تنظيم القاعدة لم يعد لديه منطقة نفوذ يستطيع فيها ممارسة نشاطه إلا اليمن
- التنظيم خسر كل معاقله في الخارج
- الدول استطاعت تجفيف منابع تمويل القاعدة
- وجود الجواسيس أثر بشكل كبير على تمساك التنظيم داخليا بل ويهدد وجوده
نشر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الجزء الثاني من لقاء زعيمه، خالد باطرفي، والذي اعترف فيه بوجود جواسيس داخل التنظيم، وبمشكلة مالية تعيق عملياته.
وحول هذا اللقاء، قال الباحث في الحركات الإسلامية المتشددة، الدكتور محمد صفر، في مقابلة خاصة مع أخبار الآن، إن “أهم إشارة يمكن استنباطها من حديث خالد باطرفي زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أن التنظيم لم يعد لديه منطقة نفوذ يستطيع فيها ممارسة نشاطه إلا اليمن، فيبدو أن التنظيم خسر كل معاقله في الخارج إلا مجموعات تنتمي لتنظيم القاعدة أو تعلن أنها تنتسب إلى هذا التنظيم”.
ضعف الإمكانيات المادية
وحول إقرار باطرفي بوجود مشاكل مادية داخل التنظيم، قال صفر إن “السبب الرئيسي لضعف الإمكانات المادية لدى القاعدة، قدرة الدول على تجفيف منابع تمويل القاعدة من خلال تطور وسائل مكافحة غسيل الأموال ومراقبة حركة الأموال وإغلاق بعض المؤسسات التي ولو كان فيها شبهة بسيطة بأنها تمول الإرهاب”.
وأضاف، “والسبب الآخر انحصار نفوذ تنظيم القاعدة في ظل تشكل وظهور مجموعات مسلحة وإرهابية أخرى في الساحة، لذلك أصبحت مصادر التمويل مشتتة على هذه الجماعات الإرهابية بعد أن كان القاعدة هو المسيطر والذي لديه وجود قوي وله شبكات، ولكن اليوم هناك مجموعات أخرى انشقت عن القاعدة وداعش وأخذت مناطق نفوذ هذه التنظيمات”.
الجواسيس.. اهتزاز ثقة عناصر التنظيم بقياداته دفعهم إلى الانشقاق عنه
وحول مسألة الجواسيس الذين أزعجوا التنظيم، قال باطرفي خلال اللقاء إنه من “الطبيعي” أن يكون هناك جواسيس، مشيرا إلى أن حملة تخليص التنظيم من الجواسيس مستمرة.
وفي هذا الصدد أيضا، لم ينفِ باطرفي وجود جواسيس في المناصب العليا داخل التنظيم.
وحول الآثار المترتبة على وجود الجواسيس داخل القاعدة، قال صفر إن هذه “الآثار تتضح في جانبين، الجانب الأول اهتزاز ثقة أفراد وقواعد هذا التنظيم بقيادته على حمايته من الاختراق، وهذا ما دفع بعض عناصر التنظيم إلى الانشقاق كمجموعة أبو عمر النهدي التي رفضت التعاون مع تنظيم القاعدة في ظل الاتهامات المتبادلة بجود جواسيس واختراق في التنظيم.
والجانب الثاني، أصبح هناك خوف لدى عناصر القاعدة من التواصل بشكل مباشر مع التنظيم خشية كشف هوياتهم من خلال هؤلاء الجواسيس أو استهدافهم، وهذا عامل أثر بشكل كبير على تمساك التنظيم داخيا وربما يهدد وجوده، لأن حالة عدم الثقة في التنظيمات الإرهابية مسألة خطيرة جدا، وإذا كان عناصر التنظيم لا يثقون بقياداته فذلك يسبب شرخا كبيرا داخل هذا التنظيم”.
استراتيجية العدو القريب
ودعا باطرفي خلال حديثه: “تنظيم القاعدة إلى تغيير استراتيجياته والتركيز على العدو القريب بدلا من العدو البعيد”.
وفي هذا الإطار، قال الباحث في الحركات الإسلامية المتشددة، الدكتور محمد صفر، إن “استراتيجية تنظيم القاعدة في اليمن لم تتغير، هناك بعض الخطط التكتيكية وبعض المعطيات والوقائع تفرض على التنظيم استهداف العدو القريب”.
وأضاف صفر أن “هدف القاعدة واضح وهو الغرب قبل أن يكون المسلم أو المتعاون مع الغرب، والتنظيم منذ مدة طويلة جدا يستهدف العدو القريب في ظل استهدافه للعدو البعيد، مثل تفجيرات العليا في الرياض والتي كانت قبل وصول القاعدة إلى نيويورك في أحداث 11 سبتمبر”.
وتابع “ربما القاعدة لا يستيطع الوصول إلى العدو البعيد بسهولة إلا إذا كان هذا العدو البعيد له قواعد أو معسكرات أو حتى أفراد يستطيع التنظيم الوصول إليهم واستهدافهم”.
التنظيم الآن يصعب عليه الوصول إلى أهداف في الغرب في ظل وجود الاحترازات الأمنية
واستنادا على ذلك، قال صفر إن “لا شك فيه أن القاعدة سيستهدف العدو البعيد من حيث الهوية وليس من حيث الجغرافيا لأن التنظيم الآن يصعب عليه الوصول إلى أهداف في الغرب في ظل وجود الاحترازات الأمنية التي تتبعها الدول الأوروبية بعد أحداث 11 سبتمبر، فلذلك تلجأ إلى توجيه ضربات سواء إلى أفراد أو منشآت غربية موجودة في المنطقة، أو إلى الحكومات التي يرى التنظيم أنها حكومات متعاونة وعميلة للغرب، وفي بعض المناطق يتم استهداف العدو القريب الذي يحول دون وصول التنظيم إلى العدو البعيد”.
أهداف القاعدة من مغازلة طالبان
ومن زاوية أخرى، تحدث باطرفي عن حركة طالبان وأنها كانت ملاذًا لجميع المتشددين (الأجانب) من أنحاء العالم، وفي هذا الشأن، قال صفر إن “تنظيم القاعدة يهدف من مغازلة حركة طالبان في أفغانستان إلى الوصول لأمرين، الأول الحصول على إذن من طالبان لممارسة أنشطته في أفغانستان في ظل نظامها الجديد.
ثانيا إذا كان هذا غير ممكن في ظل التوافقات ما بين طالبان وواشنطن، يريد التنظيم أن تغض طالبان الطرف عن استخدام القاعدة لأفغانستان كدعم لوجيستي أو دعم مالي من أجل مناطق أخرى على الأقل اليمن حيث لا تتواجد تنظيمات أخرى منافسة للقاعدة كتنظيم داعش الذي أصبح منافسا قويا ويتغول على مناطق نفوذ القاعدة التقليدية سواء في أفغانستان أو في سوريا والعراق وغيرها، ومن المؤكد أن داعش يتمدد على حساب القاعدة في مناطق نفوذ الأخير، ولذلك يعتبر تنظيم القاعدة أن اليمن القلعة الأخيرة المتبقية لديه ويحاول الحفاظ عليها”.
مرحلية ومؤقتة.. شعار التنظيم بالتعامل مع المجموعات الأخرى مثل الحوثي
ومن زاوية أخرى، قال الباحث في الحركات الإسلامية المتشددة، الدكتور محمد صفر، إن “علاقة تنظيم القاعدة بشكل عام مع كل المجموعات هي علاقة مرحلية في كثير من الأحيان، وفي مثال على ذلك، وجود قيادات القاعدة في إيران وانا اعتبر أن هذا التنظيم وطهران تعاملا مع هذا الأمر ببراغماتية كبيرة من أجل حدث معين:.
واستنادا على ذلك، قال صفر إن “علاقة الحوثي بتنظيم القاعدة من حيث الفكرة والمنهجية والإيدلوجية لا يمكن أن يكون هناك اتفاق بينهما، ولكن في بعض المراحل قد يحدث حلف مؤقت أو تعاون أو تجاوز لبعض هذه المسأل”.