حمزة زين الدين
أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة ( نضال عمرية)
أطلقت إحدى الجامعات النيجيرية برنامجا تعليميا يهدف الى حماية الاطفال من الجماعات المتطرفة كجماعة بوكو حرام, بحيث تقوم بتوفير الطعام المجاني والحصص الدراسية لآلاف الاطفال المتسولين في الشوارع.
للوهلة الاولى..وعند سماع نداء الطفل امام هذا المنزل…قد يتبادر لنا سريعا انه جاء من اجل اللعب مع اقرانه او ربما لاخذ حصة دراسية لدى معلمه…لكن هذا كان محض استنتاج خاطئ عن حقيقة المشهد .. انه جاء طالبا لما تيسر من طعام يسد به رمق جوع ما انفك يطارده يوميا كظله..فما يكاد يسكته حتى يعاود لمعانقة أمعائه بعد ساعات معدودة
هنا , في هذه المناطق الواقعة شمال نيجيريا…الاف الاطفال الفقراء البائيسين في الشوارع … يتملكهم الجوع وتحاصرهم الامراض.. يحملون آوان بلاستيكية زرقاء ويتسولون في أرجاء المنطقة.. أغلبهم ممن تركوا بيوت ذويهم للالتحاق بمدارس داخلية في شمال نيجيريا , ومع مرور الوقت ونتيجة للاهمال وعدم توافر ما يكفي من امكانيات لاستيعاب كثير منهم.. أضطر معظهم للتسول في الشوارع… ما جعلهم صيدا سهلا لاعتداءات مختلفة.
تسول هؤلاء الاطفال في الشوارع لم يكن الحلقة الاخطر في هذا المشهد المؤلم… وجود جماعة بوكو حرام الارهابية في هذه المناطق اثار مخاوف كثيرين حول المستقبل المجهول الذي يكتنفهم… الجماعة المتطرفة سبق وان زجت بالاطفال بالحروب واستخدمتهم في هجماتها الانتحارية دون ان تبدي اي رحمة او حتى وازع أخلاقي ..ما وضع عشرة ملايين طفل مهددين في متناول ايادي الارهاب المتطرف في نيجيريا.
تفشي هذه الظاهرة وتصاعد وتيرتها مؤخرا دفع احدى الجامعات النيجيرية الى اطلاق برنامج يوفر طعاما مجانيا وفصولا دراسية لهولاء الاطفال , البرنامج يمنح دروسا في الرياضيات وقواعد اللغة الانجليزية وغيرها من المتطلبات الاساسية.. كما يتطلع القائمون عليه الى إخراج هؤلاء الاطفال من حالة يأس وخيبة امل فاقت كل تصور وتعدت جميع التوقعات.
حاولت الجماعات الارهابية كبوكو حرام وغيرها وفي أكثر من مكان اكراه الأطفال لاعتناق أفكارها المتطرفة، وإخضاعهم لتدريباتها العسكرية , على ان يدفع بهم لتنفيذ عمليات انتحارية لاحقا… اذن الهدف كان واحدا وواضحا…لذا كان ضروريا اعادتهم الى الحياة مرة اخرى..ومساعدتهم والنهوض بهم من جديد واستبدال الامهم بأقلامهم… فالقلم بداية..ورسالة…ورسول عطاء وهداية !!
إقرأ أيضاً