دبي، الامارات العربية المتحدة، 29 مارس 2014، بي بي سي/وكالات، أخبار الآن –

“حادثة القرم” لم تكن المرة الأولى التي تتدخل فيها روسيا في دولة سابقة من دول الاتحاد السوفيتي بحجة حماية الإثنية الروسية. ففي 2008، اجتاحت روسيا جورجيا بالحجة ذاتها. اليوم، وبعد أن نجحت روسيا في ضم القرم، هل من الممكن أن تعاود الكرة في مكان آخر؟

بعد القرم، من التالي؟
الأصل روسي
لو نظرنا إلى الخارطة الجغرافية والسكانية لدول الاتحاد السوفيتي سابقاً، لوجدنا أن معظم هذه الدول تضم أصولاً روسية تشكل في أقصاها ربع عدد السكان كما في لاتفيا. لكن هذه النسبة لم تكن يوماً العامل الحاسم في أي إجراء عسكري أو سياسي روسي من قبيل الضمّ الفيزيائي إلى الجمهورية الروسية كما هي الحال في كازاخستان حيث الروس يشكلون أكثر من نصف السكان في المناطق الشمالية.

فماذا تعني هذه النسب؟
أوكرانيا
شرق أوكرانيا لا يزال يتظاهر ضد عزل الرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش. ويتمنى الانضمام إلى روسيا كما فعل القرميون.

مولدوفيا
أعلن إقليم ترانز دنايستر، المحاذي لحدود أوكرانيا من ناحية الشرق، استقلاله وانضمامه إلى موسكو عام 1990؛ لكنه لم يتم الإعتراف بذلك دوليًا. هذا الإقليم يضم أغلبية تتحدث الروسية فيما يتحدث المولدوفيون الرومانية.
وثمة جيوب أخرى في جنوب مولدوفيا تعرف باسم غاغاوزيا ويبلغ عدد سكانها 160 ألف نسمة تسعى أيضاً للانفصال. في فبراير 2014، أجرى سكان هذا الإقليم إستفتاء جاء لصالح الانضمام إلى السوق الروسية أو الاتحاد الجمركي الذي تقوده روسيا والذي يضم إلى الآن كلا من روسيا وبيلاروسيا و كازاخستان. الحكومة المولدوفية لم تعترف بالاستفتاء.

بعد القرم، من التالي؟
جورجيا
في 2008، خاضت روسيا حرباً قصيرة في جورجيا انتهت بانفصال منطقتين: جنوب أوسيتيا، و أبخازيا. روسيا ادعت أنها كانت تحمي الناطقين بالروسية على الرغم من أن السكان في أوسيتيا يتحدثون الأوسيتية وفي أبخازيا يتحدثون الأبخازية. إلا أن ذلك لم يمنع حصول معظم سكان المنطق على جوازات سفر روسية. كما أنهم كانوا يكرهون الحكومة الجورجية في تبليسي العاصمة. أبخازيا أعلنت الاستقلال من طرف واحد في 1999. منذ ذلك الوقت والإقليمان يقعان في منطقة رمادية من دون اعتراف دولي باستقلالهما ومن دون ضم رسمي إلى روسيا.

لاتفيا و إستونيا
يشكل الروس ثلث عدد السكان في هاتين الدولتين. وتشترط الدولتان معرفة اللاتفية والإستونية من أجل الحصول على الجنسية. لكن بعض الناطقين بالروسية يرفضون ذلك أو غير قادرين على تعلم اللغة وبالتالي الحصول على الجنسية. وهؤلاء يشكون من التمييز على أساس أن قوانين اللغة تجعل صعباً عليهم الحصول على عمل.
كازاخستان
يشكل الروس أكثر من نصف السكان في المناطق الشمالية من كازاخستان. وهذه المنطقة، مثل القرم، كانت جزءاً من روسيا نفسها وليس فقط من الاتحاد السوفييتي. لكن العلاقة قوية بين روسيا وكازاخستان التي انضمت إلى اتحاد الجمارك الروسي – بالإضافة إلى بيلاروسيا. فتبدو هذه البلد على الحياد فيما يجري على حدود روسيا الغربية مع أوكرانيا.

أرمينيا
لا يوجد روس في أرمينيا؛ لكنها مثل أوكرانيا كانت ستوقع اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي العام الماضي إلا أنها تخلت عن ذلك في سبتمبر 2013 وأعلنت أنها ستنضم بدلاً من ذلك إلى الاتحاد الجمركي بقيادة روسيا.

بيلاروسيا
بيلاروسيا تدور في فلك موسكو سياسياً. فليس ثمة ما يُقلق روسيا. واجتماعياً، وبالرغم من أن الروس يشكلون حوالي 8% إلا أن 70% من البيلاروسيين يعرفون الروسية. اقتصادياً يلاروسيا انضمت إلى الاتحاد الجمركي مع روسيا.