ما مخاطر غزو روسيا لأوكرانيا على الأمن الغذائي العالمي؟
- أزمة أوكرانيا ستهدد الأمن الغذائي لعدد من دول العالم التي تعتمد على أوكرانيا في صادراتها الغذائية
- أوكرانيا خامس أكبر مُصدِّر للقمح في العالم إذ بلغت صادراتها 18 مليون طن من إجمالي إنتاج 24 مليون طن في عام 2020
- إن أي غزو روسي لأوكرانيا قد يخفض إنتاجية أوكرانيا من القمح، وقد يؤدي إلى حدوث أزمة غذائية عالمية
يبدو أن الأزمة الأوكرانية لن تكون فقد على دول الجوار أو على أوروبا بل ستنعكس على العالم، وستهدد الأمن الغذائي لعدد من دول العالم التي تعتمد على أوكرانيا في صادراتها الغذائية.
يجدر الانتباه إلى أهمية صادرات أوكرانيا من القمح، والتي بلغت 18 مليون طن من إجمالي إنتاج 24 مليون طن في عام 2020، وهو ما جعلها خامس أكبر مُصدِّر للقمح في العالم، ويُعد القمح الأوكراني ذا أهمية كبيرة بالنسبة لدول العالم النامي، فعلى سبيل المثال، كانت نصف واردات لبنان من القمح في عام 2020 من القمح الأوكراني.
إذا تحول هجوم محتمل على أوكرانيا إلى استيلاء روسي على الأراضي، فقد يعني ذلك انخفاضات حادة في إنتاج القمح وصادراته، حيث سيفر المزارعون تاركين البنية التحتية والمعدات للدمار ما يتسبب في شلل اقتصاد المنطقة.
أيضاً إن أي غزو روسي لأوكرانيا قد يخفض إنتاجية أوكرانيا من القمح، وقد يؤدي إلى حدوث أزمة غذائية عالمية، الأمر الذي يفرض على حكومات الدول وضع بدائل مناسبة لتجنب انعدام الأمن الغذائي، كما يتعين على الدول غير المتضررة وضع خطة لتقديم الدعم الغذائي للدول المعتمدة غذائياً على “كييف” مع تبنِّي الدول المتضررة لسياسات جديدة تستهدف تحسين الإنتاجية الزراعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
يقول خبير الأمن الغذائي والطوارئ د. فاضل الزعبي لبرنامج ستديو الآن إن ارتفاع أسعار القمح بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا سيكلفنا مليارات الدولارات والدول المانحة عليها توفير مساعدة فورية للدول المهددة بمجاعات.
يضيف الدكتور الزعبي أن نشوب أي حربرأو أزمة في شرق أوكرانيا إضافة إلى إغلاق الموانئ سيؤدي إلى نقص إمدادت الحبوب العالمية، هذا النقص سيؤثر بدوره على الأمن الغذائي لصعوبة الاعمال اللوجستية في ظل وباء كورونا وتحويل كميات الفقمح اللازمة التي تعتمد على القمح الأوكراني.
يشير الدكتور الزعبي إلى أن ارتفاع أسعار القمح سيبدأ مع إطلاق أول شرارة حرب روسية على أوكرانية إن لم يكن قد بدأ، إضافة إلى وجود عجز في التصدير من موانئ البحر الأسود الأوكرانية المتاخمة لمنطقة العمليات العسكرية، كما أن أوكرانيا قد توقف التصدير للحفاظ على مخزون شعبها الاستراتيجي أثناء الحرب.
ومن المرجح أن يكون لأي انقطاع لتدفق الحبوب من منطقة البحر الأسود تأثير كبير على الأسعار وأن يضيف المزيد من الوقود إلى تضخم أسعار الأغذية في وقت تشكل فيه القدرة على تحمل التكاليف مصدر قلق كبير في جميع أنحاء العالم في أعقاب الأضرار الاقتصادية الناجمة عن وباء كورونا.
ويقول الباحث في القضايا الدولية د. عبد الكريم الأنسي لبرنامج ستديو الآن إن الغزو الروسي لأوكرانيا سيجعل العنف عابرا للحدود ومهددا بأزمة جوع جماعي لا تعرف سياسة او ظروف اقتصادية.
يؤكد الدكتور الأنسي أن القلق الذي يعتري المستثمرين والمستوردين سيرفع أسعار القمح العالمية وقد بدأت بالارتفاع فعلياً اليوم بنسبة 4 بالمئة، كما ان بعض المستثمرين بدأوا مغادرة أوكرانيا.
يشير الدكتور الأنسي إلى أنه تم إحداث غرفة عمليات غربية أمريكية لإيجاد بدائل للقمح الأوكراني وللغاز الروسي.