طالبان: نطالب بدعم دولي لمواجهة تردي الأوضاع في أفغانستان
- مجاهد يحمل نظام أشرف غني مسؤولية سوء الأوضاع في أفغانستان
- طالبان تؤكد أنها تعمل على قواعد جديدة خاصة بالحجاب
- مجاهد يرهن عودة البنات للمدارس بتطبيق قواعد الحجاب الجديدة
- طالبان: إذا أراد العالم الأمن فعليه دعم طالبان
- مجاهد: داعش ليس موجودا بشكل كبير في أفغانستان
حمل المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد، الحكومة السابقة، مسؤولية سوء الأوضاع الاقتصادية الراهنة في البلاد.
وخلال مقابلة مع “أخبار الآن” اعتبر مجاهد، أن طول أمد الحرب على مدار العقدين الماضيين، وغرق البلاد فيما أسماه بالفساد العميق، هما السبب فيما يعيشه الشعب الأفغاني من حالة فقر.
كان مدير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ديفيد بيسلي، قد قال إن ثلاثة ملايين شخص في أفغانستان على شفا خطر المجاعة.. في وقت حذر فيه البرنامج في بيان آخر، من أن أكثر من 22 مليون شخص سيواجهون المجاعة في أفغانستان.
مجاهد: الحكومة السابقة سبب الأزمات الاقتصادية
وتحدث مجاهد خلال لقائه بـ”أخبار الآن” عن الإجراءات المتخذة من قبل حكومة طالبان للحيلولة دون تفشي الفقر في أفغانستان قائلا: “بدأنا مشروعا للطعام مقابل العمل، وأعلنا الأسبوع الماضي دفع رواتب ثلاثة أشهر لموظفي الحكومة”.
وأضاف: “نعمل لتهيئة الظروف لجميع رجال الأعمال في مختلف أنحاء العالم للقدوم إلى أفغانستان والاستثمار في القطاعات المختلفة”.
الاعتراف بحكومة طالبان
ودعا المتحدث باسم حكومة طالبان دول العالم إلى الاعتراف بالحكومة التي تسيطر على الأوضاع في أفغانستان، معتبرا أن الأمر يمثل “حقا من حقوق الشعب الأفغاني”.
وخلال حديثه مع أخبار الآن، قال مجاهد إن الأسبوع الجاري سيشهد مفاوضات بين ممثلي الجماعة، والولايات المتحدة في الدوحة، مشيرا إلى أن إلغاء تجميد الأموال من الجانب الأمريكي، سيتصدر المباحثات بين الجانبين.
وتابع: “نرغب في إقامة علاقات دبلوماسية جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية وجميع البلدان الأخرى”.
تعليم الفتيات في أفغانستان
لفت المتحدث باسم طالبان، إلى أن الحكومة تعمل على وضع قواعد جديدة للحجاب، مشيرا إلى أن عودة الفتيات للدراسة مرتبط بالانتهاء من تلك الإجراءات والالتزام بها.
وأكمل: “سنتخذ جميع الإجراءات اللازمة لإعادة فتح مدارس البنات وفقًا لقواعد الحجاب الجديدة”.
وأوضح مجاهد أن بعض المقاطعات حاليا تسمح بحضور في الفتيات إلى المدارس، معتقدا “أن 4 مقاطعات في البلاد تشهد تواجد البنات في قاعات الدراسة”.
طالبان: سنتخذ جميع الإجراءات اللازمة لإعادة فتح مدارس البنات وفقًا لقواعد الحجاب الجديدة
وتتكون أفغانستان من 34 ولاية، تم منع الفتيات فيها من الحضور للدراسة، بعد أن أعلنت طالبان في سبتمبر الماضي (2021)، فتح المدارس للذكور فقط، مستثنية الإناث، على الرغم من الدعوات الدولية المتكررة للحفاظ على حقوق النساء في البلاد.
واتخذت الجماعة عدة قرارات أثارت مخاوف من العودة إلى الأحكام المتشددة، خصوصا بعد حظر بث الموسيقى في بعض المناطق، فضلا عن إصدارها مؤخرا مؤخرا قرارا بمنع ظهور النساء في المسلسلات والأعمال الفنية، وإلغاء وزارة شؤون المرأة وحمايتها.
ويقول الناطق باسم الجماعة ذبيح الله مجاهد، إن المجتمع الأفغاني يحتاج إلى المرأة في مجالات عدة من بينها التعليم والطب وغيرها.
وأكمل: “الأمر يستغرق وقتا، ومعظم المقاطعات لا يوجد بها مبان للدراسة، ولا يمكنهم في الوقت نفسه الذهاب للمدارس في الخيام في ظل هذا الطقس البارد”.
وفي تصريحات خاصة لـ”أخبار الآن”، اتهم مجاهد نظام الرئيس أشرف غني بالمسؤولية كذلك عن قلة المدارس في البلاد، فأشار قائلا: ” كان لدى الحكومة السابقة الكثير من المرافق لبنائها، للأسف سرقوا الأموال باسم بناء المدارس لا نريد المضي بنفس الطريقة”
ورهن مجاهد عودة الفتيات للدراسة، بتوفير “حالة جيدة وآمنة لجميع النساء والفتيات”، مؤكدا أن الوصول إلى ذلك سيعني عودة الفتيات للتعليم مرة أخرى.
المساعدات الدولية
وجه مجاهد الشكر إلى حكومتي هولندا وألمانيا، بعد أن تحملا رواتب العاملين في الصحة والتعليم، مشيرا إلى تقدير طالبان لهذا القرار.
وتابع: “كان قرارا جيدا، فهم أدركوا أن الشعب الأفغاني في أزمة شديدة وعملوا على مساعدته، ونرجو من دول أخرى التصرف بنفس الطريقة”.
وشدد مجاهد على مساعي طالبان في تكوين علاقات دبلوماسية جيدة مع الكثير من الدول، موضحا أن عددا من الحكومات تعهدت بمساعدة الشعب الأفغاني على مختلف الأصعدة.
وكانت جماعة “طالبان” قد رحبت مطلع الأسبوع بمبادرة ألمانيا وهولندا بدفع رواتب جميع الموظفين والموظفات في قطاعي التعليم والصحة، بعد زيارة دبلوماسية رفيعة من جانب مسؤولين من البلدين.
خطر داعش
وفيما يتعلق بخطر وجود داعش في أفغانستان، شدد مجاهد على أن التنظيم لا يتمتع بوجود واسع في البلاد، مشيرا إلى أن طالبان تلاحقه في مختلف مناطقه.
وأكمل: “يتواجد داعش في مجموعات صغيرة، وتمكنا من اعتقال معظهم”.
مجاهد: إذا أراد العالم أن يكون آمنًا، فعليه دعم حكومة طالبان ومساعدتها
ورهن المتحدث باسم طالبان، أمن العالم بالدعم الدولي للجماعة، في ظل المخاوف المتصاعدة عالميا من خطر داعش في البلاد.
وأضاف: “إذا أراد العالم أن يكون آمنًا، فعليه دعم حكومة طالبان ومساعدتها، فإذا كان الأفغان يعانون من الفقر، فهذه مشكلة كبيرة يواجهها العالم مع عدد كبير من اللاجئين ويمكن لأي مجموعة توظيفهم واستخدامهم ضد كل دولة.
ومنذ عودتها إلى السلطة في كابول يوم 15 أغسطس (آب) الماضي، واجهت طالبان، سلسلة هجمات شنها تنظيم داعش.
واستهدف التنظيم طالبان بالفعل أكثر من مرة، من بينها هجوم استهدف المتحدث باسم الجماعة ذبيح الله نفسه.
كما استهدفت الأقلية الشيعية في قندوز (شمال شرقي البلاد) وكابول ومدينة قندهار.
وأدى هجوم على أحد مساجدها في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى مقتل 60 شخصاً على الأقل.