دمشق، سوريا، 3 ديسمبر، (سيف الدين محمد، أخبار الآن)
لم يكن في حسبان الممثل السوري الذي اتخذ موقفا مؤيدا للثورة السورية أن يكون نصيبه التخوين والإقصاء والاستبعاد وقطع سبيل حياته بمقاطعته من قبل صنّاع الدراما والسينما في سورية.
الفنان المؤيد .. والفنان المعارض
منذ اندلاع الثورة السورية انقسم الفنانون السوريون في موقفهم بين مؤيد للنظام ومروج له وبين معارض للنظام ومؤيد للثورة. بدءا من بيان الحليب الذي برز فيه من الفنانين المعارضين جمال سليمان وجهاد عبدو ويارا صبري وأصالة ومالك جندلي وعلي فرزات وغيرهم ومن الفنانين الذين اتخذوا موقف رجال الأمن وبشكل خاص نجدة أنزور ومصطفى الخاني وسلاف فواخرجي.
لكن يبدو أن الخلاف في الرأي هنا قد أفسد للود قضية بل تعدى الأمر للاعتداء والملاحقة حتى اضطر الفنانون إلى الهروب خارج سورية. وذلك بعد أن تعرض البعض للضرب المباشر مثل سلوم حداد وجهاد عبدو وجلال الطويل وحادثة الفنان علي فرزات الشهيرة وكسر أصابعه، وللاعتقال مثل الفنان الكبير خالد تاجا وحسن دكاك، واللذين توفيا بعد خروجهما بوقت قليل.
معاقبة داعمي الثورة ..
من لم يتعرض للاعتقال والضرب والتشهير على وسائل إعلام النظام من الفنانين المعارضين، تمت محاربته في لقمة عيشه، فجاءت الدراما السورية سنة 2013 مهملة كل من له موقف معارض للنظام، وهو ما أثر بشكل واضح على هبوط الدراما السورية بعد سنوات التألق التي مرت بها.
الفنان المعارض خارج سورية ..
لا ينفصل الإبداع عن الموقف الأخلاقي، لذلك فقد وجد الفنان السوري الموهوب الكثير من الفرص أمامه للعمل وإثبات ذاته، وهو ما حصل مع الممثلين السوريين في استوديوهات مصر في وجودهم في أهم الأعمال الدرامية العربية هذه السنة، مثل جمال سليمان وكنده علوش ومكسيم خليل وباسل خياط، كما أن إبداع الموسيقار مالك جندلي تعدى العالمية بالجوائز والحفلات المؤيدة لثورة الشعب في كندا وآسيا وأوربا. وقد كان آخر تلك لفرص هو دخول الفنان جهاد عبدو إلى استوديوهات هوليوود ليقوم بدور البطولة أمام النجمة العالمية نيكول كيدمان في فيلم (ملكة الصحراء).