لأوّل مرّة كشف الرئيس الأوكراني الروسي فولوديمير زيلنسكي عن عدد قتلى الجيش الأوكراني معلناً أنّ نحو ألفٍ وثلاثِ مئةِ جنديٍ أوكراني قُتلوا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال في المقابل إنّ الجيش الروسي خسرَ نحوَ إثني عشر ألفَ جندي فيما كان الجيش الروسي أعلن في الثاني مارس مقتل نحو خمس مئةِ جندي ومذاك لم يتم تحديث تلك الحصيلة.
عدد الأوكرانيين الفارين إلى خارج أوكرانيا يفوق المليونين لاجئ توجهوا إلى بولندا بالدرجة الأولى ودول أوروبية أخرى
حتّى ليس هناك ما يوحي بأنّ المحادثات بين روسيا وأوكرانيا ستُسفرُ عن حلٍّ تفاوضي بينهما فيما الكلمة الأولى حتى الآن للميدان حيث يركز الجيش الروسي على كييف وشرق أوكرانيا وفق ما يقول الجيش الأوكراني فيما يفرض الغرب عقوبات تجارية شديدة على روسيا ردّاً على الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفي خضم كل ذلك الأوكرانيين يتركون الأماكن الساخنة باتجاه الحدود البولندية وسط دعوات لالتزام بفتح الممرات الإنسانية لتوفير الخروج الآمن للمدنيين، الذين خرج الآلاف من الأوكرانيين من أوكرانيا باتجاه الحدود البولندية، ومنها إلى دول أوروبية مختلفة.
المراسل الصحافي رامز القاضي، الذي واكب اللاجئين الأوكرانيين على الحدود البولندية الأوكرانية، تحدّث لـ “أخبار الآن” عن المعاناة التي يعيشها الأوكرانيون خلال رحلة اللجوء الصعبة، مشيراً إلى أن اللاجئين يصلون إلى الحدود وعلامات الصدمة والخيبة بادية على وجوههم. وقال إن بعض الذين تحدّث إليهم قالوا له إنّهم لا يريدون العودة إلى أوكرانيا بسبب التوترات الدائمة في البلاد نظراً لحجم اليأس والشعور بفقدان الوطن.
وعن التمييز في استقبال اللاجئين، والذي تحدّث عنه الإعلام، قال القاضي إنّ بولندا في البداية كانت تمارس ذلك النوع من التمييز بين اللاجئين لكنّها سرعان ما عدّلت في كيفية تعاطيها مع الأزمة بعد خروج الموضوع إلى العلن، لافتاً إلى اختلاف ملحوظ في أسلوب التعامل مع كل اللاجئين.
يعتقد الكثير من المراقبين أنّ الدول الأوروبية ستعاني من صعوبات وأزمات في ما يتعلق بتنظيم التواجد وإدارة شؤون اللاجئين مستقبلًا، خصوصاً أنّ أوروبا تعاني منذ سنوات من تدفقات الهجرة التي زادت إلى حد غير مسبوق منذ العام 2011. ويعتبر المراقبون أنّ الدول الأوروبية كانت مضطرة في اتخاذ إجراءات سريعة تتعلق باللاجئين الأوكرانيين مع بداية الأزمة وتفاقمها بشكل متسارع.
وعلى نحو متصل حذّرت الأمم المتحدة أيضاً من أزمة النازحين داخل أوكرانيا، ولم يغادروا الحدود، حيث قدّرت فرار 160 ألف شخص على الأقل من الحرب في أوكرانيا ونزوحهم داخل بلادهم. ويعتقد الاتحاد الأوروبي أن هذا الرقم قد يرتفع إلى 7 ملايين وأن 18 مليون أوكراني سيتأثرون بالحرب.
“تغيّر جوهري في نهج موسكو خلال المفاوضات”.. وسقوط 1300 جندي أوكراني
الأوكراني الروسي فولوديمير زيلنسكي
من جانبه، أكد زيلينسكي في مؤتمر صحافي بثته الرئاسة الأوكرانية عبر تطبيق تلغرام، أن روسيا تبنّت “نهجا مختلفا بشكل جوهري” عن توجّهاتها السابقة خلال المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب.
وردّاً على سؤال حول تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة التي تحدّث فيها عن “أوجه تقدم” في المحادثات الروسية الأوكرانية، قال الرئيس الأوكراني إنه “سعيد بتلقي إشارة من روسيا”. وأضاف أنّه خلال النقاشات الأخيرة “بدأنا الحديث” ولم تعد موسكو “تصدر الإنذارات فقط”، الأمر الذي يشكل “نهجاً مختلفاً بشكل جوهري”.
“روسيا لا تحترم الممر الإنساني”
إلى ذلك تتهم وزارة الدفاع الأوكرانية روسيا بعدم احترام الممر الإنساني في ماريوبول الذي يفترض أن يسمح بإجلاء نحو 300 ألف مدني محاصرين في المدينة الساحلية الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أنّ روسيا أعلنت فتح ممرات إنسانية من أجل السماح لآلاف المدنيين بالفرار من خمس مدن رئيسية تتعرض للقصف هي العاصمة كييف وسومي وماريوبول وخاركيف، ثاني أكبر مدن البلد، وتشيرنيغيف، وذلك بعد عدد من المحاولات الفاشلة، غير أنّ معظم هذه الممرات توصل إلى روسيا وبيلاروس المجاورة، حليفة موسكو، وهو ما رفضته كييف.