن القاعدة لن تغير استراتيجيتها وسياستها طالما لم تغير “أمريكا” إستراتيجية مكافحة الإرهاب العالمي، مردفاً أن عمليات الطائرات الأمريكية بدون طيار أدت لمقتل نحو 1600 من عناصر القاعدة في اليمن، لكنه زعم أن التنظيم استفاد جزئياً من الغارات الأمريكية، في كسب الدعم الشعبي.
وذكر “باطرفي” أن الحملة التي أطلقتها اللجنة الأمنية للتنظيم ضد من تصفهم بـ”الجواسيس” ستسمر، مشيراً إلى أنه جرى تكثيفها إبان تولي قاسم الريمي (زعيم القاعدة السابق) زعامة التنظيم في اليمن، وحينها اكتشفت اللجنة الأمنية أن الجواسيس تغلغوا في داخل القاعدة.
ولفت زعيم القاعدة في اليمن إلى دور أجهزة الأمن والاستخبارات الإماراتية والسعودية في مكافحة الإرهاب، قائلًا إن المخابرات الإماراتية بشكل خاص، لعبت دوراً بارزاً في إسقاط عناصر وقيادات التنظيم، على مدار السنوات الماضية.
واعترف خالد باطرفي أن بعض العملاء الذين ذرعتهم أجهزة الاستخبارات في داخل التنظيم، تبؤوا مناصب قيادية داخل القاعدة، وخفي أمرهم على التنظيم، واصفاً هذا الاختراق بأنه “ليس غريباً” وأن التنظيم سيتعامل مع يتم كشفه، على حد قوله.
وأوضح “باطرفي” أن الحملة التي شنها التنظيم على “العملاء” داخله، كانت لها آثار جانبية عليه، منها ضعف الثقة في قيادة التنظيم، وذلك في إشارة ضمنية منه إلى مجموعة “أبوعمر النهدي” التي أوقفت العمل داخل التنظيم، وتسببت في وجود شرخ هيكلي في الجسد التنظيمي لقاعدة اليمن.
ودعا “باطرفي” المتعاطفين مع التنظيم إلى الاستمرار في “النفير” والانضمام إليه، وعدم التعلل بوجود جواسيس واختراقات في صفوف التنظيم، لأنه لا يوجد تنظيم أو صف غير مخترق، وفق تعبيره.
وعلى صعيد الأوضاع في سوريا، هاجم خالد باطرفي، ضمنياً، هيئة تحرير الشام، قائلاً إنها ارتمت في أحضان بعض المشاريع الإقليمية، ولم يبق في داخل سوريا سوى “ثلة جهادية” (تنظيم أنصار الدين، فرع القاعدة السوري)، تقاتل ضد النظام السوري المدعوم من روسيا وإيران، داعياً المجموعات المرتبطة بالقاعدة لمواصلة القتال والجهاد، على حد قوله.
وحث زعيم القاعدة في اليمن المسلمين على تقديم الدعم للتنظيم، وطلب من مقاتلي القاعدة على الثبات وعدم الاستسلام، حتى ينتصروا أو يُقتلوا، منهياً حديثه بالتهديد بمواصلة الهجمات الإرهابية ضد أعداء التنظيم خلال الفترة المقبلة.
وكانت مؤسسة الملاحم، نشرت في الـ12 من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، الجزء الأول من حوار خالد باطرفي الذي أجراه أحد مسؤولي مؤسسة الملاحم.
وسعى “باطرفي” في الجزء الأول إلى مغازلة القبائل اليمنية لكسب دعمها، وكذلك استقطاب شباب جماعة الإخوان وتشجيعهم على الانخراط في تنظيم القاعدة، كما حاول نفي التقارير الإعلامية التي تتحدث عن وجود علاقة بين القاعدة في اليمن، وجماعة الحوثي، متوعداً بشن هجمات ضد الحوثيين خلال الفترة المقبلة.