الوضع في أفغانستان أصبح على شفير الانهيار
تسببت أزمة العلاقات الخارجية لأفغانستان بعد سيطرة طالبان في عدة مشكلات على المعابر الحدودية للبلاد، خصوصا بين أفغانستان وباكستان، الدولتان اللتان لطالما عانتا من تحديات ومشكلات، لكنها اشتدت في الأشهر الأخيرة لا سيما مع التغيرات السياسية والأمنية في البلاد، ما أدى وقد أدى إلى نقص الغذاء والدواء وارتفاع الأسعار في أفغانستان. نتيجة لذلك، تتزايد المخاوف من وقوع كارثة إنسانية بسبب نقص الأدوية في البلاد، حيث تواجه المستشفيات العامة حاليًا نقصًا كبيرا في الأدوية، وبات الناس غير قادرين تحمل تكاليف العلاج في المشافي الخاصة.
وتشعر نقابة الصيادلة بالقلق لأن مئات شاحنات الأدوية خارج البلاد وخارج كابول لم يُسمح لها بدخول السوق، ويعتقدون أن مخزونات الصيدليات الخاصة ستواجه قريباً نقصاً في الأدوية إذا استمر هذا الوضع.
وبحسب التقارير، هناك نقص خطير في الأدوية في الأسواق والمستشفيات. منذ أشهر عدة، بعد تعطل استيراد الأدوية، والآن لم يُسمح لمئات شاحنات الأدوية خارج كابول وعلى حدود تورخام بدخول السوق.
نقيب الله وهو مدير شركة أدوية قال في تصريح لأخبار الآن “في الماضي، كانت البضائع القادمة عبر كراتشي تصل بشكل طبيعي، ولكن الآن تعلق في كراتشي وفي تورخام. قبل أسبوعين، وصلت شاحنة تحمل أدويتنا إلى تورخام وتم إيقافها حتى الآن.”
ويشعر اتحاد الطب الأفغاني بالقلق أيضًا، ويقول إن استمرار هذه العملية سيخلق تحديات خطيرة.
أما عزيز الله شفيق رئيس أمانة اتحاد الطب الأفغاني فقال: “نحن تجار الأدوية لا نعطي الأدوية للناس فقط، ولكن أيضًا لطالبان والحكومة”
في الماضي كنا كذلك وقدمنا الأدوية إلى الحكومة. الأدوية المخصصة للجهتين على وشك النفاذ، واستنفد احتياطاتهما أيضا، ولهذا نريد اهتمام الحكومة والسلطات بهذا الشأن ”
جزء من القلق من انخفاض واردات الأدوية متعلق بكيفية سداد البنوك، إذ وضعت البنوك قواعد صارمة لسحب الأموال، وفي هذه الحالة كيف يمكن للمتعاملين إنجاز معاملاتهم؟!
عزيز الله شفيق رئيس أمانة اتحاد الطب الأفغاني قال “طلبنا إلى السلطات هو التحرك في أسرع وقت ممكن واتخاذ الإجراءات في أسرع لدفع أموالنا بناءً على خطة محددة حتى نتمكن من تحويلها إلى الخارج لاستيراد الأدوية”.
بسبب البطالة وارتفاع الأسعار، يعاني الناس من مشكلات ويكافحون من أجل توفير ضروريات الحياة الأساسية، وخصوصا الأدوية.
أحد المواطنين اشتكى من غلاء المعيشة قائلا: “في البداية كنا نعمل جيدًا، لكن الآن لا يوجد عمل. وصل كيس الطحين إلى 2300 أفغاني. الأسعار تتزايد يوما بعد يوم. لم يعد لدينا المال، حتى لو لوصفة طبية”
للحصول على إجابات لهذا السؤال، ذهبت إلى خبير صحي وسألته إذا ما كان ينتظر المواطنين أيام سوداء أم لا؟
الدكتور هاشم فهاج وهو طبيب وخبير صحي صرح بأن الوضع أصبح كارثي حيث قال: “نحن أمام كارثة حالياً، نحن نواجه تسونامي. إذا لم يتم اتخاذ إجراءات وإيجاد حل لهذا الوضع، فإن وفيات الأفغان بسبب الأمراض المختلفة وخاصة النساء والأطفال ستكون مرتفعة جدا”