جوهانسبورغ, جنوب افريقيا, 6 ديسمبر، وكالات، أخبار الآن –
غيّب الموت الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا، الذي اصبح أيقونة في التاريخ الحديث لجنوب إفريقيا بنضاله ضد نظام الفصل العنصري. وأعلن رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما أن مراسم وطنية ستقام للرئيس السابق نلسون مانديلا في ملعب كرة القدم في Soweto سويتو، وسيدفن في الخامس عشر من الشهر نفسه في قريته كونو جنوب .
ولد مانديلا لزعيم قبيلة في كيب الشرقية بجنوب أفريقيا. هرب إلى جوهانسبورغ وأصبح محامياً وانضم إلى حملة المؤتمر الأفريقي ضد التمييز العنصري في شبابه عشق مانديلا الملاكمة، وكتب في سيرته الذاتية: “الملاكمة مساواة إذ لا تميز الحلبة بين شخص وآخر،
من حيث المقام أو اللون أو السن أو الثروة.” تزوج مانديلا من Winnie في عام 1958 ولكنهما لم يستمتعا بحياتهما العائلية بسبب حبسهما المتكرر. بدأت حملة عالمية ضد التمييز العنصري ورغم أنه لم تفرض أي عقوبات على جنوب أفريقيا إلا أن عددا كبيرا من المشاهير والأشخاص العاديين من كافة أنحاء العالم استمروا بالتظاهر والضغط على هذا البلد.
وأصبح وجه مانديلا رمز الحملة العالمية. قضى منديلا عقدين في السجن، ثم أفرج عنه سنة 1990. بعد الإفراج عنه، زار مانديلا عدة دول وقابل زعماء العالم كما رشح نفسه في الانتخابات الرئاسية. أجريت العديد من المفاوضات قبل أن يوافق الرئيس الجنوب الافريقي حينذاك على إجراء انتخابات. وفاز مانديلا بجائزة نوبل للسلام سنة 1993 لدوره في القضاء على التمييز العنصري. تم إجراء أول انتخابات رئاسية في عام 1994. وشاركت فيها لأول مرة أعداد كبيرة من مواطني جنوب افريقيا السود وعرفت انتخاب مانديلا كأول رئيس أسود لجنوب افريقيا.
حكم مانديلا لفترة رئاسية واحدة، قبل ان يتنحى عن منصبه سنة 1999 ليكون أحد الرؤساء الأفارقة القلائل الذين يتنحون عن مناصبهم. وترك لخليفته مهمة شبه مستحيلة في خلافته لرئاسة البلد والمؤتمر الوطني الأفريقي.
لم يكن مانديلا رجل الدولة المفضل عالميا فقط، بل كان أيضا أيقونة في عالم الازياء حيث اشتهر بارتدائه القمصان ذات الالوان الفاتحة. في الصورة: مانديلا يسأل صحفيين عن رأيهم في قميصه. بعد تنحيه عن منصبه في عام 1999، أصبح مانديلا سفير النوايا الحسنة المفضل لجنوب أفريقيا حيث قاد حملات ضد مرض الايدز وأمن لبلاده استضافة كأس العالم لكرة القدم في عام 2010.
في عام 2004، قرر مانديلا أن يقضي المزيد من الوقت مع عائلته وأصدقائه وتوقف عن الظهور .لم يعد يظهر مانديلا إلا نادرا كما فعل في حفل اختتام كأس العالم لكرة القدم سنة 2010. وكان يبدو مريضا وحزينا على حفيدته التي توفيت في بداية المنافسة العالمية. وكانت الأمم قد قررت في 2009، تسمية يوم عيد ميلاده بـ”يوم مانديلا العالمي” الذي يخصص الناس حول العالم 67 دقيقة منه لآداء عمل مفيد لمجتمهم، وترمز كل دقيقة منها لكل سنة قضاها مانديلا في الحياة السياسية.