في الخامس عشر من أغسطس العام ألفين وواحدٍ وعشرين، دخلت طالبان كابول، لتسقطَ العاصمة الأفغانية من دون مقاومة، ويسقطَ معها حلمُ كلِّ أفغاني بدولة مدنية، يتساوى فيها الجميع، ويأخذ فيها الجميع حقَّه كما يؤدّي واجباته… هكذا كان يفترض وهكذا كان يريد الشعب الأفغاني.
- المخرجة الأفغانية صحرا كريمي تكشف في لقاء خاص مع “أخبار الآن” تفاصيل لم تقلها من قبل
- كريمي: طالبان تعجز عن إدارة أفغانستان لافتقارها لأيّ نوع من المعرفة ولن أبيع كرامتي لهم
- كريمي: حركة طالبان قتلت أبرياء ودمّرت وشرّدت الآلاف ولن نسامحها على ما فعلته بنا ولن ننسى
- كريمي: فخورة بنضال الأفغانيات داخل أفغانستان ورجالنا ليسوا شجعاناً بما في الكفاية
- كريمي: علينا أن نتابع النضال ويمكننا أن نجبر المجتمع الدولي على دعمنا وعدم الإعتراف بطالبان
في ذلك اليوم، العالمُ بأسره شاهد حالةَ الغليان على الشاشاتِ ومواقع التواصل، لا بل حالة الضياع، فالجميع اندفعَ إلى الشارع بحثاً عن طريق للهروب، لا بل أنّ بعضهم تشبث بالطائرة ظنّاً منهم أنّها طوقُ نجاة، فكان السقوط المدوّي. كلُّ ذلك المشهد كان كفيلاً ليعكسَ مَنْ هي طالبان، التي عادت للحكم بعد 20 عاماً على طردها من السلطة.
وفي ظل كل تلك الفوضى العارمة، كان للتسجيلِ المصوّر الذي نشرته المخرجة الأفغانية صحرا كريمي، وقعاً مختلفاً إذ عكس مدى خوف المرأة الأفغانية، على حياتها، حقوقها، مكتسباتها، والأهم على حريتِها. المخرجة الأفغانية وصانعة الأفلام صحرا كريمي، واحدة من هؤلاء النساء اللواتي يواصلن النضال في وجه طالبان.
أين هي اليوم؟ كيف هربت من كابول ومتى اتخذت قرار الفرار؟ بماذا شعرت عندما أغلقت باب منزلها في أفغانستان للمرّة الأخيرة؟ وما الذي تقوم به حالياً من أجل إبراز الصورة الحقيقية لحكّام أفغانستان الجدد؟
تعيش صحرا في سلوفاكيا حيث كانت أنهت دراستها في العام 2012، ومن ثمّ عادت إلى أفغانستان وبقيت فيها إلى أن أجبرت على المغادرة.
تقول صحرا في لقاء خاص مع “أخبار الآن“: “لقد مرّ نحو 5 أشهر على عودة طالبان إلى أفغانستان حيث يواجه الناس صعوبات كبيرة، ونحن نسمع من نشرات الأخبار ووسائل الإعلام أنّ طالبان تزيد كل يوم المضايقات على الناس، خصوصاً النساء والفتيات في أفغانستان.. فمع كلّ يوم يمر تظهر طالبان وجهها الحقيقي وهدفها الحقيقي للسيطرة على البلاد”.
وتابعت: “إذاً الناس وخصوصاً النساء، يواجهون صعوبات كثيرة والعديد من القيود، فالفتيات لا يمكنهن الذهاب إلى المدارس كما أنّ الجامعات مغلقة، لا يمكنهن العمل ويجبرن على البقاء في المنازل. كما أنّ اقتصاد باكستان انهار والناس يواجهون أوقاتاً صعبة، فالوضع ليس جيّداً على الإطلاق فيما تعجز طالبان عن القيام بالأمور الأساسية، فهم لا يعرفون كيف يديرون النظام، لا يعلمون كيف يكونوا مفيدين لأنّهم كانوا مقاتلين وليسوا متعلّمين، وبالتالي ليس لديهم أيّ نوع من المعرفة لإدارة البلاد”.
6 ملايين مشاهدة في اليوم التالي!
وعمّا إذا كانت تتوقع أن يشاهد أكثر من 6 ملايين إنسان الفيديو الذي نشرته على حسابها في تطبيق إنستغرام مع دخول طالبان كابول، قالت إنّها لم تكن تتوقع ذلك، فهي عندما كانت تعيش في كابول كانت تصوّر مثل تلك الفيديوهات القصيرة عن الحياة اليومية، وكانت تنشرها على حسابها في انستغرام. تضيف: “في ذلك اليوم قرّرت أيضاً أن أصوّر، وأردت أن يرى العالم ما يواجهه الشعب الأفغاني مع عودة طالبان، وأنا كصانعة أفلام كان من واجبي أن أنقل للعالم ما الذي يحصل داخل كابول، وعندما نشرت ذلك الفيديو لم أكن أعلم حينها، لكن بعد عدة أيّام علمت أنّ أكثر من خمسة أو ستة ملايين شخص شاهدوه، وكان بمثابة مصدر أساسي مصدر مرئي للعديد من وسائل الإعلام، للمعرفة أكثر عن حقيقة انهيار كابول”.
ما زالت أعيش الصدمة
وتابعت صحرا حديثها لـ”أخبار الآن” قائلةً: “أعتقد أنّني مازلت أعيش الصدمة كما العديد من الناس، وبالنسبة لي كان من الصعب أن أتقبل ما حصل مع المسنين… لم أكن أصدق أنّ بلدنا وقيمنا وكل إنجازاتنا تنهار أمام أعيننا… فما حصل كان صدمة كبيرة، وأنا شخصياً تتطلب الأمر لديّ بضعة ساعات حتى أقرر ما الذي يجب عليّ أن أفعله. لقد كان أصعب قرار اتخذه في حياتي.
وتابعت: “لقد واجهت مشاكل عديدة في حياتي كإمرأة وكفنانة وكناقدة، لكنّني لم أكن قط في موقف كهذا. كان عليّ أن أقرّر مصير حياتي بأكملها خلال ساعات قليلة، لذا ما زلت أحمل معي تلك الصدمة حتّى في يومياتي حتى بعدما غيّرت مكان إقامتي وعدت إلى العمل. عندما قرّرت العودة إلى أفغانستان في العام 2012، تركت كلّ شيء هنا، تخليّت عن العديد من الفرص في أوروبا، وبدأت من الصفر في أفغانستان حيث واجهت صعوبات وتحدّيات كثيرة، لكنّني قبلت بكلّ ذلك لأنّني كنت أريد أن أقدّم شيئاً لبلدي كمخرجة أفلام وفنانة. وبعد مرور 10 سنوات على العيش هناك، وجدت أنّ كلّ ما فعلته كان بلا فائدة، وشعرت بالضياع لعدّة ساعات، وشعرت أنّني مجبرة على الهروب مجدّداً، وأنّ عليّ أن أتخلى عن كلّ شيء، حتى أنّك لا يمكنك أن تنقذ شيئاً من ممتلكاتك، إنّه ذلك الألم الذي لا يمكنك نسيانه”.
وعن كونها لاجئة أم أنّها تعيش في المنفى قالت كريمي: “لطالما كنت لاجئة، ذلك الواقع كان جزءاً من حياتي لأنّ أهلي قرّروا أن يكونوا لاجئين خلال الحرب مع روسيا، لذا أنا كبرت في بلد آخر و عشت حضارة مختلفة، وتمّ تقبّلي كلاجئة، لكن هذه المرّة الأمر يتعدى كوني مجرّد لاجئة، فأنا فنّانة في المنفى، وذلك المنفى يعدّ تجربة جديدة لي الآن، و يمكنني القول إنّ الأمر مؤلم للغاية، وذلك الألم يرافقك حيثما تذهب، حتى في الشارع، خصوصاً عندما أسمع عن حال أفغانستان في تلك الأيّام وأقرأ وأشاهد الفيديوهات، الألم يزيد أكثر وأكثر”.
كريمي: ليس من السهل أن يكون الإنسان إمرأة أفغانية فهي تواجه أحكاماً وصعوبات كثيرة، وقيوداً جمّة، دينية واجتماعية وأخرى تتعلق بالتقاليد
وأردفت: “عندما كنت في أفغانستان واجهت العديد من التحدّيات، فكثيرون من الأفغان خصوصاً الرجال لم يتقبلوني كفتاة أفغانية أو كإمرأة أفغانية، لأنّ نمط حياتي وطريقة تفكيري ونظرتي للحياة، كانت تختلف عن تلك الصورة النمطية التي كانت موجودة في أفغانستان، لذا واجهت العديد من التحدّيات لأنّني كنت أؤمن أن ما أقوم به كمخرجة أفلام، مهمّ جدّاً لبلدي خصوصاً للفنانين وللثقافة”.
وأضافت: “أردت تحسين الفن والثقافة في بلدي، وذلك الهدف جعلني أقبل مواجهة كلّ تلك التحديات، وهكذا أمضيت 10 سنوات من حياتي هناك، لا أحد يستطيع أن يعوّضها عليّ. فكوني ناقدة وإمرأة مستقلة تحمل أفكاراً مستقلة، وتعيش حياة مستقلة، جعل ذلك الحياة صعبة في أفغانستان. طبعاً كان لدينا ما يسمّى بالنظام الديمقراطي لكن عقلية العديد خصوصاً الرجال الأفغان، كانت معادية للمرأة، لكنّي واجهت تلك التحديات. لكن عندما تضع كلّ طاقتك لمواجهة تلك التحديات وفجأة يجب أن تقرر أن تترك كلّ شيء و تهرب مجدّداً، يبدو أنّه أمر في غاية الصعوبة”.
وأوضحت أنّها عندما كانت تصوّر فيلماً داخل أفغانستان، كانت تواجه صعوبات كثيرة، لكن كلّ تحدّ بالنسبة لها كان يمثل فرصة جديدة لتكتشف قدراتها كإمرأة، وتجد طرقاً جديدة من أجل حل المشاكل. أن تكون إمرأة أفغانية ليس بالأمر السهل، لأنّك تواجه أحكاماً وصعوبات كثيرة، وقيوداً جمّة، دينية واجتماعية وأخرى تتعلق بالتقاليد… فالكثير من الأفكار داخل أفغانستان معادية للمرأة، لذا الآن عندما أفكر بالأمر جيّداً، أتساءل: لماذا قمت بكلّ ذلك المجهود، لماذا أترك كلّ شيء وأهرب، لكن من الصعب فهم الوضع”.
“أفتخر بالنساء المناضلات داخل أفغانستان”
وعن موقفها من الأفغانيات المناضلات داخل أفغانستان، قالت كريمي: “إنّني فخورة جدّاً بالنساء الأفغانيات خصوصاً الشابات الأفغانيات الشجاعات، المتواجدات في أفغانستان في مناطق عديدة، في كابول وبانشير وبروان وغيرها من المناطق.. لقد كنّ في الأشهر المنصرمة الأصوات الوحيدة التي علت في وجه طالبان وفي وجه وحشية النظام الجديد. لسوء الحظ الرجال في أفغانستان لا يتمتعون بالشجاعة الكافية، وقد شهدنا ذلك في الأشهر الماضية، رجالنا لا يتمتعون بالشجاعة للوقوف وإعلاء الصوت بوجه نظام طالبان، على عكس نساء وشابات أفغانستان اللواتي واجهن بطش طالبان وشاركن في المظاهرات ورفعن صوتهن، أنا شخصياً فخورة بهنّ جدّاً وبالطبع أنا أدعمهن”.
ولفتت إلى أنّها أجبرت على مغادرة أفغانستان لأنّ طبيعة عملها كانت وما زالت تضعها في دائرة الخطر، وحركة طالبان قد تقتلها، لكنّ “النساء اللواتي بقين في أفغانستان يتمتعن بالشجاعة، ونضالهن مهم جدّاً. وفي الوقت نفسه، النساء أمثالي المتواجدات في الخارج يمكنهن التواصل مع وسائل الإعلام العالمية، ونحن الفنانات خصوصاً المخرجات، لدينا منصات سينمائية، وسندعم أصواتهن ومظاهراتهن”.
وقالت: “أنا شخصياً ضدّ طالبان، وأعتقد إذا بقينا متّحدات ودعمنا بعضنا البعض على مستويات مختلفة ومن أماكن مختلفة حول العالم، يمكننا أن نجبر المجتمع الدولي على أن يدعمنا، وعلى أن لا يعترف بسهولة بنظام طالبان، ويمكننا أن نشكّل جبهة قوية موحّدة”.
كريمي: يجب علينا أن نتابع نضالنا ومعركتنا ضدّ الظلم وطالبان.. وتغيّر اللعبة السياسية لن تجبرنا على عدم المقاومة في وجه الحكّام الجدد
وعما إذا انتهى دورها مع خروجها من أفغانستان، أردفت: “أعتقد أنّ الفنان وصانع الأفلام سيستمر بالعمل لأنّ الأمر يتعلق بالموهبة ونقل القصص، وأنا لم أتوقف عن العمل أو صناعة الأفلام. إنّني أعمل على فيلمي الجديد، لكن صناعة فيلم خارج أفغانستان أصعب من صناعته داخل أفغانستان، إلّا أنّه يجب علينا أن نتابع نضالنا ومعركتنا ضدّ الظلم وضدّ طالبان”.
وشدّدت قائلةً إنّ “طالبان مجموعة إرهابية، وخلال الـ 20 سنة الماضية قتلوا الكثير من الأبرياء اليافعين والموهوبين، نساء وفتيات وأولاد، نحن لن نسامحهم ولن ننسى ما فعلوه بنا، لكن إذا كانت اللعبة السياسية تحاول إضفاء الشرعية على حركة طالبان، فتلك لعبتهم، فنحن لم نتمكن من تغيير اللعبة من قبل، وقد شهدنا انهيار أفغانستان وحكومتنا وكابول، لكن لا أحد يمكنه أن يمنعنا من المقاومة، سنقاوم. أنا كصانعة أفلام سأصوّر أفلامي، سأحاول أن أخبر عن الحياة التي كنّا نعيشها في أفغانستان في كابول… كنا نواجه صعوبات عديدة كلّ يوم، كانت تحدث عدة انفجارات لكن وضعنا كان جيّداً وكنّا نحاول إحداث تغييرات، وكنا نأمل أن نصل إلى النزاهة ولم نكن نريد أن نقلل من كرامة شعبنا، وإذا تغيّر النظام وإذا كانت هناك مؤامرة ما، فذلك لا يعني أنّ جيلي يجب أن يبقى صامتاً، وأن لا يحارب. أعتقد أنّ مخرجي الأفلام وصانعي الأفلام والفنانين يمكنهم أن يناضلوا حتى ولو كانوا خارج أفغانستان”.
الهروب من أفغانستان
وعن الفيلم الذي تعمل عليه، أوضحت كريمي أنّ عنوانه سيكون “الهروب من أفغانستان”، مضيفةً: “عندما غادرت أفغانستان بقيت في المطار 40 أو 42 ساعة كي أتمكّن من الصعود إلى الطائرة التي كانت أقلتني أنا وعائلتي وغيري من صانعي الأفلام إلى خارج كابول، وقد رأيت تصرّفات وحشية داخل المطار، فقررت أن أكتب مشاهداتي وأن أصوّر فيلماً عن تلك الساعات، لكن الفيلم لا يتحدّث فقط عن تلك الساعات، بل هو يوضح كيف كانت حياتنا في كابول قبل 15 أغسطس، وكيف أجبرنا على التخلّي عن كل شيء. أريد أن أوضح للعالم أنّ حياتنا كانت أفضل رغم كلّ شيء، وسأقول لهم إنّ المجتمع الدولي وخصوصاً الولايات المتحدة التي وافقت عى تلك الصفقة المخزية، كانوا السبب في تدمير حياتنا”.
فيلم “الهروب من أفغانستان” للمخرجة صحرا كريمي من المتوقع أن يصدر العام القادم
وعمّا إذا كانت ترغب في العودة إلى أفغانستان يوماً ما، قالت كريمي لـ”أخبار الآن“: “حلمي أن أعود إلى أفغانستان، مازالت شقتي هناك، ومفتاحي مازال معي، وآمل أن أتمكن من العودة لكنّني لا أريد أن يحصل ذلك بمساعدة من طالبان، فلا أريد أن أقوم بتلك العودة المخزية بالرغم من أنّه من المؤلم جدّاً أن يكون الإنسان بعيداً عن بلده ووطنه. إذا عدت الآن سيستخدم نظام طالبان تلك العودة لمصلحته كنوع من الدعاية له، فلن أفعل ذلك، لا أريد خيانة جيلي، فهناك عدد كبير من الناس يؤمنون بأنّ طالبان مجموعة إرهابية ومعركتنا الحقيقة ضدهم، لذا لا نريدهم أن يستغلوا وجعنا ورغبتنا بالعودة إلى أفغانستان لمصلحتهم”.
وتابعت: آمل أن ترحل طالبان وأن تصبح لدينا حكومة ديمقراطية، وعندها قطعاً سأعود لأنّ هذا موطني الأم وبلدي لا يمكنني نسيانه. مستعدة لأن أقتل رغبتي بالعودة لكنني، لن أبيع كرامتي لهم”.
ماذا شعرت عندما أقفلت باب منزلها في أفغانستان للمرة الأخيرة؟
وردّاً على سؤال حول شعورها عندما أقفلت باب منزلها للمرّة الأخيرة قبل الهروب من أفغانستان، قالت كريمي لـ”أخبار الآن“: “كان الأمر صعباً للغاية، أذكر أنّه بينما كنت أركض من المصرف باتجاه منزلي وأنا أصور عبر تقنية البث الحي، سمعت أحدهم يقول إنّني كنت أقوم بذلك للفت انتباه طالبان… عندما وصلت إلى شقتي أذكّر أنّني جلست وبدأت أبكي، ثمّ نظرت حولي وسألت نفسي ما الذي يجب أن آخذه معي… لا يمكنك أن تعرف، هناك الكتب وبعض اللوحات وأشياء أخرى، لكن الأمر لا يتعلق بالأشياء بقدر ما يتعلّق بالذكريات والمجهود الذي بذلته، وإنجازاتك وكميّة الحب التي تحمله لبلدك، لا يمكنك أن تأخذ ذلك معك لأنّها ثقيلة جدّاً، والحقائب لن تكفي، فلم أستطع أخذ شيء، تقريباً نظرت حولي وقلت حسناً سأقفل الباب وأنا متأكّدة أنّني سأعود، وبعد بضعة أسابيع دخلت طالبان إلى شقتي واستولت عليها وكان ذلك بالنسبة لي تجربة مؤلمة للغاية عندما سمعت أنّهم دخلوا شقتي واطلعوا على حياتي. عندما دخلوا شقتي شعرت وكأنّهم يغتصبون حياتي، كان الأمر مؤلماً جدّاً”.
كريمي: عندما دخلت عناصر طالبان شقتي في أفغانستان شعرت وكأنّهم يغتصبون حياتي، لقد كان الأمر مؤلماً جدّاً.
وختمت: “عندما غادرت في تلك اللحظة التي أقفلت فيها باب شقتي كنت يائسة جدّاً، وشعرت للحظة أنّني لا أريد المغادرة بل أريد البقاء هنا، ثمّ فكرت بعائلتي، وكل يوم أتيقّن أنّني اتخذت القرار الصائب، وسعيدة لأنّني أخذت كلّ أفراد عائلتي معي وأنقذت حياة عدة أشخاص سيكون لهم مستقبل جيد، وطبعاً سأعمل على سأساعد غيري من المخرجين ليغادروا أفغانستان”.
وتعد صحرا كريمي أحد أبرز صنّاع السينما في أفغانستان، إذ أنّها أول مخرجة أفلام أفغانية وأوّل إمرأة ترأس منظمة الفيلم الأفغانية. كما أنّها المرأة الأفغانية الوحيدة التي حصلت على الدكتوراه في صناعة الأفلام والسينما.
وقد درست كريمي في جمهوريتي التشيك وسلوفاكيا، حيث حصلت على الدكتوراه من أكاديمية الموسيقى والفنون المسرحية، ثمّ عادت إلى أفغانستان في العام 2012 حيث كانت تعيش وتعمل هناك.
تجدر الإشارة إلى أنّ فيلمها الخيالي القصير Light Breeze فاز بأعلى جائزة في سلوفاكيا، كما أنّ لها عدداً من الأعمال التي حصدت ما يقرب من 20 جائزة في مهرجانات مختلفة.