يعتبر المهتمون بالطبيعة في الدولة شجرة الغاف واحدة من أهم الأشجار المحلية التي يتعين الحفاظ عليها واستكثارها، علماً بأن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان من أكثر الذين قدروا هذه الشجرة، وشجع على الحفاظ عليها واستكثارها من خلال إصدار توجيهاته بعدم قطع أية شجرة غاف في كل إمارات الدولة، وأمر أيضا باستزراع غابات منها، حتى وصل عددها في أبوظبي فقط إلى ما يقارب 6 ملايين شجرة، تشكل 30 % من أشجار الغابــات التي استصلحتهــا الحكومــة.
ما يميز “الغاف” أنها من الأشجار الصحراوية التي تستطيع تحمل درجات الحرارة العالية والجفاف الشديد، وارتفاع نسبة الملوحة في التربة والمياه، و تقلبات الجو والرياح، وأنها ملائمة للزراعة في التربة الرملية الخفيفة والملحية أيضاً.
وتمتاز أشجارها بسهولة تكاثرها وسرعة نموها والتكيف مع الأجواء البيئية المحيطة بها، حيث تتعمق جذورها في التربة لمسافات بعيدة، ويصل ارتفاعها إلى 12 مترا في الأماكن القاحلة، إلا أن طولها يزداد أكثر في الأماكن الأكثر خصوبة، ويحتوي معظمها على أشواك، وتعد من أكبر الأشجار البرية، فهي ليست مجرد شجرة وإنما هي ثروة متعددة الفوائد.
أحمد عبد الكريم مدير إدارة الحدائق العامة والزراعة في بلدية دبي، يشير إلى أن الغاف تعد الشجرة الوطنية حتى ولو لم يتم إعلان ذلك بشكل رسمي، لكنها نبتت في أرجاء الدولة قبل 80 إلى 90 عاما، من دون الحاجة إلى تدخل الإنسان وبذل مجهود معها، وهي إحدى النباتات المحلية الأصيلة، لافتا إلى أن بلدية دبي أصدرت تعميما للجمهور تطالبه بالحفاظ على هذه الشجرة وعدم إتلافها بأي شكل من الأشكال، والإبلاغ عن أي ممارسات من شأنها الإضرار بهذه الشجرة.
وأوضح عبدالكريم أن غرامة إتلاف هذه الشجرة أو قطعها تتراوح بين 500 إلى 1000 درهم، ثم يتم احتساب عمر الشجرة وقيمتها وقد تصل الغرامة بعد ذلك إلى 50 ألف درهم، مؤكدا أن هذا يتساوى مع حجم الضرر لشجرة يزيد عمرها على 60 عاما وتحاول الدولة الحفاظ عليها بكل إمكاناتها.
الأهم من ذلك ، ان عبدالكريم أشار إلى ان قطع الشجرة عن طريق الخطأ كحادث سير مثلا لا يعفي المتسبب من الغرامة، مؤكدا في الوقت ذاته ان البلدية فرضت على كافة ملاك الأراضي والمقاولين الراغبين في بناء بيوتهم أو مشاريعهم، ما اذا كانت تضم اشجار غاف، ضرورة عدم المساس بها قبل إخبار البلدية، لتوجيههم للطريقة الصحيحة لنقلها وإعادة زراعتها في مكان آخر وإلا تعرضوا للمخالفة.
حيث إن أكثر من 80 ألف شجرة غاف تم نقلها من أماكنها بعناية إلى أماكن أخرى، يذكر منها غابة مشرف ضمن حديقة مشرف.
البيان