اخبار الآن | القاهرة – مصر – (رانيا الزاهد)
بعد العثور على جثة الصبي آلان الكردي البالغ من العمر ثلاث سنوات على شاطئ التركي يوم الاربعاء الماضي، انتشرت صور جثته على الانترنت وتسببت في صدمة للعالم مما أدى إلى تصاعد الدعوات التي تطالب الحكومات الأوروبية بقبول المزيد من اللاجئين السوريين.
لذلك كان من الطبيعي أن تكون أكثر الأسئلة المتداولة في الغرب حاليا متعلقة بأزمة اللاجئين، وذلك وفقا لموقع غوغل الذي حدد الأسئلة الخمسة التالية كأكثر الأسئلة تداولا في الآونة الأخيرة.
لماذا يهرب اللاجئون إلى أوروبا؟
يرى تشارلز كيرشوفر، من قسم دراسات الحرب في كلية كينز بلندن أن دول الشرق الأوسط هي الوجهة الرئيسية للاجئين، فيما تقول يوجينيو ليلي، من قسم دراسات الحرب في نفس الكلية، إن الفارين من النزاع المسلح في الشرق الأوسط يتجهون إلى أوروبا لأنهم يرونها كمكان للسلام والثروة مقارنة بالعنف واليأس الذي يميز بلدانهم.
مراسلة أخبار الآن جنان موسى ترى أن العامل الأبرز لهذه الطفرة في أعداد المهاجرين هو السنوات الأربع من الحرب التي يبدو انه لا نهاية لها، فالكثير من السوريين ارهقتهم الحرب ويرغبون بالهجرة، كما يعتبر الأمن والاستقرار في الدول الأورربية أمراً هاماً للفارين من ويلات الأزمة في بلادهم.
كيف يمكن حل أزمة المهاجرين؟
يقول نيك كوين، من قسم الاقتصاد السياسي، بكلية كينز لصحيفة "تلغراف" البريطانية: "تشير الادلة لدينا أن الهجرة هي عادة مفيدة اقتصاديا للدول المضيفة. غالبية اللاجئين الذين يصلون إلى الشواطئ الأوروبية يتميزون بقدرات جسدية وعقلية طبيعية لذا فإن أفضل طريقة لأوروبا لمساعدتهم ستكون تقديم الإقامة القانونية فور وصولهم إلى أسواق العمل. قد يكون من الملائم سياسيا تقييد الوصول إلى بعض مزايا الرعاية الاجتماعية ولكن معظم المهاجرين حريصون على العمل بغض النظر".
اما يوجينيو ليلي، من قسم دراسات الحرب والرئيس المؤسس لمجموعة كينجز كوليدج الخارجية الأمريكية للبحوث السياسة، يرى أن السبيل الوحيد لتهدئة اوضاع المهاجرين في أوروبا هو البحث بجدية لحل للنزاعات التي تجعل الناس يفرون من بلدانهم في المقام الأول.
وقال داليبور روك، الباحث في معهد أميركان إنتربرايز في واشنطن، لصحيفة "تلغراف" إن فشل استجابة الاتحاد الأوروبي مع ينبع من حقيقة أن حماية الحدود ومعالجة مشكلة اللجوء قد تركت في أيدي دول الشنغن الفردية. وأصبحت مساعدة اللاجئين ومعالجة طلبات اللجوء مشاكل جماعية مشتركة، بينما تقف دول حدود الشنجن المشتركة دون تقديم المساعدة المطلوبة.
فكرة المحاصصة، التي من شأنها إعادة توزيع العبء بشكل متساو على دول الاتحاد الاوروبي جديرة بالثناء ولكن من المرجح أنها لن تكون فعالة مع استمرار حرية التنقل في الاتحاد الأوروبي. لذلك مطلوب من الاتحاد الأوروبي ادارة عملية اللجوء، وليس من قبل السياسيين في الدول الأعضاء.
ما العدد المتوقع قبوله في الدول الاوروبية؟
طالبت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل منذ أيام بضرورة التوزريع العادل للمهاجرين على جميع البلدان الاوروبية، مشددة على اهمية تبني سياسة جماعية واضحة تجاه ازمة الاجئين.
وقالت صحيفة "ايكونوميست" إن المانيا وحدها اعلنت تلقيها 800 ألف لاجيء ومهاجر هذا العام، اي زيادة اربعة اضعاف العام الماضي.
ولان كل دولة من دول الاتحاد الاوروبي مختلفة بالطبع في عوامل كثيرة مثل السياسة والاقتصاد والديموغرافيا، رفضت بعضها قبول الاجئين، لانه وفق هذه العوامل من الصعب توزيع اللاجئين بعدالة كما ذكرت ميركل.
ويمكن إجراء تقييم أكثر توازنا عن طريق ضبط عدد الطلبات المقبولة مع حجم السكان المتوقع أن تستوعبه كل بلد. باعتبارها دولة كبيرة يبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة، تتصدر ألمانيا قائمة القبول من حيث القيمة المطلقة، ولكن عندما تؤخذ كنسبة من المواطنين الحاليين فإنها تسقط الى المركز العاشر، فقد منحت اللجوء إلى 50.2 % فقط لكل 100 ألف شخص.
من ناحية اخرى، نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطاني عن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون قوله إن بريطانيا ستقبل 20 الف مهاجر بحلول عام 2020، وهو ما يشير إلى محاولة بريطانيا الخروج من معادلة التوزيع العادل.
وفي قائمة القبول جاءت بريطانيا في مستوى أقل، على عكس السويد، وهي دولة صغيرة نسبيا تعدادها 10 مليون نسمة، فقد استقبلت عددا كبيرا جعلها تأتي في المرتبة الثانية بعد المانيا.
كيف تم استقبال اللاجئين في المانيا؟
وصف موقع صحيفة "تلغراف" استقبال الشعب الالماني للاجئين السوريين بأنه "استقبال ابطال الحرب".
وقالت الصحيفة إن المانيا استقبلت في يوم واحد 10 الاف مهاجر بصدر رحب، وخرجت مجموعات لتقدم المساعدات للاجئين الوافدين إلى المانيا من جزيرة ليسبوس اليونانية.
وضع البعض مجموعة من الاحذية من جميع المقاسات لتناسب جميع الفئان بداية من الاطفال والشباب إلى الرجال والنساء، بينما وضع البعض انواع من الاطعمة والاغطية للحماية من الطقس البارد في محطة ميونخ للقطارات.
اما في محطة فرانكفورت، فقد وضع الالمان حقائب اكثيرة للمساعدات الانسانية والتي تحتوي على اغذية وملابس وادوية واسعافات اولية للاجئين.
كيف ترى المانيا ازمة اللاجئين؟
تعاملت المانيا مع الآلاف من اللاجئين الذين يتدفقون على البلاد بسياسة "الاذرع المفتوحة" لكن هذه السياسة افسحت المجال لانتقادات محلية ودولية لحكومة برلين.
النقد، وإن كان لا يزال خافتا، يمكن أن يخلق متاعب كثيرة للمستشارة الالمانية انجيلا ميركل بسبب فيض التعاطف الذي استقبل به المهاجرين حيث تستأنف ألمانيا حملتها لتوزيع اللاجئين على نطاق أوسع في جميع أنحاء أوروبا.
فمثلا قال وزير الداخلية البافاري يواخيم هيرمان للتلفزيون العام السبت إن "ما يحدث يرسل إشارة خاطئة تماما لأوروبا"، وذلك بعد قرار المستشار للسماح للآلاف من المهاجرين السفر عبر المجر إلى البلاد. وأضاف: "يجب تصحيح هذا الوضع."
كما انتقد أندرياس شوير، الامين العام لحزب قادة الاتحاد الاجتماعي المسيحي، الحزب الحاكم في بافاريا وحليف الحزب الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه ميركل، بالإجماع القرار وقال إن جميع اعضاء الحزب وصفوا القرار "بالخاطئ" خلال مؤتمر عبر الهاتف السبت.
وقال موقع صحيفة "وول ستريت جورنال" إن السياسيين المناهضين للهجرة في ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، هاجموا سياسة ميركل تجاه ازمة اللاجئين، التي تسببت في سحب مزيد من اللاجئين نحو القارة وأن الخطط الألمانية لتحويل بعضهم إلى بلدان أخرى في أوروبا يجب أن تقاوم.