حصار ماراوي.. حين حاول داعش إنشاء عاصمته في شرق آسا
أحيت القوات المسلحة الفلبينية، الذكرى الخامسة لحصار مدينة ماراوي Siege of Marawi، الذي بدأ في الـ23 من مايو/ آيار 2017، ونفذته مجموعات جهادية مرتبطة بتنظيم داعش، وجاء إحياء الذكرى بينما تحاول تلك المجموعات إعادة تنظيم صفوفها والعودة للمشهد من جديد، فحينما انطلقت الانتخابات الرئاسية في الفلبين، شنت المجموعات الجهادية المحلية المحسوبة على داعش (داعش في شرق آسيا)، هجمات إرهابية ضد القوات الحكومية، محاولةً تعطيل العملية الانتخابية، وبمجرد الإعلان عن فوز فرديناند “بونغ بونغ” ماركوس جونيور، نجل الديكتاتور الراحل فرديناند ماركوس، بمنصب الرئيس، أكد مقاتلو داعش في شرق آسيا، في بيانات لهم، أنه سيواصلون قتالهم ضد الإدارة المنتخبة في الفلبين.
وتسود، في الوقت الحالي، مخاوف من استغلال المجموعات الجهادية المحلية المرتبطة بداعش في شرق آسيا، للأوضاع والاحتجاجات على انتخاب الرئيس الفلبيني الجديد والشهير بـ”بونغ بونغ“، في تكثيف الهجمات الإرهابية، ويعزز من تلك المخاوف ضعف الضبط الأمني وفوضى انتشار السلاح في شرق آسيا، وهو السلاح الذي يُساهم في استمرار التمرد الجهادي في المنطقة، حتى بعد الهزائم المتكررة التي تلقها المسلحون، طوال السنوات الماضية.
ولا يعد انتشار الأسلحة وحيازتها من قبل مجموعات غير حكومية، أمرًا مستغربًا في العديد من مناطق شرق آسيا، بيد أن تتبع السلاح الذي تمتلكه المجموعات الجهادية المرتبطة بداعش في شرق آسيا يكشف العديد من الكواليس والأسرار التنظيمية وغيرها، وهو الأمر الذي تحاول القصة الحالية تسليط الضوء عليه:
داخل إحدى المخابئ الواقعة في مدينة ماراوي، عاصمة إقليم “لاناو ديل سور “، في جزيرة مينداناو بالفلبين، اشتبكت قوات الجيش، منتصف أكتوبر/ تشرين الأول 2017، مع مجموعة مسلحة يقودها أبو عبد الله الفلبيني (إسنيلون توتوني هابيلون Isnilon Totoni Hapilon) ، ورفيقه عمر ماوتي (Omar Maute)، أمير جماعة “دولة لاناو الإسلامية” المعروفة أيضًا بـ “جماعة ماوتي” وبعد تبادل عنيف لإطلاق النار، قُتل القياديين الجهاديين.
لاحقًا، أعلنت قيادات عسكرية فلبينية أن “هابيلون” و”ماوتي”، الذين احتجزا نحو 20 رهينة قبيل مقتلهما، كانا يستخدمان بنادق هجومية متطورة في مواجهة القوات العسكرية، موضحًة أن الأول استخدم بندقية “ريمنغتون أر- 4” (Remington R4) المصنعة من قبل “شركة ريمنغتون آرمز ” الأمريكية، بينما استخدم الأخير بندقية “إم- 4 القصيرة” (M4 carbine)، التي تنتجها شركة “كولت” الأمريكية للتصنيع العسكري.
ورغم أن استخدام المجموعات المحسوبة على تنظيم داعش في شرق آسيا (تُعرف أيضًا بـ”جنود الخلافة في شرق آسيا”، وتنشط بشكل أساسي في الفلبين) للبنادق الهجومية يعد أمرًا روتينيا، إلا أن مقارنة الأسلحة التي استخدمها ” إسنيلون هابيلون” و”عمر ماوتي”، مع ترسانة الأسلحة والبنادق التي تمتلكها تلك المجموعات يكشف العديد من الأسرار المرتبطة بكواليس التسليح، وديناميات العمل التنظيمي لتلك المجموعات الجهادية.
ترسانة متنوعة من الأسلحة الصغيرة والخفيفة
وتحرص الأذرع الدعائية الرسمية لتنظيم داعش (وكالة أعماق، ومؤسسة الحياة.. إلخ)، والتي تقوم بنشر المواد الإعلامية الصادرة عن فرع التنظيم في شرق آسيا)، على أن لا يتم، عادة، إظهار كافة الأسلحة التي تمتلكها المجموعات الجهادية المحلية، خلال الإصدارات الدعائية، وذلك ضمن إجراءات أمنية مشددة يفرضها ديوان الإعلام المركزي الخاضع لقيادة داعش في العراق وسوريا، للتعمية على السلاح الذي بحوزته ومنع خصومه من التعرف على ترسانة السلاح التي يمتلكها.
وفي المقابل، يقوم المقاتلين المنتمين للمجموعات الجهادية المحلية في شرق آسيا، بمشاركة صورا وهم يحملون الأسلحة الخاصة بهم، على مواقع التواصل الاجتماعي، وتتيح تلك الصور فيض كبير من المعلومات حول ترسانة السلاح التي تمتلكها هذه المجموعات، وذلك بحسب تدقيق سابق أجراه خبير السلاح الشهير بـ”العيار الغامض” (Calibre Obscura).
ويشير التحليل الذي أجراه “Calibre Obscura” إلى أن “جنود الخلافة في شرق آسيا” (المجموعات الجهادية المحسوبة على داعش) هو الفرع الأكبر الذي يستخدم أسلحة من “عيارات الناتو” المعتمدة، (7.62x51mm and 5.56x45mm)، وهي عيارات تُستخدم في أسلحة وبنادق هجومية في دول حلف شمال الأطلسي “ناتو” وخارجها.
ويتميز فرع شرق آسيا والفرع العراقي لتنظيم داعش، باستخدام “عيارات الناتو”، ومن الواضح أن هذا الاستخدام يرجع إلى توافر الأسلحة من هذه العيارات في الفلبين وعدد من الدول المجاورة لها، وكذلك في العراق، باعتبارهم من الدول التي تستورد أسلحة أمريكية الصنع، منذ سنوات، كما يستخدم الفرع الأول، بشكل محدود، عيارات معتمدة في حلف وارسو السابق (تشمل 7.62 x 39mm، 7.62 x 54mm).
ومن الملاحظ أن المجموعات الجهادية في شرق آسيا، تعتمد بشكل أساسي على الأسلحة الصغيرة والخفيفة (تشمل الأسلحة الصغيرة: المسدسات والبنادق نصف الارتدادية والأوتوماتيكية. أما الأسلحة الخفيفة فتشمل: قاذفات القنابل، و قاذفات الصواريخ المضادة للدبابات، والصواريخ المحمولة.. إلخ)، إضافةً إلى استعمال العبوات والأحزمة الناسفة، والسيارات المفخخة التي يتم استخدامها على نطاق محدود للغاية.
وتضم ترسانة أسلحة داعش في شرق آسيا، بنادق هجومية من طراز M16A1، وهي الأكثر استخدامًا لدى المجموعات الجهادية المحلية في المنطقة، ويمتلك التنظيم طرازات متعددة منها طراز (M16A2-style)، الذي طورته إدارة التسليح التابعة لوزارة الدفاع الوطنية الفلبينية، بالإضافة إلى بندقية M14 وهي النسخة السابقة لـM16، والتي جرى إنتاجها لصالح الجيش الأمريكي في الفترة 1959: 1964، ثم وُزعت على الدول الحليفة لواشنطن، وتلقت الفلبين منها نحو 104 آلاف بندقية، ولا تزال في الخدمة حتى اليوم، وتستخدمها القوات الحكومية والمسلحين الموالين لداعش على حد سواء.
ولا يعد فرع داعش في شرق آسيا، الوحيد الذي يستخدم بنادق M16 الأمريكية، إذ سبق للفرع العراقي أن استولى على مئات البناطق من نفس الطراز، واستخدمها في القتال في العراق، وفق تحقيق سابق أجراه خبراء مركز التسلح أثناء الصراعات Car (Conflict Armament Research)، بناءً على أدلة جمعوها من ساحات المعارك في العراق.
ويستخدم المسلحون في شرق آسيا أيضًا، بنادق M4-type carbines أمريكية الصنع، والتي تُنتج من أكثر من جهة في مقدمتها شركة “كولت”، وشركة “ريمنغتون” الأمريكيتين، لكن النموذج الأكثر شيوعًا من هذه البنادق هو بندقية Remington R4A3، والتي تم تصديرها إلى الحكومة الفلبينية بموجب عقد مع الولايات المتحدة لتوريد 40 ألف بندقية، عام 2013، وهي نفس البندقية التي عُثر عليها بحوزة أبو عبد الله الفلبيني (إسنيلون هابيلون ” Isnilon Hapilon”) بعد مقتله، بجانب بندقية القنص الشهيرة “ M24 SWS“ المصنعة من قبل “ريمنغتون”، وطرازات متنوعة من رشاش ” 60″ المعروف بـ”المتعدد”، وكذلك رشاش “M2” الثقيل (معروف أيضًا بـ” Browning .50 cal “) والذي يُستخدم كمضاد للطائرات والدروع الخفيفة، في آن واحد، وسبق لداعش أن استعمله في معركة ماراوي، وكذلك رشاش” M1919″ المنتمي لحقبة الحرب العالمية الثانية، والذي يتم استعماله حتى الآن من قبل الجهاديين في الفلبين.
وبدرجة أقل يستخدم فرع داعش في شرق آسيا إصدارات متنوعة من بندقية “جليل” الإسرائيلية، التي تصنعها شركة صناعات السلاح الإسرائيلية (Israel Weapon Industries “IWI”) إحدى شركات مجموعة “SK Group” الإسرائيلية”، منها (جليل أي أر “Galil ARM”)، وهي الأكثر استخدامًا لدى الجهاديين، و(جليل إس أي أر “ Galil SAR”)، علاوة على بندقية (جليل أي سي إي 21 “1Galil ACE 2“)، وهي نسخة متطورة من بندقية الجليل تصدرها مجموعة ” SK Group” إلى الحكومة الفلبينية، في عام 2020، وبندقية (تافور”TAVOR “) الإسرائيلية المصنعة من قبل ” Israel Weapon Industries”.
وطورت إسرائيل بندقية “جليل” على أساس نموذج من الكلاشنكوف الروسي “AK”، والذي يمتلك داعش في شرق آسيا نماذج منه، أبرزها رشاش “AKM”، والذي يتم استخدامه على نطاق محدود، إلى جانب بنادق متطورة أخرى نمساوية الصنع من طرازي (شتاير أي يو جي أي 1 ” Steyr AUG A1″)، و(إف إن كال “ FN CAL”) المصنعتين من قبل شركة (شتاير “Steyr” ) النمساوية الشهيرة.
وسبق لمسؤولين فلبينيين أن اشتروا، بشكل شخصي، عشرات من بنادق الجليل الإسرائيلية، منذ ثمانينيات القرن الماضي، وذلك قبل أن تبرم وزارة الدفاع الإسرائيلية صفقة مع الحكومة الفلبينية، تراوحت قيمتها بين 15: 17 مليون دولار، لتزويدها بـ4.357 بندقية من طراز (جليل أي سي إي 21 “Galil ACE 21”)، في 2020.
وإضافة إلى القائمة السابقة من الأسلحة، يزود داعش، البنادق الهجومية لاسيما الأمريكية (وبالأخص بنادق M16) والإسرائيلية (وخصوصًا بندقية تافور) الصنع، بقواذف قنابل يدوية من طراز (M203 40x46mm)، والتي جرى استخدامها في شرق آسيا، منذ الحرب الأمريكية الفيتنامية (1955: 1975)، وكذلك يستخدم قناصة التنظيم مناظير / تلسكوبات متوسطة المدى ويشيع في أوساط التنظيم استخدام مناظير “ CYMA/Matrix Airsoft scope“، ومناظير “CQ” صينية الصنع، والتي تستخدمها قوات مكافحة الإرهاب الصينية.
ويلجأ مقاتلو داعش في شرق آسيا لاستعمال قواذف القنابل بصورة مكثفة لإيقاع أكبر خسائر في صفوف القوات المحاربة لهم، لكن من المثير للاهتمام أن هؤلاء المقاتلين استخدموا في مناسبات عديدة القنابل المخصصة للقواذف بصورة يدوية، وهو ما يلمح إلى أن احتمالين أحدهما أن التنظيم يلجأ إلى استعمال القواذف بصورة دعائية استعراضية، دون أن تكون جميعها صالحة للعمل، والآخر أن عدد الأفراد المدربين على استخدامها قليل.
كيف وصلت الأسلحة لـ”داعش في شرق آسيا”؟
وتكشف نوعية الأسلحة التي بحوزة المجموعات المحسوبة على داعش في شرق آسيا تفاصيل هامة عن طرق وصول السلاح إلى التنظيمات الجهادية في المنطقة، والطرق غير الشرعية التي يتم استخدامها للحصول على هذا السلاح.
ويشيع في أوساط مجموعات داعش في شرق آسيا استعمال بنادق M16 بطرازتها المختلفة، ولعل ذلك يرجع إلى توافرها بكثرة في شرق آسيا، وخصوصًا الفلبين التي تلقت عشرات الآلاف منها، عبر الولايات المتحدة الأمريكية، ضمن برنامج المساعدات العسكرية للحلفاء.
ووصلت تلك البنادق إلى “داعش”، عبر طرق ملتوية تشمل الفساد، والتهريب من داخل الفلبين، والدول المجاورة لها، فضلًا عن تمكن المجموعات الموالية للتنظيم من الاستيلاء على أسلحة وذخائر متنوعة، خلال الاشتباكات مع القوات الحكومية.
ويُلاحظ أن المجموعات الجهادية المحلية، تستعمل تقريبًا نفس البنادق الموجودة بحوزة القوات الحكومية، كبنادق M16، التي تستخدمها قوات الجيش الفلبيني، وبنادق M14، التي تستخدمها قوات البحرية، بجانب بندقية “Galil ACE 21” التي تستخدمها قوات الشرطة الفلبينية.
ويلمح خبير السلاح الشهير بـ”العيار الغامض” (Calibre Obscura) إلى أن هناك شبهة فساد تحوم حول وصول البنادق السابقة لأيدي الجهاديين في شرق آسيا، لافتًا إلى أن الفساد ليس الطريق الوحيد الذي وصلت به هذه الأسلحة إلى الجهاديين، لأنهم استولوا على أسلحة وذخائر، مرات عدة، بعد اشتباكات مع القوات الحكومية.
وتُظهر صور البنادق التي بحوزة داعش في شرق آسيا، أن عددًا منها جرى تعديل أجزاء منها على نطاق محدود، وتزويدها بأيدي معدنية ثابتة وقابلة للطي، بواسطة ورش محلية.
ووفقًا للمعلومات المتاحة فإن التنظيم/ المجموعات الجهادية المحلية، يمتلك ورش لصيانة وتعديل السلاح، وقامت تلك الورش بإجراء صيانة وتعديلات على الأسلحة وقواذف القنابل اليدوية التي بحوزة الجهاديين، بيد أن كفاءة تلك الورش تبقى محدودة.
وتنتشر ورش التصنيع المحلي للسلاح في مناطق عدة في الفلبين (شرق آسيا)، وتعتبر مدينة داناو (Danao City) (تابعة لجزيرة سيبو- وسط الفلبين، وتبعد نحو 316 كم فقط عن جزيرة مينداناو الفلبينية أحد البؤر الرئيسية لنشاط داعش)، أحد أكبر الأماكن التي تنتشر فيها ورش تصنيع السلاح، الذي يتم تهريبه ليصل في النهاية إلى عصابات الجريمة المنظمة، والجهاديين أيضًا، في كل أنحاء شرق آسيا.
وبجانب التهريب من داخل الفلبين، ينخرط الجهاديون في عمليات تهريب واسعة النطاق ومتعددة الوجهات خاصةً في عبر طرق بحري “سولو“، و”سيليبس“، (تقع جزيرة مينداناو الفلبينية في منتصف طرق التهريب البحرية في البحرين المذكورين)، ويتم تهريب السلاح من وإلى الفلبين ودول شرق آسيا كماليزيا وإندونيسيا وفيتنام وتايلاند، ومنها إلى سائر قارة آسيا، إذ جرى رصد السلاح المهرب في دول بعيدة نسبيا كاليابان وأستراليا، مما يعني أنه يُشكل تهديدًا خطيرًا للأمن في كل القارة.
ومن ناحية أخرى، يحصل جهاديو شرق آسيا على أسلحة مهربة من دول أبرزها: الصين، وروسيا، وكوريا الشمالية، وكمبوديا)، وعبر هذا الطريق حصل الفرع المحلي لداعش على البنادق الهجومية روسية الصنع من طراز الكلاشنكوف “AK”، وذلك قبل إبرام “مانيلا” اتفاقًا لاستيراد 5 آلاف قطعة كلاشنكوف من موسكو، عام 2017، كما قام المهربون بتزويد الجهاديين المحليين بأسلحة وقنابل جرى استُخدمت في هجمات في الفلبين وماليزيا وغيرها.
وتعد منطقة شرق آسيا مفترق طرق لعمليات التهريب العابر للحدود الوطنية (وخاصةً تهريب السلاح)، لا سيما مع وجود مخزون ضخم من الأسلحة الصغيرة والخفيفة غير المسلح، ويُقدر مشروع مسح الأسلحة الصغيرة أن عدد تلك الأسلحة في الفلبين وحدها يبلغ نحو 2 مليون قطعة، وفي تايلاند نحو 2.6 مليون قطعة غير مسجلة أيضًا.
وتقوم المجموعات الجهادية المحلية في الفلبين بتهريب السلاح للمجموعات الجهادية الأخرى في شرق آسيا كجماعة “مجاهدي شرق إندونيسيا” المرتبطة بداعش في إندونيسيا، ومنظمة تحرير باتاني المتحدة (Pattani United Liberation Organisation “PULO”)في تايلاند، وللجهاديين في ماليزيا، وكذلك لعصابات الجريمة المنظمة وغيرهم.
وحسب دراسة سابقة للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب بــ”لاهاي” (هولندا)، يتم استخدام عوائد تهريب السلاح في تمويل أنشطة داعش في شرق آسيا، غير أن هذا ليس مصدر التمويل الوحيد، إذ يقوم الجهاديون بتمويل أعمالهم عبر عمليات الخطف والفدية، والابتزاز ، والاتجار في المواد المخدرة، كما يحصلون على تبرعات من شبكات داعمة لهم في المنطقة، فضلًا عن تلقيهم دعم صغير ومحدود من قبل الفرع المركزي لداعش.
كما تساهم شبكات التهريب العابرة للحدود الوطنية في نقل المقاتلين الأجانب، وانتقال المقاتلين من أفرع داعش الأخرى، للانضمام لمجموعات داعش في شرق آسيا، وسبق أن شارك 3 من هؤلاء المقاتلين (مغربي، ومصريين) في عمليات انتحارية، جرى إجهاض واحدة منهم في “جولو” الواقعة في “سولو” بجزيرة ميندناو الفلبينية.
سلاح داعش.. والتفرقة بين الجنود والقادة
وعلى صعيد متصل، تكشف الصور والمعلومات التي أعلنتها أجهزة الأمن الفلبينية عن تسليح داعش، عن تمييز سلبي يتم بين قادة داعش وجنوده، في ما يتعلق بحيازة السلاح، فعلى سبيل المثال يحوز الغالبية العظمى من المقاتلين بنادق هجومية من نوع” M16″ أمريكية الصنع، ولاسيما الطرازات الأولى التي جرى إنتاجها قبل عقود، وهي طرازات تُصاب بأعطال متعددة، مع كثرة الاستخدام، وتحتاج لصيانة دورية.
وعلى الجهة الأخرى، يتسلح القادة الوسيطين بداعش في شرق آسيا، ببنادق “الجليل” (Galil) الإسرائيلية، ويتم تزويدهم بها، كنوع من الوجاهة التنظيمية، وأيضًا لكفائتها القتالية، ودقة الأنواع الحديثة منها كبنادق (جليل أي سي إي 21 ” Galil ACE 21″).
بينما يحظى قادة الصف الأول في داعش شرق آسيا، بمعاملة تفضيلية ويحصلون على البنادق الأكثر تطورًا وكفاءةً والأخف وزنًا، ويتم تزويدها بقواذف قنابل يدوية تمييزًا لهم عن سائر القادة والجنود، وهو ما يفسر وجود بندقية “ريمنغتون أر- 4” (Remington R4) المتطورة، مع زعيم التنظيم (إسنيلون هابيلون Isnilon Hapilon)، و بندقية “إم- 4 القصيرة” (M4 carbine) مع رفيقه “عمر ماوتي”، عند مقتلهما في ماراوي، قبل نحو 4 سنوات.
الخلاصة:
يستخدم داعش في شرق آسيا أسلحة متنوعة يتحصل عليها عبر طرق غير قانونية بالإضافة إلى الأسلحة الموجودة والمنتشرة في المناطق الأخرى التي يحتدم فيها الصراع، كما يستخدم داعش شرق آسيا أسلحة كوريا الشمالية.
تعدد الأسلحة التي يستخدمها تنظيم داعش وتنوعها يشير إلى الروابط بين داعش شرق آسيا والفروع الأخرى للتنظيم الأمر الذي يؤكد نشاطات داعش العابرة للحدود، كما يثير الأمر تساؤلات حول مصلحة تنظيم داعش المرتكز في العراق في فرض سلطته على أراض بعيدة مثل إفريقيا وشرق آسيا.
يستخدم داعش تهريب الأسلحة ليس فقط من أجل تسليح نفسه ولكن أيضا لتمويل عملياته الإرهابية.
يعمل تنظيم داعش بكل فروعه حول العالم بقاعدة منح الأمراء أفضل أنواع الأسلحة في حين تمنح الأسلحة الأقل قوة لعناصره العادية.