دبي ، الامارات العربية المتحدة ، 10 سبتمبر  ، متفرقات ، أخبار الآن- حين تعرضت السيدة هاريت جارو الى نوبة قلبية أحدثت تلفًا في خلايا القلب ما كانت لتكون من النساء المحظوظات بإستعادة فرصة العيش مجددًا وممارسة حياتها الطبيعية من جري ولهو وركض لولا العصا السحرية للخلايا الجذعية.
 
أحدثت الخلايا الجذعية ثورة في عالم الطب على مدى سنوات من البحث والتطبيق، وفيما إذا أردنا الحديث عن مدى استفادة مرضى القلب من الخلايا الجذعية في تحقيق علاجات ملفتة حمت الكثيرين من الموت المحتمل، فإن الطب استطاع في هذا المجال تكوين قلب طبيعي حي من الخلايا الجذعية البشرية. وتعد أمراض القلب من أكثر الأمراض المسببة للوفيات في العالم. وهي تستحوذ على 30 في المئة من إجمالي عدد الوفيات. وهو ما دفع الطب الى تكثيف أبحاثه ودراساته العلمية للحد من انتشار المرض والوقاية منه في آن.
 
وسجلت الأبحاث الخاصة بالخلايا الجذعية لأمراض القلب إنجازات في دول غربية عدة أبرزها ألمانيا التي قام أطباء فيها بزراعة الخلايا الجذعية لعلاج المناطق المتضررة في القلب جراء الإصابة بنوبة قلبية.
واكتشف الأطباء طريقة جراحية جديدة تساعد على تحسين أداء القلب المصاب بنوبة قلبية. ويتم ذلك من خلال معالجة الخلايا التالفة بالقلب. فبعد النوبة القلبية غالبًا ما يلتف نسيج خامل حول المناطق المتضررة، مما يعيق عمل الخلايا العضلية بهذه المنطقة من القلب. وتعتمد طريقة العلاج على زرع خلايا جذعية بالمنطقة المتضررة لتقوم بدورها باستبدال الأنسجة الميتة، مما يساعد على تحسين ضخ القلب للدم.
 
وتنتهي 20% من النوبات القلبية بالوفاة، وفق الإحصاءات، ومع أن أعراضها تختلف من شخص لآخر، فإنها عادة تشمل الشعور بألم شديد ومفاجئ بالصدر أو أعلى البطن، أو حدوث ضيق بالتنفس.
ويقوم الأطباء بالحصول على الخلايا الجذعية باستئصالها من النخاع العظمي من حوض المريض، لتتم بعد ذلك معالجتها وفصلها عن مكونات الدم الأخرى. ويشير الباحثون في هذا الصدد إلى أن طريقة العلاج بزراعة الخلايا الجذعية لا تناسب سوى المرضى الذين أصيبوا باعتلال شديد بعضلة القلب إثر إصابتهم بأزمة قلبية، وتحديدًا من يكون قصورهم القلبي بوظيفة البطين الأيسر. أما الذين يستعيدون نشاطهم جيدًا بعد إصابتهم بنوبة قلبية فلا يستفيدون من العلاج بزراعة الخلايا الجذعية.
 
وفي أميركا سجل علماء خطوة لافتة في جامعة بيتسبرغ في ولاية بنسلفانيا بعد ان نجحوا في تكوين قلب طبيعي حي من خلايا جذعية بشرية. وتمكنوا من إعادة النبض إلى قلب فأر عبر خلايا جذعية جرى استخلاصها من خلايا ليفية تم الحصول عليها من جلد بشري. وعمد العلماء إلى معالجة هذه الخلايا الجذعية في بيئة خاصة لمحاكاة الظروف الطبيعية التي تنمو بها الخلايا المتطورة للقلب وأوعيته الدموية والتي تصنف إلى ثلاثة أنواع ينمو منها القلب الطبيعي.
 
القلب يشفي نفسه بنفسه
 
أما الخطوة الأحدث في مجال الخلايا الجذعية سجلها علماء كنديون مؤخرًا منحت القلب فرصة شفاء نفسه بنفسه. وحظيت المريضة هاريت جارو (68 عاماً) بفرصة الخضوع للعلاج الأحدث في مجال أمراض القلب بعد أن فشلت علاجات كلاسيكية عدة، كالقسطرة البالونية، من تأمين الشفاء التام من نوبة قلبية تعرضت لها في حزيران (يونيو) الماضي. وتعرض قلب جارو الى ندوب في الخلايا كان سيعرضه للفشل والوفاة في أي لحظة.
 
يعتمد العلاج على استخلاص خلايا جذعية من خلايا المريض نفسه بعد علاجه من النوبة القلبية، ويتم تعزيز هذه الخلايا بواسطة نسخ من الجينات، ثم إرجاع الخلايا المعززة إلى المريض عن طريق الحقن في الوريد. ويستغرق العلاج حوالي 6 أيام، ثم تبدأ الخلايا في تحفيز إصلاح القلب وخفض الندوب واستعادة قدرته على ضخ الدم بكفاءة.
 
ويخطط العلماء لعلاج 100 مريض خلال العامين المقبلين بحيث يتم علاجهم خلال 30 يوماً من إصابتهم بالنوبة القلبية. وسوف يتم علاج 25 مريضاً خلال العام الأول من تطبيق التقنية في كل من مستشفى سان مايكل في تورنتو، ومعهد القلب في أوتاوا. وبفضل الأبحاث الحثيثة استطاعت جارو استعادة جانب مضيء من حياتها اليومية فهي بامكانها اليوم صعود السلم مشيًا على الأقدام والهرولة عند ممارسة الرياضة الصباحية إن شاءت.
 
 
تعريف الخلايا الجذعية
 
يتكون جسم الإنسان من العديد من الخلايا المهمة لصحتنا اليومية، هذه الخلايا مسؤولة عن الكثير من العمليات في اجسامنا على سبيل المثال خلايا القلب مسؤولة عن دقات القلب،خلايا الدماغ مسؤولة عن التفكير،خلايا الكلية مسؤولة عن تنظيف الدم، خلايا الجلد تقوم بإستبدال خلايا الجلد عند الحاجة. الخلايا الجذعية تتميز بقدرتها على الانقسام لتجديد نفسها وايضا الانقسام لتكوين انواع مختلفة من الخلايا على سبيل المثال الخلايا الجذعية للجلد تستطيع تكوين خلايا جذعية للجلد وايضاً خلايا متخصصة تقوم بوظيفة معينة مثل تكوين صبغة الميلانين.