صرّح مسؤول أمني ماليزي رفيع المستوى أنه لم يُعثر على أي أثر في ولاية صباح الواقعة في جزيرة بورنيو Borneo الماليزية للفلبينيين العشرين الذين ارتبط اسمهم بالإرهاب وبعمليات الخطف والمطلوبين في ماليزيا، وذلك بعد أن صنّفت مؤخراً الحكومة الفلبينية بعضاً منهم كإرهابيين.
وكانت مديرية الأمن الخاصة بالساحل الشرقي لولاية صباح أو “إيسكوم Esscom” وهي المديرية التي تشرف على الشؤون الأمنية في ماليزيا براً وبحراً بما في ذلك بحر سولو Sulu حيث تتداخل الحدود البحرية بين ماليزيا وجنوب الفلبين قد أصدرت أحدث لائحة للمطلوبين الأمنيين في يناير/ كانون الثاني من العام الجاري.
وفيما أعادت المديرية المذكورة نشر اللائحة على صفحتها على فيسبوك في الثاني عشر من يناير/ كانون الثاني أعلنت أن “الفلبين العشرين الواردين على اللائحة مطلوبون بسبب “ارتباطهم المزعوم بجماعة أبو سياف Abu Sayyaf وجماعات أخرى متخصصة بالخطف مقابل فدية وارتكابهم جرائم أخرى عابرة للحدود.”
وفي حديثه مع “أخبار الآن”، قال قائد مديرية إيسكوم نائب مفوض الشرطة حمزة أحمد إن استخباراتهم تشير إلى عدم دخول أي من المطلوبين إلى أراضي ولاية صباح أو مياهها حتى الآن.
وأضاف إن “لائحة المطلوبين التي أصدرناها في السادس والعشرين من يناير/كانون الثاني من العام 2022 ما زالت قائمة وأن المطلوبين العشرين جميعاً ما زالوا مطلوبين من قبل المديرية. كما لم يُسجل أي نشاط لهم في ولاية صباح حتى اليوم ونحن نبقي على أرفع مستويات الحيطة والحذر.”
وقد شملت إعادة نشر إيسكوم للائحة المطلوبين الخاصة بها على صفحتها على فيسبوك بعض الصور العالية الجودة للفلبينيين العشرين وذلك بنوعية أفضل من الصور التي كانت قد نشرتها في يناير/ كانون الثاني الماضي وفي خطوة يُرجح أنها ستساعد المواطنين على التعرف على المجرمين وتحديد هويتهم.
جاءت هذه التعليقات على لسان حمزة بعد أن طُلبت منه الإجابة على أخبار صادرة مؤخراً حول أحدث التطورات المسجلة في جنوب الفليبين بعد استسلام عضوين من جماعة أبو سياف كانا يعملان بإمرة قائدين فرعيين مطلوبين على لائحة إيسكوم.
أحدهما يدعى بناجير Bennajir وهو في الرابعة والعشرين من العمر وهو عضو في جماعة أبو سياف وكان تحت قيادة حاطب هاجان سوادجان Hatib Hajan Sawadjaan ومودزيمار مندي سوادجان Mudzrimar Mundi Sawadjaan بين الأعوام 2015 و2022 بينما الآخر يدعى منيب Monib وهو في الرابعة والعشرين من عمره أيضاً وكان يأتمر من باسارون أروك Basaron Arok ورادولان ساهيرون Radullan Sahiron بين الأعوام 2019 و2022.
إن كليهما أي مودسريمار Mudsrimar الذي يُلفظ إسمه أحياناً مودزيمار Mudzrimar والمعروف أكثر باسمه المستعار “موندي Mundi“، وباسارون مذكوران على لائحة إيسكوم للمطلوبين الأمنيين. لقد استسلم بناجير ومنيب للقوى الأمنية الفلبينية إلى جانب 3 أفراد آخرين من جماعة أبو سياف.
أما الثلاثة الآخرون فهم عبد الراسي Abdurahsi ويبلغ من العمر ثمان وأربعين عاماً وعمل لصالح عبد المعين ساهيرون Abdul Moin Sahiron من العام 2001 إلى 2011، ورودي Rudy وهو في السادسة والثلاثين من العمر وعمل لصالح عبد المعين ساهيرون بين الأعوام 1999 و2008، وساتاري Sattari وهو في الثالثة والثلاثين من العمر وعمل لصالح سليب سلام الدين Salip Salamuddin بين الأعوام 2007 و2009.
اعتبر الفريق ألفريدو روزاريو جونيور Alfredo Rosario Jr وهو قائد مديرية الأمن في مينداناو Mindanao الغربية وهي تابعة للقوى المسلحة الفلبينية أن عملية الإستسلام جاءت نتيجة تضافر جهود الوحدة العسكرية مع مركز الشرطة والحكومة المحلية في باتيكول Patikul وهي منطقة واقعة في محافظة سولو في شرق الفلبين.
كما صرّح حمزة ، قائد إيسكوم، في حديثه معنا بأنه “إن صدرت معلومات جديدة حول المطلوبين من جانب إيسكوم من قبل نظرائنا الفلبينيين في معرض استجوابهم للمقاتلين الإثنين التابعين لجماعة أبو سياف واللذين استسلما مؤخراً، فأنا واثق من أنهم سيشاركونها معنا.”
مندي هو مطلوب عالي الخطورة من السلطات الفلبينية أيضاً بعد أن حُدد على أنه الرأس المدبّر للتفجيرين الانتحاريين اللذين هزّا سولو في العام 2020 وعلى أنه صانع المتفجرات التي استعملت في التفجير.
وكان إسمه قد ورد على لائحة مطلوبي إيسكوم السابقة إلا أنه قد حُذف بعد أن اعتبرت المديرية أنه كان قد قتل. إلا أن المديرية أعادت إدراج إسمه على لائحة المطلوبين الخاصة بها في يناير/ كانون الثاني بعد أن أشارت أجهزتها الإستخباراتية إلى أنه لا يزال على قيد الحياة.
كما أن عمّ موندي المدعو حاطب هاجان الذي يشير إليه مسؤول أمني رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأمريكية على أنه “الأمير الفعلي” لما يعرف بإسم تنظيم داعش في شرق آسيا كان وارداً هو أيضاً على لائحة المطلوبين السابقة الصادرة عن إيسكوم.
وصنّفه الجيش الفلبيني كذلك على أنه الرأس المدبّر للتفجيرات الإنتحارية التي هزت منطقة دولو في العام 2019 والتي راح ضحيتها 23 شخصاً بمن فيهم منفذي الإعتداء الإندونيسيين الذين كانوا قد دخلوا إلى الساحل الجنوبي للفلبين عبر ولاية صباح.
أفادت تقارير القوى الأمنية الفليبينية أنه قد توفي متأثراً بجروح أصيب بها في اشتباك في يوليو/ تموز من العام 2020 إلا أنه لم يتم العثور على جثته أبداً.
كان باسارون مطلوباً من إيسكوم لسنوات طوال وورد إسمه مطولاً على لوائح المطلوبين الأمنيين الصادرة عن الوكالات الأمنية الماليزية.
أما الفلبينيون العشرون المطلوبون من العدالة فهم:
- مجيد سعيد Ammah Patit المعروف باسم عمه بات
- مودزيمار Mudzrimar المعروف بإسم مندي سوادجان Mundi Sawadjaan
- أهادين حسين Ahadin Hussein
- إلام ساجيرين Ellam Sajirin المعروف بإسم ناصيرين Nasirin
- إسموراه جيراه Ismurah Jirah
- ساليب مورا Salip Mura
- المنجر يضاه Al Munjir Yadah
- بن تاتوه كيرينو Ben Tatoh Quirino
- باسارون أروك Basaron Arok
- موجيمار ساوادجان Mujimar Sawadjaan المعروف باسم راساد Rasad
- ماراجان Marajan المعروف بإسم ماناجان أسيري Manajan Asiri
- جول أكسان عبد الرحمن Jul Aksan Abdurajan المعروف بحاليماو Halimaw
- جول Jul المعروف بجون حسان Jun Hasan
- باراك أندوغ Barak Undog المعروف بإسم ألفين Alvin
- حمسان بكان Hamsan Pakkan المعروف بإسم بلاك كوبرا Black Cobra
- صبري مدراسول Sabri Madrasul المعروف بإسم ساليب جول Salip Jul
- حدجي واحد Hadji Wahad المعروف بطالب Talip
- تامبي Tampi المعروف بإسم بونجو Bunju
- هايبين مبين Haibin Mubin المعروف بإسم أبو كوهامبو Apo Kuhambo
- سانغباس باريسكو Sangbas Parisko
وفي الخامس عشر من يونيو/ حزيران، أقدم المجلس الفلبيني لمكافحة الإرهاب على تصنيف أربعة من الفلبينين الواردين على لائحة مطلوبي إيسكوم كإرهابيين بالإضافة إلى 6 قادة شيوعيين رفيعي المستوى.
وقد صنّف المجلس الفلبيني لمكافحة الإرهاب كلاً من باسارون وإلام ومجيد وساليب كإرهابيين وكقادة فرعيين لجماعة أبو سياف المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية Daulah Islamiyah وهو الاسم الذي يُعطى في الفلبين لتنظيم داعش في شرق آسيا.
كما ذكر المجلس المذكور الأسماء المستعارة التي يُعرف بها وهي باسارون أروك وعبد الناصر وعبد القدير وأكرم وباس وبوسينغ. أما الأسماء المستعارة الخاصة بمجيد فهي بادين بادول Padin Padul وبادينغ Pading وعمه ساه Amah Sah.
بينما ورد اسم ساليب تحت إسمه الحقيقي وهو مورا اسغالي كاياوان Mura Asgali Kayawan والمعروف بالإسمين المستعارين ساليب مورا أسغالي Salip Mura Asgali وماس Maas.
كما صنّف المجلس المذكور أيضاً كإرهابي قائد فرعي خامس من جماعة أبو سياف ومرتبط بتنظيم داعش في شرق آسيا ويدعى توكّل بيالي Tawakkal Bayali وتوكّل بيالي Tawakkal Bayali وتوكّل أبوغاو بيالي Tawakkal Abugaw Bayali وتوكّل بايالي Tawwakal Bayali المعروف أيضاً بإسم أبو توكّل Abu Tawakkal وجابر Jaber.
أعلن المجلس المذكور أيضاً أنه بحسب قرار صادر عنه في الخامس والعشرين من مايو/ أيار ستُجرى تحقيقات بشأن الأصول المالية والعقارية التي تعود للإرهابيين المشار إليهم، ويمكن تجميدها كذلك.
في الثالث عشر من يونيو/ حزيران، استسلم 12 مقاتلاً آخراً من جماعة أبو سياف للجيش الفلبيني في سولو وكان بعض منهم يأتمرون بزعيم أبو سياف رادولان ساهيرون Radullan Sahiron المتواري عن الأنظار منذ زمن طويل.
في الرابع عشر من يونيو/ حزيران، أعلن الجيش الفلبيني أن 7 مقاتلين آخرين من مجموعة “مقاتلي بانغسامورو الإسلاميين من أجل الحرية Bangsamoro Islamic Freedom Fighters (BIFF)” التابعين لفصيلي كاريالان وبونغوس قد سلّموا أنفسهم للسلطات في محافظة ماغينداناو الفلبينية.
وينضوي فصيل بونغوس Bungos الذي يتزعمه إسماعيل أبو بكر المعروف بإسم إمام بونغوس تحت لواء تنظيم داعش في شرق آسيا.
وشكّل المقاتلون السبعة الدفعة الثانية من “مقاتلي بانغسامورو الإسلاميين من أجل الحرية” الذين سلّموا نفسهم هذا الشهر. في السابع من يونيو/ حزيران، قام خمسة مقاتلون من “مقاتلي بانغسامورو الإسلاميين من أجل الحرية” أيضاً بتسليم أسلحتهم في محافظة سلطان قادرات Sultan Kudarat province.
ما دلالة أعداد المستسلمين من جماعة أبو سياف؟
ومع ذلك، فقد اعتبر أحد خبراء السياسة والأمن في جنوب شرق آسيا أن عدد المستسلمين وحده لا يعتبر مؤشر موثوق للأمن والحوكمة.
وفي حديثه مع أخبار الآن أوضح زكاري أبوزا Zachary Abuza، الأستاذ في كلية الحرب الوطنية بواشنطن، أنه لا يعتقد بصحة العدد الإجمالي للمستسلمين البالغ 823 شخصا.
ويوضح الخبير سبب هذا العدد الكبير للمستسلمين بقوله: العدد يصل إلى 135 شخصا تقريبًا في السنة. وهو رقم مرتفع ولكن ليس مرتفعًا جدًا. أعتقد أن معظم المنضمين لجماعة أبو سياف يعملون فقط بدوام جزئي؛ ينضمون في هجوم عندما يكون من مصلحتهم القيام بذلك. وعندما يكون هناك عرض للخروج من الجماعة دون مخاطر أو تبعات يقومون بقبوله.
وأضاف: “لكن هل انخفض المستوى العام لنشاط الجماعات؟ هل انخفض المستوى العام للفوضى؟ أنا لا أراها. تريد القوات المسلحة الفلبينية استخدام هذه المقاييس”.
وختم أبوزا حديثه: “أنا أهتم أكثر بالأمن والحوكمة. ولذا فإن ما أنظر إليه يخبرني أن الأرقام المعلنة من الجيش الفلبيني لا تعني هذا القدر حقًا “.