أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة ( وكالات )
على الرغم من تباهي تنظيم داعش بهجوم مانشستر الدامي ، إلا أن الهجوم كشف تخبطاً وعشوائية يعيشها داعش تنظيمياً ، فحتى بيان تبني الهجوم جاء متضارباً بشأن المعلومات الواردة فيه ، مع إحداثيات الواقعة نفسها ، حتى أن البعض شكك في أن القيادة العليا لداعش كانت على علم بهذا الهجوم أو حتى على صلة به !
داعش الذي برز في الميدان في عام 2014، ضاماً إلى صفوفه ما لا يقل عن 40 ألف مقاتل أجنبي ، لم يبق سوى ربع هؤلاء في الميدان
وكما أشارت روبن رايت، كاتبة عمود سياسي لدى مجلة نيويوركر، لم يكد يمر عشر ساعات على تفجير سلمان العبيدي نفسه خارج مسرح مانشستر آرينا، حيث كانت مغنية البوب الأمريكية تحيي آريانا غراندي، حفلاً غنائياً، حتى سارع داعش للإعلان عن مسؤوليته عن الهجوم الفظيع الذي أدى لقتل 22 شخصاً، معظمهم أطفال، وجرح عشرات آخرين.
وتلفت روبين إلى نقطة غير مألوفة بالنسبة لداعش، الذي عرف عنه تحريه الدقة بشأن مزاعمه، وهو ورود أخطاء في تفاصيل روايته. وكانت التناقضات شديدة الوضوح وخرقاء. فمن خلال رسالة مبكرة نشرها التنظيم، زعم أن "مفرزة أمنية" هي من نفذت الهجوم، وكأن هناك منفذين عدة. كما أوحى مضمون الرسالة بتفجير عدة قنابل في المكان. ومن هنا خلت الرسالة من حقيقة أن قنبلة واحدة فجرت في عملية انتحارية وحيدة. ولم يرد ذكر لـ انتحاري كما هو المعتاد عند مقتل منفذي أي هجوم إرهابي. ولم يسم داعش اسم العبيدي، أو يدعى أنه منفذ الهجوم.
وبحسب مسؤول أمريكي متخصص في مكافحة الإرهاب يبدو أن الهجوم من صنع داعش، رغم استمرار التحقيقات البريطانية. ولكن الأخطاء التي وقع بها داعش، أدت لتكهنات بشان قيادة عملياته الخارجية، واتصالاته مع عملائه أو المتعاطفين معه، وحتى حصوله على أنباء، والتي سرعان ما أشارت إلى أساسيات الهجوم.
من هنا تطرح روبين تساؤلاً عن مدى تمزق داعش، وتلفت لتقلص مساحة المناطق التي سيطر عليها، وتوزعها بين مناطق منكوبة بالقتال، منذ أكتوبر( تشرين الأول) عند بداية الحملة العسكرية المدعومة أمريكياً لتحرير الموصل. فقد فقد داعش قرابة 99% من المناطق التي استولى عليها في عام 2014، في العراق، وقرابة نصف مناطقه في سوريا، بحسب مسؤول في الخارجية الأمريكية. كما تم تحرير أكثر من أربعة ملايين شخص من حكم داعش، وبقي حوالي 2.7 مليون عراقي، و 1.4 مليون في سوريا تحت حكم التنظيم الإرهابي.
وبحسب مسؤولين عسكريين أمريكيين، قتل غالبية المقاتلين الأجانب في ساحات المعارك في العراق وسوريا. وقال المسؤول الأمريكي: منذ عام 2014، انخرط ما لا يقل عن 40 ألف مقاتل أجنبي في داعش، ولم يبق سوى ربع هؤلاء في الميدان. وأما الباقون فقد قتلوا أو تخلوا عن القتال. وفي الموصل التي عدت يوماً أكبر مدن دولته الزائفة، لا يوجد لدى داعش سوى أقل من ألف مقاتل يحاولون التمسك بمنطقة صغيرة من الجزء القديم في المدينة، والمكتظ بالسكان.
ويقول مسؤولون أمريكيون: يعمد داعش اليوم للعودة إلى جذوره باستخدام هجمات إرهابية في محاولة للترويج لرسالته وإيديولوجيته، وفي محاولة للإبقاء على نفوذه وقدرته على نشر إيديولوجيته. وهو يشن تلك الهجمات ليظهر للعالم أنه ما زال قادراً على تنفيذها، وأنه باقٍ كقوة إرهابية فاعلة
إقرأ أيضاً: