أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (تحليل)
أنباء مقتل أبو محمد العدناني القيادي غير العادي في داعش، اذ كان واحداً من أقوى المرشحين ليحل محل البغدادي. موته سبب فراغاً كبيراً آخر في قيادة داعش وسيؤثر سلبا على الروح المعنوية للمقاتلين، وخاصة الأجانب منهم. لماذا؟
اليكم تحليلنا:
عضو مجلس الشورى الثالث الذي يموت في وقت يفقد فيه داعش الدم بسرعة:
بعد الأنباري والشيشاني، أصبح العدناني ثالث أعضاء مجلس الشورى الذين قتلوا في الأشهر الخمسة الأخيرة على التوالي. وتقول مصادر على الأرض أن داعش يعاني من نقص حاد في الأشخاص المؤهلين لتنفيذ هجماته اليومية، ناهيك عن سد الفجوة بين الكوادر القيادية في المستويات الدنيا اليائسة في التنظيم، وهم يشاهدون القيادة غير قادرة حتى على حماية نفسها.
يتأثر المقاتلون الأجانب بشكل خاص:
لم يكن العدناني رئيس الدعاية لدى داعش فقط، وإنما كان يدير جهود التنظيم لشن هجمات خارج سوريا والعراق وكان يقود المقاتلين الأجانب الذين انضموا الى داعش. لقد سبب مقتل الشيشاني ضربة قوية بالفعل للمقاتلين الأجانب الناطقين باللغة الروسية اذ غادر العديد منهم الاراضي السورية بعد مقتله.
بعد مقتل العدناني، عاد المزيد من المقاتلين الى ديارهم بعد فقدانهم الأمل بقادتهم وقضيتهم. بالنسبة لمعظم المقاتلين الأجانب، لم يبق شيء يستحق القتال، وبالرغم من دعاية داعش، فان المقاتلين لا يرغبون في الموت من أجل لا شيء.
القيادة بأكملها مختلة:
في ظل كل ما يحدث، فإن زعيم داعش أبو بكر البغدادي ما زال مختبئاً، خائفاً على حياته. إلا أن البغدادي لديه سبب مقنع بأن يشعر بالخوف، فالأنباري والشيشاني والعدناني، والذين كانوا أبرز المرشحين كي يأخذوا مكانه قد قتلوا جميعاً. من المنطقي أن يشعر البغدادي بأنه سيواجه المصير ذاته قريبا.
كيف سيكون حال داعش بعد البغدادي؟ من هذا المنظور، فإن مقتل العدناني لا يعد حدثاً رئيساً في طريق انهيار داعش فقط ، بل يمهد الطريق أيضاً لمزيد من الخسارة في الأراضي والأهمية. قيادة داعش الآن سوف تواجه صعوبة أكبر في إيجاد بديل للبغدادي عندما يحين الوقت. أما بالنسبة للمقاتلين العاديين، فإن مقتل العدناني، والذي جاء بعد مقتل الأنباري والشيشاني، له أهمية كبيرة في قدرة التنظيم الضعيفة في الحفاظ على أمن الناس وسلامتهم، وهو مؤشر قوي جداً على الزوال الحتمي للتنظيم.
بون الألمانية جاسم محمد رئيس المركز الاوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات
إقرأ أيضاً