أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (صحف)
أعداد الناس المعرضين لخطر المرض والجوع عبر العالم أصبحت أكبر من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية" إنذار وجهته المنظمات الدولية الإنسانية إلى العالم كي يسارع ويتدبر أمره لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.
إذ يواجه العالم أزمة إنسانية فعلية جراء احترار المناخ العالمي الذي يؤدي إلى الجفاف، وندرة المحاصيل الزراعية، إضافة إلى الحروب والنزاعات التي تؤدي إلى فرار الملايين من أوطانهم، مع ما يرافق ذلك من أمراض وأوبئة بدأت تجتاح بعض الدول التي تتعرض للحروب والجفاف.
إقرأ: الإتحاد الأوروبي يقدم 890 مليون دولار للدول النامية لمكافحة التغير المناخي
وفي مقال نشره في موقع "توم ديسباتش" يناقش هذه الأزمة مايكل ت. كلير، بروفيسور دراسات السلام والأمن في العالم بجامعة هامبشير.
يستهل مايكل كلير مقالته بالقول، إنه في مارس/آذار الماضي، أبلغ مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، مجلس الأمن الدولي أن 20 مليون إنسان في ثلاثة بلدان إفريقية، هي نيجيريا والصومال وجنوب السودان، وكذلك في اليمن، سيموتون على الأرجح إذا لم تقدم لهم مساعدات غذائية، وطبية عاجلة، وقال "نحن الآن أمام لحظة حرجة في التاريخ.
ومنذ بداية هذا العام كنا نواجه أصلاً أضخم أزمة إنسانية منذ إنشاء الأمم المتحدة"، محذراً من أنه "من دون عمل دولي منسق، سيجوع أناس حتى الموت، أو يعانون أمراضاً ويموتون".
وحسب أوبراين، فإن 7.3 مليون شخص معرضون للخطر في اليمن، و5.1 مليون في منطقة بحيرة تشاد في شمال شرق نيجيريا، و5 ملايين في جنوب السودان، و2.9 مليون في الصومال، وفي كل من هذه البلدان، يتسبب مزيج قاتل من الحرب والجفاف وعدم الاستقرار السياسي، بنقص خطر في إمدادات الأغذية الأساسية والمياه.
ويشير إلى أن تكلفة خطط العمل الحالية للأمم المتحدة من أجل إنقاذ هؤلاء ال 20 مليوناً تقدر ب4.4 مليار دولار، وماذا كان رد فعل المجتمع الدولي؟ في الجوهر، قدر هائل من اللامبالاة.
ويضيف، "على الرغم من خطورة الأزمة، إلا أن مسؤولي الأمم المتحدة يبقون واثقين بإمكانية إنقاذ العديد من أولئك المعرضين للخطر إذا تم توفير مساعدات غذائية وطبية كافية في الوقت المناسب، وهذا يقتضي أن تكون أموال الإغاثة قد توفرت بنهاية مارس/آذار ونحن الآن في أواخر مايو/أيار، ولكن المانحين الدوليين لم يقدموا سوى مبلغ تافه وصل إلى 423 مليون دولار، أي أقل من عشر المطلوب، هذا يتجاوز حدود اللامبالاة.. إنه تواطؤ في إبادة جماعية".
ويقول مايكل كلير "هناك طبعاً أسباب كثيرة قد تكون ساهمت في أزمة المجاعة هذه، ولكنني أود استكشاف سبب مختلف كلياً."
وأضاف "هناك سؤال أعتقد أنه يتعين علينا جميعاً طرحه: هل هذا هو العالم الذي بدأ التغير المناخي يخربه؟ عالم يموت فيه عشرات الملايين، أو حتى مئات الملايين من الناس نتيجة للجوع، والمرض، والاحترار المناخي، في حين أن هناك أناساً يعيشون في مناطق أقل عرضة للخطر، ولا يفعلون شيئاً يذكر لمنع مثل هذه الإبادة؟ "
"ولننظر أيضاً في مسألة ما إذا كانت المجاعات في 2017 هي مؤشر على ما سيكونه كوكب تعرض لتغير مناخي، صحيح أن النزاعات المسلحة في البلدان الأربعة التي تواجه الآن مجاعة مسؤولة جزئياً على الأقل، عن عدم وصول إمدادات إغاثة، ولكن يبقى أنه ليس هناك أي شك في أن مشكلة ندرة المياه التي تتفاقم، وموجات الجفاف الطويلة الأمد، هي نتائج متوقعة للاحترار المناخي، وتساهم بالتالي في خلق ظروف كارثية، وفي الواقع، يتفق العلماء عموما على أن الاحترار المناخي سوف يسبب انخفاضاً في تساقطات الأمطار، وموجات جفاف أكثر تكراراً عبر العالم."
إقرأ أيضاً: