“فيلق القدس” لن يشطب عن اللائحة السوداء “للمنظمات الإرهابية”
- ديفيد إغناتيوس: إسرائيل ودول الخليج ترى أن قضية الحرس الثوري اختبار لمصداقية إدارة بايدن والتزامها في الشرق الأوسط
- ستكشف الأيام القادمة إذا ما كانت إيران تتفاوض بنية حسنة
- إدارة ترامب أدرجت الحرس الثوري على قوائم الإرهاب في 2019
“فيلق القدس” لن يشطب عن اللائحة السوداء “للمنظمات الإرهابية”، تأكيد أمريكي جاء على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية، في أعقاب تصريحات الجنرال مارك ميلي رئيس أركان الجيش الأمريكي، الذي قال إنه “يعتقد أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، ولا أؤيد شطبه من قائمة المنظمات الإرهابية”.
جالينا بورتر المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكي، قالت إن “الرئيس يتشارك الرأي مع رئيس الأركان بشأن أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري، إرهابي”.
إذا أردت مشاهدة التفاصيل بالفيديو:
إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب أدرجت الحرس الثوري على هذه القائمة السوداء عام 2019، في حين أن الرئيس بايدن أبدى رغبته في العودة الى الاتفاق المبرم بين إيران والقوى الكبرى في 2015، وشرطه عودة طهران للامتثال لكامل التزاماتها التي تراجعت عنها في أعقاب انسحاب واشنطن.
المفاوضات الجارية حاليا مع إيران بشأن العودة إلى الاتفاق تتعثر خصوصًا بسبب هذه المسألة، فالسلطات الإيرانية تطالب بشطب الحرس الثوري عن اللائحة السوداء.
في ظل هذا، هناك حديث عن حل وسط وهو يتمثل بشطب الحرس الثوري عن اللائحة السوداء وإبقاء فليق القدس مدرجًا عليها.
ولكن تنبه جالينا بورتر المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكي، إلى أن “من أصل 107 إدراجات مرتبطة بإيران على اللائحة السوداء قررتها إدارة بايدن، هناك 86 منها تستهدف بشكل محدد أشخاصًا مرتبطين بالحرس أو بجماعات تابعة له”.
وفي هذا السياق، خبراء عديدون يرون إمكانية لشطب الحرس الثوري عن اللائحة السوداء، لأن قادة الحرس سيبقون على أي حال يرزحون تحت وطأة عقوبات أخرى.
الصحافي الأمريكي المطلع على هذه التطورات، ديفيد إغناتيوس من واشنطن بوست، قال إن “الرئيس بايدن ينظر إلى مسألة الحرس الثوري الإيراني على أنها منفصلة عن المحادثات النووية، على الرغم من إصرار إيران على أن هناك صلة بينهما”.
وأضاف أن “بايدن والمسؤولين الأمريكيين الآخرين يصرون على اعتقادهم أن أنشطة الحرس الثوري الإيراني، ومن خلال وكلاء الحرس أيضا، تؤثر بشكل مباشر على سلامة الأفراد الأمريكيين وشركائهم في المنطقة”.
وذكر إغناتيوس في هذا الشأن، الهجوم الصاروخي الذي استهداف، فجر الخميس، قاعدة للتحالف الدولي المناهض للإرهاب في شرق سوريا، تُعرف باسم القرية الخضراء وتستخدمها القوات الأمريكية هناك، ويشتبه ان إيران لها علاقة بهذا الهجوم.
استهداف القوات الأمريكية في القرية الخضراء في شرق سوريا
وفي وقت لاحق، أعلنت القيادة المركزية للجيش الأمريكي أنّ أربعة عسكريين أمريكيين أصيبوا بالهجوم الذي استهدف القاعدة الواقعة في منطقة دير الزور في شمال شرق سوريا.
وسبق لهذه القاعدة أن استُهدفت في يناير بصواريخ في هجوم لم يسفر عن سقوط جرحى ونُسب إلى جماعات مسلّحة.
قضية الحرس الثوري الإيراني لا يمكن أن تكون مجرد ورقة مساومة
ديفيد إغناتيوس صحافي أمريكي من واشنطن بوست
“لكن قضية الحرس الثوري الإيراني لا يمكن أن تكون مجرد ورقة مساومة. إذا كانت إيران جادة في كبح أعمال العنف والترهيب التي يرتكبها الحرس الثوري في جميع أنحاء المنطقة ، فعليها أن تقول ذلك بوضوح وبشكل قاطع – وليس بصفتها صفقة جانبية لاتفاق نووي”، يقول الصحافي ديفيد إغناتيوس.
ويشير إغانتيوس، إلى أن “قضية تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمجموعة إرهابية يتم مراقبتها عن كثب من قبل إسرائيل ودول الخليج العربي، إنهم يرون أنه اختبار لمصداقية إدارة بايدن والتزامها في الشرق الأوسط”.
هذه التطورات قد تأثر بشكل كبير على الجولة الأخيرة من المفاوضات النووية، الجانب الإيراني يطرح قضايا لا علاقة لها بالاتفاق النووي، فطهران تطالب وسط دعم موسكو بشطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأمريكية.
إذا استمرت طهران بهذا النهج، فنحن أمام ثلاث نقاط رئيسية:
- سيؤدي فشل طهران في الالتزام بالتزاماتها بموجب الاتفاق، إلى خسارة كبيرة للفرص الاقتصادية بالنسبة لإيران.
- يكشف النهج الذي تتبعه إيران في هذه المفاوضات، وأنها لا تريد الحد من تدخلها الإقليمي وضررها – إذا لم تكن تتفاوض بنية حسنة.
- يظل دعم طهران المستمر للإرهاب عقبة رئيسية أمام عودة إيران إلى الساحة الدولية كدولة طبيعية. طالما استمرت على هذا النهج، وسيكون من المستحيل التعامل مع إيران على محمل الجد.