الفرزعي: القاعدة أول المرشحين للانضمام للحوثي
تتوالى الحقائق والمعلومات عن التعاون الوثيق بين القاعدة في اليمن وجماعة الحوثي، في ما يبدو أنه تكتيك إيراني لاستخدام تنظيم القاعدة كورقة تحاول فيها تحقيق مزيد من السيطرة على الأرض.
من بين عدد من الدلائل، ما لفت إليه وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية معمر الأرياني من أن تكريم رئيس حكومة الحوثي الانقلابية للقيادي في القاعدة عارف صالح علي مجلي الملقب بأبي ليث الصنعاني، وتعيينه وكيلًا لمحافظة صنعاء لدوره في عمليات الحشد والتجنيد، ما هو إلا تأكيد على التحالف والتنسيق القائم بين جماعة الحوثي والقاعدة في اليمن منذ الانقلاب.
كما أن تكريم الحوثيين لقيادي القاعدة، أبي الليث الصنعاني، تزامن مع إعلان الأجهزة الأمنية توقيفها عناصر إرهابية تورطت مع الحوثيين في تنفيذ الهجوم على موكب محافظ عدن، والتفجير قرب بوابة المطار في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي (2021).
في إطار المعلومات عن التعاون بين القاعدة وجماعة الحوثي، بدد الشيخ ناصر مسعود حميد الفرزعي، أحد مشايخ محافظة البيضاء، وجود أي مفاجأة في الموضوع.
“أول مرشح للانضمام إلى جيش الحوثي هم عناصر القاعدة”، هذه كانت الجملة التي عبّر بها الشيخ الفرزعي ردًا على سؤال أخبار الآن حول ما إذا كان قد تفاجأ مما تم كشفه أخيرًا عن وجود تنسيق وتعاون بين الحوثيين وعناصر من تنظيم القاعدة في اليمن.
الفرزعي: غاية مجاميع الإرهابية تبرير اجتياح إيران للعراق وسوريا واليمن
وعن سؤاله عن السبب الذي جعله يتوقع هذا التنسيق، أجاب الشيخ الفرزعي، “إذا أردنا أن نفهم علاقة الحوثي بتنظيم القاعدة علينا أن نعود إلى الخلف، سنينًا إلى الوراء، تحديدًا بعد أحداث 11 من أيلول/ سبتمبر 2001، وما أشيع عن مدى انتشار تنظيم القاعدة في المنطقة”.
وأضاف الفرزعي أن إيران منذ ما يقرب من ربع قرن، تستخدم ورقة القاعدة في تنفيذ أجندتها في المنطقة، ، موضحًا أن “الغاية من هذه المجاميع الإرهابية بالأساس هي تبرير اجتياح العراق وسوريا واليمن بحجة محاربة الإرهاب”، وهو أمر تعتمده إيران سواء بشكل مباشر كما يحدث في سوريا، أو غير مباشر عن طريق ميلشيات تابعة لها في العراق وحاليًا اليمن.
وأبدي الشيخ ناصر الفرزعي خشيته من “أن يفضي هذا السيناريو الذي يجد له مكانًا في التعبئة الإعلامية في العالم كله، إلى أن يوصم العالم العربي ذي الأغلبية السنية بأنه “متطرف” ما يمهد إلى موجة جديدة من التمدد الإيراني في المنطقة”.
واستطرد قائلًا إن، “الحوثيين ما هم إلا ذراع من أذرع إيران في اليمن، مثل الميلشيات التي يستخدمونها في العراق وسوريا لضرب الاستقرار تمهيدًا للاستحواذ”.
الفرزعي: من يجنّد الأطفال يجنّد القاعدة، فلا محظورات لدى الحوثيين
سألنا الشيخ ناصر عن الكيفية التي بدأ فيها استقطاب الحوثيين لعناصر من تنظيم القاعدة وضمهم إلى صفوفهم، فبيّن، “أن البداية تمثلت في إطلاق الحوثيين سراح معتقلي القاعدة في سجون العاصمة صنعاء. واستطاعوا بطريقة ما الوصول إلى صيغة مرضية للقاعدة أغروهم بها للانضمام إلى صفوفهم. في النهاية لا توجد محظورات لدى جماعة الحوثي، فمن جنّد الأطفال يجنّد القاعدة بكل بساطة”.
في شهر نيسان / أبريل 2021، قدمت الحكومة اليمنية تقريرًا إلى الأمم المتحدة، ضمّنت فيه وثائق عن وجود تعاون فعلي ولوجستي بين جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة في اليمن.
ووفقًا للشيخ ناصر الفرزعي، فإن “أول كشف عن وجود تنسيق بين القاعدة والحوثيين، جاء بعد أسر الجيش الوطني اليمني عددًا من المقاتلين في صفوف الحوثيين، والذي تبيّن أنهم من عناصر تنظيم القاعدة في اليمن”.
وأضاف الشيخ الفرزعي أن، “الأحداث تفصح عن هذا التنسيق المشبوه، فمن تم أسرهم على يد الجيش اليمني أو قتلوا في ميدان المعركة، تبين أن هناك الكثير منهم من تنظيم القاعدة ممن قد قاتلوا إلى جانب الحوثيين”.
وأوضح الفرزعي أن “الحوثيين لا يتورعون عن ضم أي أحد إلى صفوفهم، فمثلما يضمون الأطفال إلى صفوفهم لن يمانعوا في ضم القاعدة أيضًا. كما أنهم ينفذون عمليات صورية على أهداف للقاعدة حتى يروّجوا لأنفسهم بأنهم يحاربون التطرف والإرهاب، وذلك في مسعىّ لتبرير اجتياحهم لمحافظات اليمن وأيضًا كسبًا لود المجتمع الدولي”.
الفرزعي: الحوثيون يَصمون قصدًا كل من يناهضهم بالداعشي أو القاعدة
حول أهداف هذه الاستراتيجية التي تتبعها جماعة الحوثي، أشار الشيخ الفرزعي إلى “أن الحوثيين يستخدمون استراتيجة غاية في المكر في تعاملهم مع القاعدة، فهم من ناحية يستفيدون منها عسكريًا، ومن ناحية أخرى يستخدمونها كمبرر للتمدد والتوّغل في اليمن”.
كذلك حذر الشيخ ناصر مسعود حميد الفرزعي من أن أخطر ما قام به الحوثيون في اليمن، هو وصمهم “المتعمد والمتكرر” لكل من يناهضهم بأنهم “من الدواعش أو من إرهابيي القاعدة”.
وأضاف الشيخ الفرزعي أن كلمة، “داعش أو القاعدة ما هي إلا غطاء لدخول الحوثيين لأي منطقة يريدونها، ويعمموا فيها التشيّع باسم محاربة التطرف والجماعات الإرهابية. كما أن الحوثيين يصفون كل من يقف ضد نهجهم بأنهم دواعش، والشعب اليمني ليس له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بهذه المسميات”.
وذكّر الشيخ الفرزعي بقيام جماعة الحوثي بتكريم القيادي في القاعدة باليمن عارف صالح علي مجلي أو “أبو ليث الصنعاني”، كما يكنّى، وتنصيبه وكيلًا لمحافظة صنعاء، متسائلًا، “لماذا يقومون بوصمنا بالإرهاب؟”، ثم يستدرك بالإجابة، “ليقوموا بالانقضاض على اليمن”.