تشير بيانات صادرة عن مشروع بيانات أحداث ومواقع الصراعات المسلّحة (ACLED)، إلى أنّ ما لا يقل عن 7 قياديين من حركة طالبان قتلوا هذه السنة على يد مقاتلين ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، أو ما يعرف بتنظيم “داعش”.
- قيادي حمدالله مخلص أحد القياديين الكبار في طالبان وأهم من سقط على يد تنظيم داعش
- صراع دام بين طالبان وداعش والأخير يصعّد من وتيرة هجماته على قياديي طالبان في أفغانستان
- طالبان زعمت أنّها قتلت 150 مقاتلاً داعشياً لكن لا تفاصيل عن توقيت تلك الحوادث وكيفية حصولها
- الاشتباكات تركزت في جوزجان وكنر وننكرهار وكذلك في غور ولوكر وفارياب وقندز ولغمان وقندهار
وتلك الحصيلة هي الأعلى المسجّلة للقتلى الذين سقطوا ضمن صفوف طالبان، والذين قتلوا على يد تنظيم داعش (ولاية خراسان)، منذ بداية النزاع بين المجموعتين في العام 2015.
نفّذت داعش كلّ تلك الهجمات سواء بشكل مباشر من خلال نصب كمين لقياديي طالبان، أو عبر استعمال عبوّة ناسفة يتمّ التحكم بها عن بعد، ويتم زرعها في الآليات السيارة.
بالإضافة إلى ذلك، تمكّن تنظيم داعش هذه السنة، في أحدث هجماته في الثاني من نوفمبر، من قتل حمدالله مخلص، وهو أحد القياديين الكبار في حركة طالبان. وفي تفاصيل تلك الحادثة، فقد فجّر إنتحاري داعشي نفسه أمام مستشفى سردار داوود خان العسكري في العاصمة الأفغنية كابول، وبالتزامن مع ذلك نفذ 5 مقاتلين داعشيين هجوماً بالرصاص على المستشفى.
يقال إنّ مخلص هرع إلى المكان بعد ورود خبر إليه ببدء داعش هجومه. في حصيلة نهائية، فقد أوقع الهجوم 25 قتيلاً بينهم مدنيون ومناصرون لطالبان، ومقاتلون داعشيين في الجهة المقابلة. وفي اليوم نفسه، تبنّى تنظيم داعش مقتل قاضٍ مناصر لطالبان في هجوم مسلّح في جلال أباد.
Qari Hamdullah Mokhlis, the commander of #Taliban’s special forces who was also in charge of #Kabul’s security, was killed in today’s #Isis complex attack on military hospital. He was among the first group of Talibs who entered palace after Ghani fled & sat on his chair. #Afghan pic.twitter.com/tL7uY809OO
— Sharif Hassan (@MSharif1990) November 2, 2021
وكان مخلص يتولى قيادة فرقة كابول العسكرية، وهو أرفع القياديين الذي قتلوا في صفوف طالبان منذ أن أطبقت طالبان سيطرتها على أفغانستان في أغسطس الماضي، وهو يعتبر من أهمّ القياديين الذين سقطوا على يد تنظيم داعش تحديداً، وكان عضواً في جماعة “شبكة حقاني” المتشدّدة.
من الصعب أن نحدّد إنْ كان ذلك يعكس تبدلاً في الإستراتيجية المتبعة، لكن يبدو أنّ تنظيم داعش صعّد وتيرة هجماته على قياديي طالبان.
بحسب بيانات موقع “ACLED“، فقد سُجل هجومان على قياديين من طالبان في العام 2017، وهجوم واحد في العام 2019، و 4 في العام 2021. وتلك هي أعلى حصيلة لهجمات استهدف فيها داعش قياديين من طالبان حتى اليوم.
إلّا أنّ ذلك ليس مؤشراً واضحاً على أنّ داعش يستهدف حصراً قيادة طالبان، لأنّ مقاتلين آخرين قتلوا في تلك الهجمات. ولكن في العام 2021، سُجّل حتماً ارتفاع حاد في نسبة حصولها.
كيف يؤتي تمرد داعش بثماره في أفغانستان؟
وفق المعلومات التي يتمّ تداولها من جهة طالبان، فالحكومة الجديدة في أفغانستان تشير إلى أنّها صعّدت من وتيرة هجماتها على تنظيم داعش، مدّعيةً أنّ الوضع بات تحت سيطرتها… لقد زعمت طالبان أنّها قتلت 150 مقاتلاً من تنظيم داعش، لكنّنا نجهل كيف حصل ذلك، وأين قتلوا هؤلاء، ومتى وقعت تلك الحوادث!
غير أنّ بيانات موقع “ACLED” تظهر وجود صورة أكثر دقةً في ذلك الخصوص. فإنْ نظرنا إلى عدد المقاتلين الذين سقطوا في الإشتباكات بين الطرفين منذ العام 2017، نجد أنّ طالبان قتلت 694 مقاتلاً داعشياً . وفي الوقت عينه، تمكنت داعش من قتل 640 مناصراً لحركة طالبان، ما يشير إلى أنّ داعش قادرة حتى اليوم على منافسة قوّة طالبان العسكرية، أقلّه في ما يتعلق بقدرتها على قتل أعدائها في صفوف طالبان.
بما أنّ بيانات “ACLED” لعام 2021 غير مكتملة، فإنّ عدد مقاتلي داعش الذين سقطوا على يد طالبان قد يكون أعلى من الأرقام المسجلة التي تضم بعض المدنيين الذين قتلوا، بينما كانت الإشتباكات محتدمة بين طالبان وداعش.
مواقع الاشتباكات على الخريطة gheq
يبدو أنّ العاصمة الأفغانية كابول باتت تتهددها مخاطر متنامية منذ أن شهدت ارتفاعاً في هجمات تنظيم داعش في العام 2021. في الحقيقة، لقد حصل معظم التفجيرات الإنتحارية الكبرى هذه السنة مثلاً مع مقتل 90 شخصاً في مايو من العام الجاري، ومع التفجير الإنتحاري خارج المستشفى العسكري في نوفمبر. كما سُجّلت هجمات أخرى في كابول هذه السنة إذ تبنّى داعش نسف خطوط كهربائية، ما أوقع العاصمة الأفغانية في الظلمة.
كيف ولدت داعش- ولاية خراسان؟
في تشرين الثاني من العام 2014، أعلن 6 قادة سابقين من كبار قادة منظمة “تحريك طالبان باكستان” ولاءهم لزعيم داعش أبو بكر البغدادي. فأسسوا بدورهم ولاية جديدة تابعة لما يعرف بتنظيم الدولة الاسلامية، وأُطلق عليها إسم “داعش- ولاية خراسان”.
في تلك الفترة أيضاً، تمّ توزيع الكثير من المنشورات والأعلام ووثائق دعائية تدعم التنظيم. ويُعتقد أنّ تلك المنشورات قد أُنتجت ووزّعت عبر الحدود في أفغانستان.
منذ ذلك الحين، ادّعت تلك المجموعة أنّها تنشط في بلاد عديدة مثل أفغانستان وباكستان والهند وطاجكستان، حتى أنّ بعض الأفراد أعلنوا ولاءهم لتلك المجموعة في سريلنكا وجزر المالديف وبنغلادش والصين.