زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري يهاجم منظمات حقوق الإنسان
- الظواهري يحاول ثني حركة طالبان عن الانضمام لمنظمة الأمم المتحدة
- طالبان تقدمت بطلب للأمم المتحدة لتمثيل أفغانستان داخل المنظمة الأممية
بثت مؤسسة السحاب، الذراع الدعائية لتنظيم القاعدة، إصدارًا مرئيًا جديدًا لزعيم التنظيم أيمن الظواهري بعنوان “نصيحة الأمة الموحدة بحقيقة الأمم المتحدة”، وذلك بعد نحو شهرين من آخر ظهور له والذي تزامن مع الذكرى العشرين لهجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001.
وخصص أيمن الظواهري، كلمته التي تبلغ مدتها نحو 39 دقيقة، لاستعراض تاريخ نشأة منظمة الأمم المتحدة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في عام 1948، بالإضافة لاستعراض تاريخ وأنشطة منظمة “اليونسكو”، بيد أنه هاجم تلك المنظمات معتبرًا أنها “منظمات كفرية، يحرم الانضمام لها”، وأنها “منظمة أنشئت لتسيطر على العالم، ولتفرض عليه عقيدة لا دينية لا أخلاقية، تتناقض مع الشريعة الإسلامية”، على حد قوله.
وزعم “الظواهري” أن الأمم المتحدة دللت عمليًا على عدائها للمسلمين؛ عبر عقد “مؤتمرات المرأة والسكان”، التي عقدتها المنظمة الدولية، وغيرها من تلك المؤتمرات، كما أشرفت على الانتخابات الأفغانية، سابقًا، في ظل فترة الاحتلال الأمريكي للبلاد، وأصدرت العديد من القرارات لفرض حظر على أفغانستان، بينما سكتت على الغزو الأمريكي وما حدث خلاله.
واعتبر زعيم تنظيم القاعدة أن منظمة الأمم المتحدة “تتحاكم إلى قوانين مغايرة للشريعة الإسلامية”، مردفًا أن من ينضم لها يوافق على “التحاكم الجاهلية التي تتناقض مع أحكام الشريعة”.
انتقاد نهج حركة طالبان الأفغانية
ومن الواضح أن الإصدار الجديد لتنظيم القاعدة، هدفه انتقاد نهج حركة طالبان الأفغانية التي طالبت، في وقت سابق، بالحصول على مقعد أفغانستان في المنظمة الأممية، باعتبارها مسيطرة على البلاد حاليا، بعد انهيار نظام الرئيس السابق أشرف غني.
وذكر “الظواهري” أن من ينضم للأمم المتحدة عليه أن “يقبل أن يتحاكم للأغلبية أو لإرادة الدول الخمس المسيطرة على الأمم المتحدة، وللقانون الدولي ولمبادئ العدالة الغامضة”، على حد قوله.
وألمح زعيم القاعدة إلى العمل بالأحكام الشرعية أو جعل المناهج التعليمية متفقة مع الشريعة (في تعريض بحركة طالبان) يخالف ميثاق الأمم المتحدة، كما أن اعتراف “طالبان” (إبان حكمها الأول لأفغانستان) بحكومة “المجاهدين” في الشيشان، يعد باطلا في ميثاق الأمم المتحدة، كما أن التوقيع على ميثاق الأمم المتحدة يعني اعترافًا ضمنيًا بـ”إسرائيل” (التي ترفض طالبان حتى الآن الاعتراف بها)، على حد تعبيره.
واستشهد أيمن الظواهري بفتاوى وكتب فقهية لفقهاء المذهب الحنفي (يُنسب للفقيه المسلم أبو حنيفة النعمان بن المنذر)، حول وجوب الجهاد لتحرير الأراضي الإسلامية، وذلك في محاولة منه لإثناء حركة طالبان “التي تدين بالمذهب الحنفي”، عن الانضمام لمنظمة الأمم المتحدة.
وكانت حركة طالبان، قد تقدمت بطلب لرئاسة منظمة الأمم المتحدة لتمثيل أفغانستان داخل المنظمة الأممية، وأحال الأمين العام للأمم المتحدة القرار للجنة العضوية التي تضم 9 دول أعضاء بالمنظمة.