من بين العديد من أنواع السمندل، فالغالبية العظمى منها بأحجام صغيرة. بإستثناء نوعين من السمندل يتميزان بكبر حجمهما، و يعد سمندل اليابان العملاق La Salamandre Géante du Japon واحد من أكبر أنواع فصيلة البرمائيات الحية. و يعرف النوع الآخر بالسمندل العملاق الصيني La Salamandre Géante de Chine و علميا تحت إسم : Andrias Davidianus، و هو صاحب الرقم القياسي من حيث الطول، بحيث يمكن أن يصل طوله لمترين.
و يوحي السمندل العملاق الياباني برأسه الكبير و طيات اللحم الجانبية، بأنه وحش من الوحوش التي إنقرضت من على وجه الأرض. و يعرف السمندل العملاق الياباني تحت إسم : Andrias japonicus.
بطاقة تعريف السمندل العملاق الياباني :
لا يمتلك السمندل العملاق الياباني أجفانا، و يغطي بشرة جلده الناعمة مجموعة من البثور على مستوى الرأس و الرقبة. و يميل هذا السمندل إلى حياة العزلة، و يفضل العيش في الأنهار ذات المياه الجارية و الغنية بالأوكسجين. و يقضي السمندل العملاق الياباني معظم وقته في قعر الأنهار، و لا يصعد إلى السطح إلا للتنفس، و يتنفس هذا السمندل العملاق جزئيا عبر جلده، بحيث تعمل مسام جلده على إمتصاص الأوكسجين و طرح ثاني أوكسيد الكاربون، و تمكنه هذه الخاصية إضافة إلى بطأ عملية الأيض، إلى البقاء طويلا تحت المياه.
و قد يصل طول سمندل اليابان العملاق إلى متر و 75 سنتيمترا، في حين قد يصل وزنه إلى أكثر من ثلاثون كيلوغراما. و للسمندل العملاق الياباني فما يبعث على الدهشة، بحيث يصل طوله إلى مترين و نصف من الإتساع. ( ترجمة مسألة قياس إتساع فم السمندل العملاق الياباني كما وردت في نصها الأصلي، مع أن لي تحفظا عليها بما أن أقصى طول لهذا الحيوان هو متر و سبعون، فما فهمت ما عنى القوم بطول إتساع فمه الذي يصل إلى مترين و نصف، فإن كان الأمر كذلك وجب أن يكون رأس السمندل العملاق الياباني أكبر من مترين و نصف و أظن أن هذا ربما كان مستحيلا، أو أنهم عنو بأنه يفرد فمه حتى المترين، و هذا مستبعد لأنه أصلا لا يخضع للمنطق و أصلا درجة فرد الفم تقاس بالدرجة، و ربما عنوا بذلك عمق الفم من الداخل و هذا مستبعد لأن أقصى طول له هو متر و 75 سنتيمترا… و ربما قد وقع كاتب الموضوع في خطأ عن سهو… و الله أعلم… ).
و يفوق متوسط عيش السمندل العملاق الياباني الثلاثين سنة، و لكنه يمكن و نظريا أن يعيش لمدة ثمانين سنة.
و بسبب الزحف العمراني و إرتفاع الكثافة السكانية و صيد هذا الحيوان لأجل لحمه الذي يستهلك في صفوف الأهالي باليابان، فسمندل اليابان مهدد و بشكل كبير لخطر الإنقراض.
و يحتكر السمندل العملاق الصيني الرقم القياسي من حيث الحجم، و يتم إعتباره أحيانا كنوع فرعي تابع للسمندل العملاق الياباني، و لا يختلف عن هذا الأخير إلا في كبر حجمه، و في توزيع و إنتشار البثور فوق رقبته، و هي موزعة على شكل صفوف
التكاثر عند السمندل العملاق :
تضع الأنثى بقرب الذكر مجموعة كبيرة من البيوض، يتراوج عددها ما بين 500 إلى ألف بيضة، موزعة على شكل سليلتين جيلاتينيتين طويلتين. ثم يقوم الذكر بطرد الأنثى لأن من عاداتها السيئة إلتهام ذريتها من البيوض، ثم يقوم الذكر بإفراز حيوناته المنوية التي تقوم بهز الماء المحيط بالبيوض لتخصيب البويضات بشكل غير مباشر. ثم يقوم بواسطة أطرافه بلمها في كرة من الحبال، و يحرص على حمايتها إلى حين موعد تفقيسها بعد ستة أسابيع.
و يبلغ طول الصغار عند التفقيس سنتيمترين و نصف، و لن تتحول إلى حيوانات سمندل إلا بعد بلوغها 3 سنوات. و تملك الشراغيف عند ولادتها خياشم خارجية، و تقوم هذه الخياشم بالضمور شيئا فشيئا مع نمو الحيوان لتترك مكانها للرئتين.
و في الواقع فالتحول و التطور عند السمندل غير مكتمل، و جميع حيوانات السمندل لا تتم نموها النهائي بشكل كامل.
أرشيف: عالم البراري