أخبار الآن| دبي – الإمارات العربية المتحدة – (ديما نجم)
انتشرت صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر حرف الميم مكتوباً على جدران مدينة الموصل العراقية، وسط حديث عن حملة "مقاومة" ضد تنظيم داعش داخل المدينة، في اشارة جديدة الى التصدعات داخل صفوف التنظيم الارهابي الآخذ في التآكل.
مع تزايد الاجراءات القمعية واللانسانية التي يعتمدها تنظيم داعش تجاه الاهالي في الاماكن التي يحتلها، شكلت جماعة من المناهضين للتنظيم حملة ضده حملت اسم "مقاومة".
وتحدثت "بي بي سي" عن حصولها على مواد "فيديو" حصرية، قالت إنها من داخل الموصل، التي تعتبر عاصمة ما تسمى "دولة الخلافة الإسلامية"، كان واضحا أنها ليست مجرد خربشة، فأثر حرف واحد أزيل باستخدام بخاخ على جدار في قلب معقل تنظيم داعش كان بادرة معارضة لا تخلو من جرأة.
في اليوم التالي حضر مقاتلو داعش ومحوا حرف الميم من مطلع كلمة "مقاومة" التي كتبت في زقاق قرب المسجد الكبير في مدينة الموصل العراقية منذ نحو ثلاثة أسابيع، وهو نفس المكان الذي ألقى منه أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم خطبة قبل نحو عامين يدعو جموع المسلمين في مختلف أنحاء العالم إلى "الخلافة"، وذلك دليل جديد على ان سلطة التنظيم بدأت تتزعزع من أطرافها.
ويقول مسؤولون عراقيون وأشخاص كتب لهم الفرار، إن المتشددين يجدون صعوبة للاحتفاظ بسيطرتهم على سكان يزداد عداؤهم مع تحرك قوات لفتح طرق داخل أراض تمتد في العراق وسوريا.
في البداية ولبعض الوقت حقق المتشددون انتصارا تلو الآخر، لا لقوتهم فحسب بل والأهم الاستفادة من ضعف وتشرذم القوات المتحالفة ضدهم. ومول المتشددون أنفسهم من خلال مبيعات النفط من حقول احتلوها وبيع أسلحة وذخيرة استولوا عليها ممن هزموهم، لكن بعد عامين من إعلان الخلافة بدأت الكفة تميل لصالح خصوم التنظيم وهم كثر.
أيضا : أسيرة سابقة لدى داعش تكشف لأخبار الآن عن تعذيب النساء
وفي السياق، قال هاشم الهاشمي الخبير المقيم في بغداد ويقدم المشورة للحكومة العراقية إن 39 من أصل 43 قياديا أسسوا التنظيم الارهابي قتلوا.
وأضاف أن البغدادي يتنقل في مناطق شبه صحراوية على امتداد آلاف الكيلومترات المربعة غرب نهر دجلة وجنوب الموصل ويتجنب سوريا بعد مقتل اثنين من أقرب مساعديه هذا العام هما أبو عمر الشيشاني "وزير الحرب" وأبرز قيادي مدني في داعش وعبد الرحمن القادولي الرجل الثاني في التنظيم.
ويقول قادة عسكريون أكراد وعراقيون إن داعش ينشر مقاتلين أقل خبرة والتزاما عقائديا للدفاع عما تبقى من دولتهم القائمة في وجه هجمات من جبهات عدة.
في الفترة الأخيرة دخلت القوات العراقية حصن داعش في الفلوجة غرب بغداد وتتقدم الآن شمالا صوب الموصل وهي الآن أكبر مدينة يحتلها التنظيم.
وفي سوريا المجاورة تضيق قوات تدعمها الولايات المتحدة الخناق على معقل للمتشددين في مدينة منبج في حين تتقدم قوات الأسد إلى محافظة متاخمة للرقة معقل التنظيم في سوريا.
أيضا: نازحون من منبج يروون ظلم داعش
وعلى إحدى الجبهات جنوب الموصل قالت نسوة شردهن الهجوم إن قبضة داعش بدأت تخف مع تقدم القوات العراقية لدرجة توقفهم عن عقاب النساء عن عدم ارتداء النقاب.
وأفاد أناس فروا من المنطقة منذ فترة بينهم ثلاثة انشقوا عن داعش، بأن عدد المقاتلين الأجانب تراجع بدرجة كبيرة ولم تكلل بالنجاح مساعي التنظيم لتجنيد مقاتلين من أبناء المنطقة باستثناء الشبان والمعدمين.
ويفيد فارون ومسؤولون عسكريون عراقيون وأكراد بأن داعش بدأ في الفترة الأخيرة بإرسال أفراد قوات الحسبة إلى جبهات القتال مع زيادة عدد القتلى من المقاتلين، ما يعني عدم توفر العدد الكافي من المتشددين لفرض قواعد التنظيم وأزيائه.
ومع تدهور أوضاع المعيشة والحملات الأمنية التي يشنها المتشددون يزداد عداء السكان للجماعة التي استخدمت السكان مرارا كدروع بشرية لإبطاء تقدم القوات العراقية في مدن مثل الفلوجة، ويأمل القادة العسكريون العراقيون في حدوث انتفاضة ضد المسلحين مع اقتراب الجيش من الموصل.