– الموت بالحسكة للعاديين والتفاوض في إدلب لعيون عائلات قادة داعش.
– المنشقون كشفوا حقيقة معاملة التنظيم للقيادات.
– تجاهل الأيدولوجيا من أجل مصالح القادة.
داخل إحدى مهاجع سجن غويران بمدينة الحسكة السورية، تجمع العشرات من سجناء تنظيم داعش بعد أن عصبوا رؤوسهم بـ”العصب الحمراء”، المميزة للانغماسيين الذين يُقاتلون حتى الموت، بينما وقف أحدهم يُلقي على أسماعهم كلمات تحفيزية ويدعوهم لـ”بيعة الموت”، ليردد المجتمعون قسم البيعة على أن يُقاتلو حتى الخروج من السجن أو الموت وهم يحاولون، كما أظهر مقطع مرئي بثته وكالة أعماق الإخبارية، الذراع الدعائية للتنظيم.
تكشف القصة الحالية عن الكواليس التي سبقت هجوم داعش على سجن غويران، وكيف استغل التنظيم الهجوم لتهريب مجموعة محددة من قادته دون بقية السجناء الذين حوصروا في السجن، فضلا عن تحريض التنظيم عبر آلته الدعائية للسجناء المحاصرين على الاستماتة في القتال حتى الموت وعدم تسليم أنفسهم، كما تُسلط الضوء عن المقاربة المزدوجة والتمييزية التي يتبعها داعش بشكل براجماتي في التعامل مع قادته وجنوده، وتوضح كيف هرب قادة التنظيم من حصاري الباغوز، في 2019، وغويران بالحسكة في 2022، إلى مناطق في إدلب وغيرها، وتركوا مقاتلي التنظيم ليواجهوا مصيرهم المحتوم.
ففي الوقت الذي قرر فيه تنظيم داعش التضحية بمقاتليه العاديين في الهجوم الفاشل على سجن “الصناعة”بالحسكة، كان بالتوازي مع ذلك يقوم بعمل مفاوضات سرية للإفراج السلمي عن عائلات قيادات داعش المعتقلين لدى هيئة تحرير الشام في إدلب.
إنها فضيحة يمكن أن تفتح أعين الأعضاء الساخطين في المنظمة الإرهابية.
سنعود بالتفصيل للعلاقة بين داعش وهيئة تحرير الشام لاحقا في التقرير، ولكن نستكمل أولا سردنا لأحداث سجن الحسكة والتدقيق في سياقاتها.
فخلال الأيام الماضية، أبرزت الوكالة الدعائية للتنظيم “ثبات” مقاتليه وحرصهم على عدم الاستسلام لقوات سوريا الديمقراطية عبر إظهار مشاهد الاشتباكات ولقطات القصف المركز على المتحصنين بالسجن، لكنها تجاهلت تمامًا استسلام العشرات من “السجناء” بناءً على اتفاقات وتفاهمات مع القوات الكردية، كما تجنبت الإشارة إلى هوية القادة أو الأفراد الذين أُخرجوا من السجن في ساعات الهجوم الأولى، ليل الـ20 من يناير/ كانون الثاني الجاري، مكتفيةً بالقول إن هناك نحو 800 سجين تمكنوا من الهروب في ظل استمرار الاشتباكات الدائرة في محيط السجن.
وأظهرت الفيديوهات الدعائية التي بثتها وكالة أعماق، ليل الـ20 من يناير، مجموعة من انغماسيي التنظيم وهم يقتحمون الأسوار الخارجية للسجن بواسطة سيارات دفع رباعي مزودة برشاشات ثقيلة، في حين كان “مجموعة محدودة” من كوادر داعش يسارعون بالمغادرة تجاه المقتحمين الذين أشعلوا النيران في محيط السجن والآليات العسكرية المتواجدة به.
هجوم متوقع
على أن التدقيق في السياقات التي سبقت اقتحام سجن غويران، تكشف أن الهجوم الذي نفذته مفارز داعش لم يكن استثنائيًا بل كان متوقعًا إلى حد كبير، وخصوصًا بعد القبض على قادة ونشطاء بالتنظيم ممن شاركوا في التخطيط للهجوم، وذلك قبل أسابيع قليلة من تنفيذه، إذ كان داعش مركزًا بشكل كبير على استنفار مفارزه في مناطق شرق الفرات (شرق سوريا)، في مقابل تجاهل واضح ومتعمد لشن هجمات في مناطق أخرى كمدينة إدلب التي يقيم بها العديد من قادة داعش وأسرهم، فضلًا عن العشرات من السجناء الذين يقبعون بقسم خاص داخل سجن العقاب الذي تُديره هيئة تحرير الشام، وذلك ضمن عملية منسقة مع الهيئة هدفها الإبقاء على قادة داعش بملاذاتهم الآمنة في إدلب.
فخلال الأيام الأخيرة من شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ألقت قوات سوريا الديمقراطية القبض على “محمد عبد العواد” المعروف بـ”رشيد”، والذي كُلف بمهمة توفير الدعم اللوجيستي وتأمين الأسلحة والذخائر للمجموعات التي ستُشارك في الهجوم على سجن غويران، وفق الاعترافات التي أدلى بها، بعد القبض عليه.
وذكرت قوات سوريا الديمقراطية، في حينها، أن “عبد العواد” قاد إحدى الخلايا لمهاجمة السجن الكبير الموجود بحي الصناعة في مدينة الحسكة السورية، لكن إلقاء القبض على أفراد خليته دفعه للفرار إلى مدينة الرقة والتخفي تحت هوية “سائق تاكسي مزورة”، قبل أن يتم إلقاء القبض عليه في عملية مشتركة مع قوات التحالف الدولي (قوات المهام المشتركة- عملية العزم الصلب).
ووفقًا لاعترافات القيادي الداعشي محمد عبد العواد فإن مُخطط اقتحام السجن، المتفق عليه مع قيادة التنظيم في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تضمن مشاركة كتيبة “العاديات” التي يقودها مع مفارز داعشية أخرى في اقتحام السجن، الذي تقرر مهاجمته بـ25 انتحاريًا وسيارتين مفخختين إحداهما تُفجر بوابة السجن والأخرى يتم وضعها تحت تصرف سجناء داعش لاستخدامها كسلاح في الاشتباكات اللاحقة.
وأوضح آرام حنا، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، أنها حصلت على معلومات استخبارية مسبقة عن خطة داعش للهجوم على سجن غويران، وقامت، بناءً على تلك المعلومات، بشن سلسلة عمليات لتفكيك خلايا داعش الإرهابي (خلية محمد عبد العواد من بينها) وتحييد القادة والعناصر الفاعلين وخصوصًا الذين يتولون القيادة والسيطرة على خلايا التنظيم، قبيل شن الهجوم، مضيفًا أن تلك العمليات ساهمت بقدر كبير في الحد من زخم الهوم الداعشي ومنعت التنظيم من تحقيق أهدافه الخاصة منه.
وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن استخبارات التحالف الدولي بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية رصدت معلومات حول نية داعش الهجوم على السجن قائلةً إن التنظيم وضع تنفيذ هذا الهجوم على رأس أولوياته لمدة تزيد عن عام، لكن الجهود الدؤوبة التي بذلتها قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي نجحت في إجهاض العديد من المحاولات السابقة لتنفيذ خطة تهريب السجناء، وكذلك الحد من شدة الهجوم الذي نٌفذ قبل أيام.
هجوم تكتيكي وتغطية دعائية
إلى ذلك، لم تمنع الاستعدادات المسبقة مفارز داعش من شن “هجومها الاستثنائي” بنفس الخطة السابقة التي كشف عنها “محمد عبد العواد” وغيره من المصادر الاستخبارية ذات الصلة بملف التنظيم، إذ هاجم السجن بسيارتين مفخختين قادهما اثنان من عناصره الأجانب هما: ( أبو عبد الرحمن المهاجر، وأبو الفاروق المهاجر)، كما نفذ هجومًا منسقًا عبر 4 محاور شمل أولها مهاجمة أبراج السجن ومديرية المحروقات الحكومية القريبة منه وإضرام النيران في صهاريج النفط بداخلها بهدف التعمية على طيران التحالف الدولي، كما هجم مقاتلو التنظيم، العاملين ضمن المحور الثاني، على مقر فوج قريب لقوات سوريا الديمقراطية لقطع الإمدادات والمساندة عن السجن، وتولت العناصر العاملة على المحورين الثالث والرابع تنفيذ عمليات اعتراض وقطع طريقي الإمداد المتبقيين عن السجن والاشتباك مع دوريات المؤازرة التي حاولت الوصول إلى المكان، وذلك وفق بما كشفه مصدر داعشي مطلع على سير الهجوم لـ”وكالة أعماق”.
وبالتوازي مع الهجوم خارج السجن عبر المحاور الأربعة، نفذ سجناء داعش تمردًا داخل السجن وقتلوا عددًا من حراسه واستولوا على أسلحتهم فيما اخترق المهاجمون أسوار السجن الخارجية وأشعلوا النيران في الآليات العسكرية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية.
ووفقًا للمقاطع المرئية التي نشرتها وكالة أعماق في الساعات الأولى، فإن عدد محدود من السجناء، الذين أخفت الوكالة هوياتهم ووجهم عن قصد، نجحوا في الهروب من السجن، في حين بقي 800 سجين داعشي آخر محاصرين داخل “غويران” بعد انسحاب المهاجمين من الخارج، وتوزع المحاصرون على 3 أقسام في مبان السجن ومحيطه والأحياء القريبة منه، كما ينص بيان لاحق للوكالة الداعشية.
بيد أن البيانات والفيديوهات المتلاحقة التي بثتها الذراع الإعلامية لتنظيم داعش، لم تخف حقيقة الأوضاع الصعبة التي عاشها المحاصرون داخل “غويران” والذين حثهم التنظيم على الاستماتة في القتال حتى النهاية، وذلك رغم التغطية الدعائية المكثفة التي استهدفت التعتيم على هروب “عدد محدود” من كوادر داعش، وإخفاء الأوضاع الصعبة لمن تبقوا داخل السجن.
فعلى حد تعبير “أبو أحمد القرشي” أحد مناصري داعش على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن من تبقوا داخل السجن وتبايعوا على الموت، هم من كبار السن أو المرضى أو المصابين، سابقًا، في العمليات العسكرية لتنظيم داعش، فضلًا عن معانتهم من الحصار الذي فرضته قوات سوريا الديمقراطية والقصف الذي شنته طائرات التحالف الدولي.
ويكشف أحمد السماوي، الباحث العراقي في الشؤون الأمنية والاستخبارية، أن تحصن سجناء داعش داخل السجن واشتباكهم مع القوات الكردية ليس إلا “عملية إلهاء متعمدة” غرضها التعمية على الهدف الرئيس للهجوم والمتمثل في تهريب “عدد محدود من قادة داعش”، وهو ما تم في الساعات الأولى من الهجوم، مضيفًا أن التنظيم كعادته ترك عناصره وأفراده العاديين ليواجهوا الموت كما فعل في العديد من المرات السابقة.
وأضاف “السماوي” لـ”أخبار الآن” أنه لا يجب الاستهانة بالقدرات القتالية لداعش، لأن التنظيم ليس بدرجة الغباء التي تدفعه لحرق مفارزه وخلاياه الأمنية النشطة بالهجوم على سجن غويران والتحصن به، لأنه سيتم إبادتهم بقصف في هذه الحالة، بقصف الطائرات الأمريكية، كما حصل في آخر معاقل الخلافة المكانية في قرية الباغوز فوقاني السورية (مارس/ آذار 2019)، مشيرًا إلى أن التنظيم غير تكتيكاته في المرحلة التي تلت معركة الباغوز وأصبح يعتمد أسلوب حرب العصابات القائم على الكر والفر السريع والذي لا يعتمد على “مسك الأرض”، فهو لا يُنفذ عمليات تستغرق وقتًا طويلًا، لكن هدفه من إظهار الصمود في “غويران” هو الإلهاء وإبعاد النظر عن الدعم والمساعدة التي تلقاها لينفذ هذا الهجوم.
وأوضح عمرو عبد المنعم، الباحث المصري المتخصص في شؤون الجماعات الجهادية، أن الهجوم على سجن غويران بالحسكة السورية في مجمله “هجوم فاشل” لكن المثير للاهتمام فيه هو تنفيذه بشكل دقيق عن طريق اختراق منظومة السجن ونجاح التنظيم في تهريب 20 من قادته البارزين الذين يُعدون من فئة القيادة العليا في داعش، مردفًا أن هؤلاء لم يتم الإعلان عنهم.
وألمح “عبد المنعم” إلى أن قادة داعش العشرين الذين هُربوا من سجن غويران هم من “دائرة صنع القرار في داعش” ومن بينهم 2 مصريين أحدهما مصاب، مضيفًا أن التنظيم يريد الإيحاء عبر آلته الدعائية إلى أن الهجوم هو من باب “فك العاني أو الأسير” كما تنص الأدبيات الجهادية، لكن هدفه الأساسي كان تهريب القادة الداعشيين والذين سيتوجهون إلى 3 وجهات هي إدلب السورية أو العراق أو شبه جزيرة سيناء المصرية.
وتؤكد تقارير استخبارية أن تنظيم داعش لا زال ينشط في المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق، وخاصةً في ناحيتي الحضر والجزيرة المحاذيتين للحسكة من الجانب العراقي، والذي يُعتقد أن التنظيم خطط لنقل الهاربين من عناصره إليها، أو لمدينة إدلب السورية.
إدلب.. حاضنة قادة “داعش” البارزين وأسرهم
وعلى ذات الصعيد، تبين الوقائع والشهادات السابقة التي ذكرها القادة والمنشقون عن داعش أن قادة التنظيم هربوا من مناطق المواجهات إلى إدلب السورية وأقاموا داخلها بناءً على اتفاقات وتنسيقات مع تنظيم حراس الدين (فرع القاعدة في سوريا)، وهيئة تحرير الشام التي تُسيطر على إدلب، وذلك رغم الشقاق والخلاف المنهجي بينهم، ومع ذلك لم يسمحوا لعناصر التنظيم باللجوء إلى المدينة، وقاموا بتتبع الفارين منهم واغتيالهم كما حدث مع “أبو عبد الرحمن الزرقاوي المهاجر” الذي قتلته مفرزة أمنية داعشية في شمال سوريا، كما ذكر أحد المنشقين عن داعش في مقال لرثاء الزرقاوي بعنوان: “ذبًا ودفاعًا عن الشيخ الزرقاوي”.
وتُظهر هذه الوقائع والشهادات، حجم التمييز والتفرقة التي يمارسها داعش بين قادته وجنوده، ففي الحالة الأولى جرى إخراج قادة التنظيم وأسرهم من حصاري الباغوز والحسكة،دون أدنى مخاطرة، فيما بقي الأفراد العاديين داخل المناطق المحاصرة دون الالتفات إلى معاناة النساء أو الأطفال وكبار السن والمرضى.
فوفقًا لوثائق استخبارية، كُشفت سابقًا، فإن خليفة داعش (السابق) أبو بكر البغدادي أقام في قرية باريشا بإدلب في كنف تنظيم حراس الدين، وقدمت قيادة داعش إلى التنظيم الأخير مبالغ مالية تُقدر بعشرات الآلاف من الدولارات، نظير حماية وإيواء قادة داعش في الفترة التي سبقت وتلت سقوط الخلافة المكانية في مارس/ آذار 2019.
وعلى الجهة الأخرى، نُقل أفراد العاديين من داعش وعوائلهم إلى السجون ومخيمات الاحتجاز في شمال شرقي سوريا، بعد أن رفضت قيادة التنظيم إخراجهم من تلك المناطق، وتركتهم ليقعوا في قبضة قوات سوريا الديمقراطية.
وتكشف إحدى الوثائق الاستخبارية، الصادرة في صيف 2018، أن أمنيي داعش دفعوا 7 آلاف دولار لقياديين بحراس الدين، لدفع تكاليف لازمة لإقامة قادة داعش القادمين من ناحية “هجين- الباغوز” في دير الزور السورية، بعد تشديد الخناق والحصار الذي فرضته قوات سوريا الديمقراطية على معاقل داعش، كما طلب قادة التنظيم من العسكريين في سوريا الديمقراطية السماح لهم ولأسرهم بالخروج إلى إدلب، خلال مفاوضات سرية جرت بين الطرفين في نفس الفترة.
وبحسب “أبو عيسى المصري” فإن قادة داعش كان لديهم شبكات تهريب خاصة بهم نقلتهم إلى خارج معاقل داعش المحاصرة، بينما رفضت إخراج المقاتلين العاديين أو السماح لنسائهم وأطفالهم بالخروج أو الهرب من الموت المحقق، رغم أنهم كانوا يعانون من الجوع والفقر ولا يجدون ما يسدون به رمقهم.
ولفت “المصري” في حوار سابق له مع مؤسسة التراث العلمي (التي كانت محسوبة على داعش قبل أن تنشق عنه لخلاف مع قيادته)، إلى أن أمنيي داعش منعوا النساء والمصابين من الخروج وقالوا لهم باللهجة العراقية: “ارجعوا ماكو طلعة”، رافضين السماح لهم بمغادرة معاقل داعش، مع أن قادة التنظيم كانوا غادروها بالفعل، وأرسلوا رسائل إلى مقاتلي داعش يحثونها على الصمود والثبات في مواجهة الموت الذي فروا منه.
وعلى الرغم من أن “هيئة تحرير الشام” واصلت شن حملات تستهدف الخلايا الداعشية في شمال سوريا، إلا أن قيادة التنظيم أمرت عناصرها بعدم شن هجمات ضدها وذلك لتأمين وجود قادة داعش وأسرهم في الشمال السوري، تمامًا كما فعل “أبو بكر البغدادي”، قبيل التوصل إلى مكانه بفعل وشاية أحد مساعديه المقربين منه، والذي قرر الإبلاغ عنه نتيجة للانتقام من معاملة التنظيم القاسية لأسرته وتفريقها في المعاملة بين قادة داعش وعناصره.
وفي حين، يحرص تنظيم داعش على إخفاء أثر قادته وأسرهم داخل إدلب السورية وغيرها من الملاذات الآمنة، تواصل آلة التنظيم الدعائية تضخيم “هجومه التكتيكي” على سجن غويران وإبرازه كدليل على قدرة التنظيم على اقتحام السجون وإطلاق سراح عناصره، مع أنها تبقى غير قادرة على تحويل هذا الهجوم الاستثنائي إلى إستراتيجية شاملة في ظل ظروف التنظيم الحالية، لكنها تُوظفه لترويج سرديتها كما فعلت سابقًا في هجمات فاشلة على سجون أخرى بالعراق (منها سجن مكافحة الإرهاب)، إذ اكتفت بالإشادة بالتمرد المسلح لعناصرها دون الإشارة إلى مقتلهم جميعًا، فيما كانت قيادة التنظيم تدفع أمولًا طائلة لتهريب أمراءه من السجون دون أن تحثهم على الاشتباك أو التمرد داخل السجون، وهو ما انكشف لاحقًا وأقر به التنظيم، ليثبت أنه حريص على حياة قادته دون بقية الأفراد الذين يُتركون لمواجهة الموت في السجون أو تحت قصف التحالف الدولي.