أخبار الآن | طهران – ايران – خاص – علا مسعودي
بدأت ملامحُ الاقتصاد الإيراني أشدَّ وضوحًا الآن بعد مرورِ مايزيدُ على سنة على توقيعها الاتفاقَ النَّوويَّ معَ السداسية الدَّولية ، إذ استطاعتِ العودةَ سريعًا إلى سوق النفط العالمية، والحصولَ على حِصتها التي خسرتها فيها، كما مكنها الاتفاقٌ من تنويع صادراتها ووارداتِها معَ دول العالم لتصلَ بتعاملاتها التجارية إلى آفاق جديدةٍ لم تطرقْها من قَبْل.
إقرأ أيضاً: إيران تعدم عالمها النووي شهرام أميري
زيادةٌ قدرُها ستونَ في المئة، رسمَها سهمُ المخططِ البياني لصادرات إيرانَ النِّفطيةِ بعد رفعِ العقوبات عنها ، فقد استوردتِ الهندُ منها أربعَمئةٍ وواحدًا وستين ألفَ بِرميلٍ يومياً بزيادة قاربتْ واحدًا وعشرينَ في المئة قياسًا بالسنة الماضية كما قفزتْ وارداتُ الصين إلى عشرين في المئة عما كانت علية قبل سنةٍ ، لتستوردَ اليابانُ ما يقاربُ ضِعفَ ما استوردته من قَبلُ وتصلَ إلى مئتين وخمسةٍ وسبعين ألفَ بِرميلٍ يوميًا .
بعد رفعِ العقوباتِ ازدادت صادراتُ النفطِ الإيرانيةُ إلى دول آسيا كالصين واليابان والهند بما يقاربُ ثلاثين في المئة ، وفي المقابل ازداد استيرادُنا للبضائع من هذه الدول ، ما يجعلُ هذه الزيادةَ منطقيةً.
ولايقتصرُ الأمرُ على الآسيويين فحسب، ففي ظلِّ حاجةِ السوقِ الإيرانية إلى المنتجات الأوروبيةِ المُختلفة، سيما وأن إيرانَ احتلتِ المركزَ الأولَ بين دول الشرقِ الأوسط في استهلاك مستحضراتِ التجميلِ ، فقد استوردت ايرانُ من بريطانيا أجهزةً طبيةً وأدويةً بأكثرَ من مئتي مليونِ دولار بينما كانت حِصةُ ألمانيا مئتين وأربعةَ ملايينِ يورو من البضائعِ الصناعيةِ المختلفةِ أما فرنسا فقد صدرتْ ما قيمتُه ستةٌ وثلاثون مليونَ يورو كقطع غيارٍ للسيارات لاسيما وأن شركتي بيجو ورينو الفرنسييتن هما من شريكانِ رئيسيانِ لشركةِ إيران خودرو المصنعِ الأولِ للسيارات فيها.
إقرأ أيضاً: ايران تخطط لاعادة هيكلة جيش النظام في سوريا
السوقُ الإيرانية تتطلبُ استيرادَ البضائع الاستهلاكيةِ كالآلات الخاصةِ ومُعدَّاتِ المصانع وخطوطِ الإنتاج ، فضلًا عن قطاع صناعةِ السيارات ، الذي فُسح له المجُال بعد عودةِ العلاقة مع المُصَنِّعينَ في فرنسا وغيرِها من الدول.
ولم تكتفِ طهرانُ باستيرادِها البضائعَ وتصديرِها النفطَ والغازَ، فزادتْ مستوياتِ تصديرِها الصُّلبَ إلى أكثرَ من مليون طُنٍ في الأشهر الثلاثةِ الأخيرة .
إزديادٌ واضحٌ في تبادلات إيرانَ التجاريةِ بعد رفعِ العقوبات عنها، حوَّل اقتصادَها إلى لاعبٍ فاعل في السوق العالمية بعد جلوسِه طويلًا على مقاعدِ الاحتياط.