بإرهابها المستمر و جرائمها الدموية و آخرها الهجوم الإرهابي على بلدة بلكاد على بعد نحو 30 كلم شمال مقديشو تكون حركة الشباب قد انهت عاما دمويا و استراتيجية تعتمد فيها أساسا على القتل و الإرهاب. فكيف تعمد حركة الشباب لإستغلال كلّ ما يحيط بها لصالحها أهدافها الترهيبية؟ و لماذا تسعى الى نشر الرعب و الفوضى؟
تسعى الشباب إلى فرض أحكام الشريعة كما تدعو إلى الجهاد الذي تؤمن بأن لا حدود جغرافيّة له وعلى هذا الأساس كان لها هجمات عديدة في جيبوتي وإثيوبيا وأوغندا ومناطق أخرى. فكيف تعمل تلك الجماعة وكيف تنشط في الصومال؟ كيف تطبق أحكام الشريعة وكيف تستغل الزكاة لتمويل نشاطاتها؟ ماذا عن الخلافات الداخليّة بين عناصرها؟ وهل من الممكن أن تستولي على الحكم في الصومال بشكل كلي يوماً ما؟
تنشط حركة الشباب في الصومال بحسب الصحافي الصومالي هارون معروف كما لو أنها “حكومة ظل إذ لديها إدارات مختلفة من 7 إلى 12 لكنها تتغير من وقت لآخر إذ يتمّ في بعض الأحيان دمج الإدارات أو الوزارات وأحيانًا يتم الفصل بينها، ويتم التحكّم في هذه الوزارات من قبل الأفراد الذين يشكّلون مجلس المحافظين في حركة الشباب، وللحركة مجلسان المجلس التنفيذي ومجلس الشورى، يضمّ المجلس التنفيذي قيادات الدوائر المختلفة وهو الأقوى والأكثر نفوذاً، ولديهم أقسام مختلفة، قسم إعلامي، دائرة للضرائب والزكاة، ولديهم أيضًا دوائر تعليم، جبهات أمنية على مختلف أنواعها، لديهم أيضاً ولاة وحكام في المناطق التي يسيطرون عليها، لديهم حكومة ظل تمكّنهم من الإستمرار في التأثير ودمج أنفسهم في المجتمعات المحلية”.
إذاً هكذا تنشط حركة الشباب إدارياً وإلى ذلك “لديها محاكم محلية ونظام عدالة بغض النظر عما إذا كانت عادلة أم لا، ويقومون بجمع الضرائب من المجتمعات العادية ومن الشركات وحتى من رجال الأعمال الذين يقيمون أو يعملون أو يقومون بأعمالهم في مناطق لا تخضع لسيطرة الشباب، ويلعب عامل الخوف دوراً في ذلك مما يعني أنهم يتصلون بالناس ويهددونهم ويبتزونهم ليدفعوا، وقد تعرّض البعض للهجوم فيما فقد البعض الآخر أرواحهم، لديهم أيضاً ما يسمى بوزارة الجبهات أي الجيش أو وزارة الدفاع، يهاجمون عبرها البلدات وينفذون كمائن ضد القوات الحكومية الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي في الصومال، ولديهم أيضاً أمنيّات وهي مجموعة النخبة من الشباب التي نفذت اغتيالات وتفجيرات وقامت بجمع معلومات استخباريّة من مناطق حكوميّة وكذلك من داخل الحركة”.
الإستناد إلى “الشريعة” لتبرير العنف
خسرت حركة الشباب في جميع المدن الكبرى في الصومال أمام قوّات الحكومة الصوماليّة وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال لكنها مع ذلك لا تزال تسيطر على أجزاء كبيرة من ريف الصومال بحسب ما أوضح هارون وتقوم بتطبيق الشريعة في المناطق التي تسيطر عليها.
وقد تحدث هارون عن أوجه تطبيقهم للشريعة فعلى الرغم من أن “لديهم محاكم فهم لا يعيّنون محامين للمتهمين، فالمحاكم تنفذ أحكامها وفق الشريعة حيث يتم قطع الأيدي وأحيانًا الرؤوس ويتم إعدام بعض الأشخاص بشكل منتظم. هم يعدمون الأشخاص الذين يتهمونهم بالتجسس لصالح وكالات الاستخبارات الغربية، وثمّة اتهام خطير بأن حركة الشباب تعذب هؤلاء الأفراد لإجبارهم على الاعتراف بالتجسس لصالح أجهزة المخابرات الغربية، لذا فهم يطبّقون شكلاً من أشكال الشريعة لكن هذا شكل متطرف جدًا من نسخة الإسلام. إنهم ينفذون هجمات عشوائية في مناطق مأهولة بالسكان، ويبررون ذلك وفقًا لمنطقهم لذلك ثمّة تساؤلات جدية حول شرعية وعدالة محاكم الشباب، لكنهم مع ذلك يزعمون أنهم يعيدون الشريعة إلى الصومال”.
ولفت إلى أن أحد الأهداف الرئيسية لحركة الشباب هو أن تصبح الصومال دولة مسلمة بموجب الشريعة الإسلامية بحسب المنطق الذي تفهمه الشباب “بالطبع نحن نعلم أن الصومال بلد مسلم سني بنسبة 100%، ويستند الدستور الصومالي إلى المحاكم الشرعية والصومالية والمحاكم المدنية وكذلك المحاكم العسكرية، وتستخدم الشريعة كأساس لتنفيذ الإجتهادات والإختصاصات في نظام المحاكم في الصومال. لذا فإن حجتهم هذه غير مقنعة بالنسبة للصوماليين، لكنها تشكل تفسيرهم الخاص لنسخة الإسلام التي يؤمنون بها، إنها منظمة سلفية جديدة منشقة عن منظمة مواطنين كانت موجودة في الصومال في أوائل الثمانينيات والتسعينيات”.
أما عن السبب الذي يمنع القادة الصوماليين من التدخل لوضع حدّ لتجاوزات حركة الشباب واعمالها الوحشيّة قال معروف “تعاني الصومال منذ 30 عاماً وحتى الآن بسبب الحرب الأهلية والصراع، وهي تكافح من أجل بناء الجيش إنه ذراعها الأمنية التي تمكّنها من القتال ضد الشباب، لكن عندما يعاني البلد من عدم الاستقرار والفساد ويشكل مجالاً ينشط فيه تنظيم متشدد حيث وجود الدولة الأمني ليس قوياً بما فيه الكفاية، بالطبع سيتطلب الأمر وقتاً طويلاُ قبل أن تتمكن من بناء نظام أمني قابل للحياة بإمكانه أن يحارب الشباب ويستعيد السيطرة على البلاد وفرض شرعية الحكومة. لذلك ستقول الحكومة إنها بصدد تحقيق ذلك وهزيمة الشباب، لكن من الواضح أن ذلك سيستغرق وقتًا”.
الزكاة وسيلة لتمويل أنشطة الحركة المتشددة
ينطلق رسوخ الشباب في المجتمع الصومالي الذي أشار إليه معروف من حقيقة أنها تمكنت من التغلغل في المجتمع والسيطرة على مفاصل حيوية ورئيسية في الدولة فقد تسللت “إلى مجتمع الأعمال ونظام الموانئ والقطاعات الاقتصادية للبلاد. يتلقون معلومات حول ما يتم استيراده وما يتم تصديره فيتصلون مباشرة بمجتمع الأعمال والأشخاص المشاركين في هذه الأعمال ويطلبون منهم اقتطاع جزء من الأرباح لهم، هناك زكاة معترف بها في الإسلام، لكن الشباب يسيئون استخدام الأموال التي يسمونها دعمًا للإسلام بحسب تفسيرهم الخاص، ويمكن أن تكون هذه الأموال بمبالغ مختلفة، وهم يطالبون أصحاب الأعمال التجارية بحسب ثروتهم وهم يعرفون الثروة ومقدار الأموال التي يمتلكها أفراد معينون، وهذا ما يجمعه قسم استخباراتهم فيزعمون أنهم بحاجة إلى قسم منها”.
وأضاف “يقومون بجمع الأموال أيضاً من الشاحنات التي تسافر أو تنقل البضائع في جميع أنحاء البلاد، ولأن حركة الشباب في الريف فإنهم يقيمون نقاط تفتيش في جميع الطرق السريعة الرئيسية في البلاد وعندما تنقل الشاحنات البضائع من ميناء مقديشو إلى ميناء في منطقة مختلفة سيكون عليها المرور عبر منطقة تسيطر عليها حركة الشباب، فلا يسمحوا لهم بالمرور عبر تلك المنطقة ما لم يدفعوا المزيد، هذه هي الطريقة التي تجمع بها حركة الشباب الأموال، لقد جمعوا عشرات الملايين من الدولارات كل عام، ويستخدمون هذه الأموال من أجل ديمومة عملياتهم، وتمويل مليشياتهم، ودفع الأموال لأراضيهم، وشراء الأسلحة، وكذلك لدفع ثمن المتفجرات وهذه هي الطريقة التي يحافظون بها على عملياتهم”.
ومن الملاحظ في الآونة الأخيرة ازدياد نسبة الفظائع والإرهاب الذي ترتكبه حركة الشباب، يعيد معروف ذلك إلى أنهم يريدون “إحداث الفوضى ومحاربة أي ظهور أمني كما والوقوف بوجه توازن السلام الحالي لأنه كلما كان هناك سلام وكلما كان هناك استعادة لنوع من الحياة الطبيعية، كلما زاد التفاؤل في نظام الحكم الصومالي وإن ذلك يضرّ بهم. لذلك، من أجل الاستمرار في تجنيد المقاتلين، ومن أجل تصوير الصومال كدولة خارجة عن القانون، ومن أجل الإثبات للقاعدة بأن تنظيمهم الأيديولوجي ينفذ الجهاد في خط المواجهة الأمامي في الصومال، عليهم القيام بذلك وعليهم مهاجمة القوات الأمريكية وقوات الاتحاد الأفريقي وأحيانًا مواقع مدنية وفي معظم الأحيان أهدافًا وهجمات مدنية كتلك التي استهدفت مؤخراً صحافيًا كان شديد الانتقاد لهم وكان يستضيف برنامجًا عن الشباب المنشقين لسرد القصص العامة عن الشباب ووحشية أفعالهم في المناطق التي يسيطرون عليها وفكرهم، كما استهدفوا منظمة تدعم الجيش الوطني الصومالي في التخفيف من مخاطر المتفجرات في مقديشو وأدى ذلك إلى مقتل ثمانية أشخاص. لذلك فهم سيستهدفون جميع المنظمات والأفراد الذين يعتقدون أنهم ضد أيديولوجيتهم ومنظماتهم والأفراد الذين يعتقدون أنهم معادون لوجودهم في الصومال”.
الشباب فرع من فروع القاعدة
انضمت حركة الشباب إلى القاعدة في العام 2012 أي منذ ما يقارب التسع أعوام وبالتالي هي جزء منها على الرغم من أن غالبية أعضائها وقادتها هم من الصوماليين ومع ذلك فهم متحالفون مع القاعدة وقد بايعوا زعيمها أيمن الظواهري، وللقاعدة تاريخ في دعم حركة الشباب بحسب ما أوضح معروف “فقد أرسلوا من عناصرهم إلى الصومال في أوائل التسعينيات لتوجيه قادة الشباب وتدريبهم، والشباب أيضاً أرسلت من عناصرها إلى أفغانستان عندما كانت طالبان والقاعدة يسيطرون على أفغانستان، لذا فقد تم تدريب بعض قادة الشباب هناك وعادوا إلى الصومال وهم جزء من التنظيم الآن، إذاً إن عملياتهم وهجماتهم هي استمراريّة لهجمات القاعدة في أجزاء أخرى من البلاد”.
الإعتراضات في الداخل وتصفية المعارضين
كغيرها من الحركات تواجه حركة الشباب الإنشقاقات الداخلية، وهي تتبع نهجًا شبيهاً بذلك الذي تتبعه القاعدة في اليمن حيث اشتهر الظواهري ببيع منافسيه.
وتعمل الشباب على مطاردة خصومها وتصفية معارضيها، فتقضي على الخصوم المحتملين وتنشر الخوف. يسرد معروف بعض الأمثلة على الخلافات الداخلية التي منيت بها حركة الشباب فعلى سبيل المثال “انشق نائب زعيم الشباب الشيخ مختار أبو منصور عن المجموعة في العام 2017 وأيضًا أفراد آخرين بما في ذلك الرئيس السابق للمخابرات العسكرية للشباب، وانشق عدد من صغار المسؤولين الآخرين أيضاً.
إذا تحدثت إلى الحكومة الصومالية، فسوف يخبرونك أن الآلاف من الأعضاء العاديين قد انشقوا عن الشباب على مر السنين لذلك لا يزال الناس ينشقون عن الشباب ويغيّرون تفكيرهم. لكننا لم نشهد ثورة شعبية في الصومال ضد حركة الشباب ومع ذلك فإن أيديولوجيتهم لا تتوسع في الصومال، ومعظم الصوماليين لا يؤيدون حركة الشباب وهذا يعمل ضدهم فيما هو لصالح الحكومة الصومالية ولصالح قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال”.
وأضاف “من غير المرجح طالما أن قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال تدعم الحكومة الصومالية، وطالما أن المجتمع الدولي يدعم الحكومة الصومالية، وطالما أن الحكومة الصومالية تبني جيشها ومنظماتها الأمنية أن تنجح حركة الشباب في الإطاحة بالحكومة الصومالية، لكن إذا غادرت قوات الاتحاد الأفريقي الصومال، وإذا فشلت الحكومة الصومالية في بناء جيشها، وإذا لم يكن السكان الصوماليون إلى جانب الحكومة الصومالية، فقد تحرز حركة الشباب بعض التقدم وستظهر بسرعة في المدن الكبرى في البلاد، لكن ذلك يتطلب تجربة طويلة”.
وأكد أن الشباب “يطاردون الأفراد الذين يتهمونهم بالتجسس، وقد تم إعدام عدد من هؤلاء على مدار أعوام بتهمة التجسس كما ذكرت سابقًا، ثمة تساؤلات حول تنفيذ هذه الأحكام القضائية أو عمليات الإعدام وكيفية إدانة هؤلاء الأفراد على الجرائم واتهامهم بها كما تعلمون إن ذلك مشكوك فيه وغير سليم تجاه أشخاص يحتقرونهم أو أشخاص يعتقدون أنهم ضد أيديولوجيتهم فيتهمونهم بالتجسس من أجل الانتقام منهم وإعدامهم، لذا فإن الشباب يطاردون من هم ضدهم، وليس لديهم أي صبر على من يعارضونهم داخل التنظيم ولا يقبلون النقد داخل المنظمة”.
تطال التصفية كل من يعارضهم سواء كانوا أفراداً منشقين أو غير منشقين “بعض الذين عبروا عن استيائهم كانوا من بين كبار القادة أحدهم مؤسس حركة الشباب إبراهيم الحاج جامع الذي عُرف بإبراهيم الأفغاني الذي عاد من أفغانستان ليشكل حركة الشباب في الصومال، لكنه اختلف معهم، كانت لديه خلافات مع زعيم الشباب في ذلك الوقت في العام 2013، وأعدم مع زعيم بارز آخر في حركة الشباب هو علاء الحاج برهان”.
وأضاف “إن الشباب تنفذ هجمات وتنتقم، هجمات ضد الأفراد الذين يعتقدون أنهم ضد قادتهم. كما اختلفت حركة الشباب مع بعض القيادات، ولا سيما جماعة رجل دين اسمه عبد القادر مؤمن. اقترحت الحركة الأخيرة في العام 2015 مع بعض القادة داخل حركة الشباب دمج الشباب مع الدولة الإسلامية في العراق والشام، لكن قيادة الشباب رفضت هذه الفكرة في النهاية، فانشق وبايع أبو بكر البغدادي. ولهذا السبب لدينا اليوم مجموعة صغيرة من فرع داعش في شمال شرق الصومال”.
ويتذرع الشباب بتهمة التجسس فيلصقونها بكل من خالفهم الرأي لتصفيته وإزاحته من الطريق ويؤكد معروف على ذلك بحسب المعلومات التي حصل عليها “من بعض المنشقين الذين تحدثت إليهم قبل عامين، فالشباب أعدموا عددًا من الأفراد، بمن فيهم صوماليون عادوا من المملكة المتحدة للانضمام إلى حركة الشباب. تم إعدام أحدهم وهو محمد أحمد، وقد أخبرني وكيل حركة الشباب أنه كان لديهم خلافات أيديولوجية معه ولم يكن بالضرورة جاسوسًا لكنهم يعتقدون أنه كان أيديولوجيًا مقرّباً من عبد القادر مؤمن زعيم فرع داعش في الصومال، في النهاية أُعدم علنًا في منطقة الشباب”.
وكان تلفزيون “الآن” قد التقى بعدد من المنشقين الذين تحدثوا عن خبراتهم مع الشباب.
بقيت حركة الشباب منظمة صومالية إذ فشلت بشكل عام باستقطاب المقاتلين الأجانب سواء كان من الشرق أو الغرب أو حتى من البلدان الأفريقيّة، يدفع الفقر والبطالة بكثر إلى الإنضمام للحركة التي تعدهم بالمال والإزدهار وبتطبيق الشريعة الإسلاميّة، قبل أن يكتشف هؤلاء أنهم وقعوا في فخ كبير فيبحثون عن فرصة للهروب ما دفع الحركة إلى اللجوء إلى التجنيد بالإكراه بسبب حاجتها للتجنيد الداخلي بعد أن فشلت باستقطاب الأجانب، من الواضح أن حركة الشباب لم تعد كما كانت يوم تأسيسها في العام 2007، فانشقاق واستسلام أفرادها أصبح لافتاً في الآونة الأخيرة، بالإضافة إلى أن الهجمات على معاقل الحركة في جنوب الصومال ورفض القبائل لممارسات الحركة وأبرزها فرض الأتاوات على الناس، دفعها لفتح جبهات عديدة ما ضرب تماسكها وقوتها بالصميم.
هل يتكرر سيناريو طالبان مع الشباب في الصومال؟
بعد صراع طويل في أفغانستان تمكنت طالبان من السيطرة على السلطة في البلاد بعد دخولها في المفاوضات، يطرح الخبراء الصوماليون في الآونة الأخيرة ما إذا كان الشباب على استعداد للدخول في مفاوضات تماماً كطالبان.
يقول معروف “لست خبيرًا في الشؤون الأفغانية، لكن سؤال بعض الخبراء الصوماليين يطرح نفسه، وإجابتي أن الشباب ليسوا مثل طالبان وطالبان على الرغم من أنهم كانوا يقاتلون في أفغانستان فقد كان لديهم اتصالات مع الحكومات في قطر ودول خليجية أخرى وهي أيضاً على اتصال بزعماء القبائل، غير أن حركة الشباب منظمة معزولة إلى حد كبير، وليس لديها أي علاقات مع أي حكومة، إنهم لا يعترفون بالحكومات الأخرى، ليس لديهم أي ارتباط قوي بنظام العشائر الصومالية، وليس لديهم أي صلة قوية بأفراد يمكنهم المساعدة في التعامل مع الحكومة الصومالية. لم تعلن حركة الشباب أبدًا وقف إطلاق النار في الصومال، في المقابل نعلم أن طالبان قبلت وقف إطلاق النار عدة مرات في أفغانستان وأن المرة الوحيدة التي ناقشت فيها حركة الشباب مسألة المفاوضات كانت في العام 2018، وكانت المرة الأولى التي عبروا فيها علنًا عن وجهة نظرهم حول كيفية رؤيتهم للمفاوضات. وفي ذلك الوقت، وصفوا المفاوضات بأنها شكل آخر من أشكال التحدي الذي يستخدمه الصليبيون ضد المسلمين، لذلك هم يشتبهون ويخشون أنه إذا سمحوا بالمفاوضات فسوف يؤدي ذلك إلى تفتيت المنظمة فتكون نهايتها لذلك فهم يعارضون بشدّة المفاوضات، لكن يمكن إجبار الشباب على التفاوض إذا كانت الحكومة الصومالية أقوى عسكريًا، إذا قام المجتمع الدولي بتدمير الشباب إقتصاديًا وعزل المجموعة عن المناطق التي تحصل منها على الأموال والأسلحة، يمكن تحقيق ذلك لكن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً، وسوف يتطلب الأمر الكثير من الجهد لإقناع الشباب بالتفاوض”.