أخبار الآن | مقديشو – الصومال (أ ف ب)
مع ازدياد حالات الاغتصاب.. تلجأ نساء في الصومال الى تعلم رياضة التايكواندو بهدف اتقان الدفاع عن النفس. وبحسب الأمم المتحدة، يتم الإبلاغُ عن حوالى ألف وخمسمئة حالة اغتصاب سنوياً في مقديشو، وثلث الضحايا لم يبلغن الثامنةَ عشرة… لتلجأ الشابات الى تعلم فنون القتال.
هودان عبد الرحمن طالبةٌ في الثامنةَ عشرةَ، تسكنُ مع عائلتِها في مُقدِيشو. وهاجسُ التعرُّضِ للاغتصابِ يمنعُها من الانتقالِ للعيشِ خارجَ منزلِ الأسرة.
وبحسبِ الأممِ المتحدة، يتمُّ الإبلاغُ عن حوالى ألفٍ وخمسِمئةِ حالةِ اغتصابٍ سنوياً في العاصمةِ الصومالية، وثلثُ الضحايا لم يبلغنَ الثامنةَ عشرة.
ولتعزيزِ الثقةِ بالنفسِ، تتردَّدُ هودان أسبوعياً على مركزِ الفنونِ القتالية في مقديشو لتعلّمِ رياضة الدفاعِ عن النفسِ الكوريَّة الجنوبيَّة التايكوندو.
هودان عبد الرحمن، طالبة صومالية قالت "بدأتُ ممارسةَ التايكوندو العامَ الماضي مع زيادةِ حالاتِ الاغتصابِ في المدينة. أتدرَّبُ لأني أريدُ أن أتعلمَ كيفَ أدافعُ عن نفسي إزاءَ أيِّ اعتداءٍ جنسيّ".
ويستقبلُ هذا المركزُ الذي افتُتِحَ في العام ألفَين وأربعةَ عشر الرجالَ كما النساء. غيرَ أنَّ الفتياتِ فقط يحظَينَ بدوراتٍ مجانية.
أحمد محمد، مدرِّب تايكوندو يقول "لدي حوالى عشرِ فتياتٍ هنا، أعلمُهنَّ تقنياتِ الدفاعِ عن النفسِ التي تساعدُهنَّ في التصدّي للمغتصِبين".
وتواجهُ النساءُ في الصومال تهديداتٍ عدة، كالاغتصابِ والختانِ والزواجِ القسري. والعنفُ الجنسيّ واسعُ الانتشارِ في هذا البلدِ المحافظِ في القرنِ الأفريقي، ونادراً ما تشمَلُه الملاحقةُ القضائية. لا بل عكسَ ذلك، غالباً ما ينتهي الأمرُ بالضحيَّةِ في قفصِ الاتهام.
وإن لم يكنِ التايكوندو حلاً سحرياً لهذه الآفة، إلاَّ أنه يُشكِّل خطوةً أولى لتعلُّم الدفاعِ عن النفس.
إلواد علمان، مديرة برامج مركز علمان تقول "أعتقدُ أن الفنونَ القتاليةَ تشكِّلُ بالنسبةِ للنساءِ والفتياتِ أداةً مبتكرةً للغاية. نَعْلَمُ أنَّ القوةَ تُستخدَم لاغتصابِ النساء، وأنَّ القوَّةَ تتمثَّلُ أحياناً بالأسلحةِ النارية، ولكنْ في بعضِ الأحيان لا تُستخدمُ الأسلحةُ لإخضاعِ المرأةِ، ونحن نؤكِّدُ أن النساءَ سيَكُنَّ محمِيَّاتٍ بشكلٍ أفضلَ إنْ تحلَّيْنَ بثقةٍ بالنفس واكتسبنَ مهاراتٍ قتاليةً."
والفنونُ القتاليةُ ليستْ سوى أحدِ أوجهِ مكافحةِ العنفِ الجنسي، ويتطلبُ الأمرُ جهداً أكبرَ كي تشعرَ فتياتٌ مثلَ هودان بالأمان في واحدٍ من البلدانِ الأكثرَ خطورةً في العالم على النساء.