يعلق المواطنون في ايران امالا واسعة على نجاح المفاوضات النووية بين طهران ومجموعة الخمسة زائد واحد، متمنين التوصل الى اتفاق ينهي أزمة بلادهم الاقتصادية والاجتماعية، ويحسن مستوى معيشتهم بعد ازالة العقوبات عن بلادهم.
وفي مداخلة له مع أخبار الان قال الدكتور عامر البياتي الصحفي المتابع لشؤون الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ان لدى الشعب الايراني و بطبيعة الحال رغبة للوصول الى نتائج يمكن ان ترفع العقوبات عن بلادهم وتخفف كاهل الضغط على الاقتصاد وعلى الحياة المعيشية، ولكن هذا مرهون ايضا بالموقف الامريكي وبدعم من بريطانيا وفرنسا والمانيا في المفاوضات التي تجري منذ اكثر من عام.
وأضاف البياتي انه طالما ان الولايات المتحدة و الجميع يقولون ان اختلافات في وجهات النظر لاتزال موجودة، وأن هناك فجوة لن يستطيعوا التوصل الى ردمها، اضافة الى ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، لازالت تريد المزيد من المعلومات حول بعض المسائل من ايرانن مشيرا الى انه تم تحقيق بعض النجاحات ولم تكن هذه المحادثات بدون جدوى الا انهم لم يصلوا حتى الان الى نتائج ملموسة، وتابع البياتي قوله ان الرواية الاخيرة وما تردد في وسائل الاعلام والصحافة ان ايران يمكن ان ترسل المخزون بنسبة تسعين في المئة ليعود بنسبة ثلاثة ونصف الى خمسة في المئة من روسيا، فإن هذا المشروع قديم ورفضته ايران، وقطعا رفضت فرنسا لان روسيا تعتبر صديقة لايران بينما تعتبر فرنسا معادية بالنسبة لايران.
وبرأي البياتي فإن الحل الوحيد ان تتوصل جميع الاطراف الى نتائج، وان على ايران ان تقدم تنازلات كما ان على الولايات المتحدة والغرب تقديم تنازلات ايضا.
ويرى البياتي انه طالما هناك تطورات اقليمية ودولية وانخفاض في اسعار النفط فإن ذلك لايؤثر على ايران وحدها وانما على جميع الدول المصدرة للنفط وايران هي اكثر المتضررين لانها لاتملك احتياطيات كقطر والكويت والسعودية.
وفي سياق متصل أفاد دبلوماسيان امركيان أن ايران والولايات المتحدة اتفقتا مبدئيا على صيغة تأمل واشنطن أن تؤدي إلى خفض قدرة طهران على صنع أسلحة نووية باتفاق مبدئي تنقل فيه ايران إلى روسيا معظم المواد التي من الممكن استعمالها لتصنيع هذا الأسلحة.
وأضاف الدبلوماسيان اللذان فضلا عدم ذكر إسميهما المشاركين في المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني تمكنوا للمرة الأولى خلال كانون الأول/ديسمبر من تحديد النقاط التي من الممكن التوصل إلى اتفاق بشأنها ونقاط الخلاف، وفق وكالة أسوشيتد برس.
وذكر الدبلوماسيان أنه لا تزال هناك اختلافات بين الأطراف التي من المرتقب أن تعقد جلسة في 15 كانون الثاني/يناير الجاري، لكن المواقف تقاربت إذ أنه خلال الجلسات السابقة كان من المستحيل التوصل حتى إلى اتفاق بشأن جدول الأعمال.
كما أشارا إلى أنه حتى الاتفاق على قائمة عمل لم يكن ممكنا في الجولات السابقة نظرا للفجوة الكبيرة بين الجانبين وتنفي إيران أنها تريد تصنيع أسلحة نووية ولكنها تتفاوض مع كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا على تقليص برنامجها النووي على أمل إنهاء العقوبات التي تعرقل اقتصادها
وتم تمديد أجل المحادثات مرتين بسبب الخلافات المستعصية ويتركز الخلاف الرئيسي على تخصيب اليورانيوم، والذي من الممكن أن ينتج وقود المفاعلات وكذلك المادة الانشطارية المطلوبة لصنع الأسلحة النووية وخلال السعي إلى خفض قدرة إيران على صنع القنبلة النووية
ومع ذلك، ذكر الدبلوماسيان أن الصيغة الجديدة تشمل شحن كمية كبيرة من المادة إلى الخارج، كما اتفق من حيث المبدأ
وتحدث الدبلوماسيان المطلعان على المحادثات إلى أسوشيتدبرس مؤخرا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مخولين بالتعليق على المفاوضات السرية
وقالا إن من بين القضايا العالقة حجم إنتاج اليورانيوم في إيران مستقبلا وتصر الولايات المتحدة على خفض هذا الحجم إلى النصف، ما يبقي لطهران نحو 45٠٠ جهاز طرد مركزي أو أقل مما تستخدمها حاليا لإنتاج اليورانيوم إذا ما استبدلتها بطراز جديدة وأعربت إيران عن استعدادها لخفض 2٠ بالمائة فقط، زهاء ثمانية آلاف جهاز
ووفقا للدبلوماسيان فالقضيتان العالقتان الأخريان هما موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض، ومفاعل آراك النووي شبه المكتمل وتريد القوى الغربية تحويل مفاعل فوردو إلى منشأة لا تتعلق بالتخصيب لأنها تعتقد أنه منيع ضد أي هجوم عسكري من الجو
كما تسعى القوى الست إلى تعديل مفاعل آراك الذي ينتج ما يكفي من البلوتونيوم لصنع عدة أسلحة نووية سنويا إلى مفاعل أقل قدرة على التخصيب
ويأمل المفاوضون أن يتم التوصل إلى اتفاق مبدئي بحلول مارس / آذار وإلى آخر نهائي في الثلاثين من يونيو / حزيران المقبل