أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (بلال الفارس)
بين إسبانيا وفنلندا .. أعادت الهجمات الإرهابية في أوروبا تساؤلات حول كيفية إبقاء خطر الإرهاب بعيدا، يتزامن ذلك في حين يمثل المتطرفون العائدون من مناطق القتال في سوريا والعراق إلى أوروبا، تهديدا أمنيا مباشرا تجلى في عدد من التفجيرات والهجمات، ويوهم داعش أنصار بتحقيق نصر بهجمات بائسة ينفذها انصاره في أوروبا بينما يندحر من معاقله في العالم .
استنفار أمني تشهده وزارات الداخلية في أوروبا بعد ازياد ملحوظ في عدد الهجمات الإرهابية، ففي ساعات فقط تعرضت إسبانيا وفنلندا لثلاث حوادث دهس وطعن، قتل وأصيب فيها العشرات.
برشلونة .. تصر أن تكون المدينة السياحية الهادئة .. تملأ دوريات الشرطة الشوارع ضبطا لأي خلل أمني قد يحصل، وبحثا عن خيط قد يقودهم إلى منفذ هجوم الدهس أو أية خلايا إرهابية.
هذا الهجوم الذي لم يفق بعد الاسبان من صدمته يعد الاول منذ عام ألفين وتسعة اذ نجحت الشرطة الاسبانية خلال السنوات الأخيرة بتفكيك خطط وهجمات وخلايا ارهابية قبل حدوثها. وهذا يفسر طبيعة المعادلة الأمنية التي تفيد بسهولة تخطيط وتنفيذ الهجوم في مقابل صعوبة منع الهجمات وضرب خطط الإرهاب.
كيف نحمي مدننا من خطر الارهابيين؟ سؤال بات يطرح في أروقة أجهزة الأمن الأوروبية وسط اعتراف ضمني بثغرات وسوء وتنسيق حول قضايا الإرهاب أوروبيا.
ياتي هذا كله وسط انتشار ما يسمى الإرهاب السهل والرخيص، كون الإرهابي لم يعد يحتاج سوى لمركبة تدهس المارة في مكان عام، أو سكين يطعن فيه أكبر عدد ممكن من الأشخاص، يلوذ بعدها بالفرار.
وفق خبراء الأمن لا يمكن النظر إلى الهجمات الإرهابية هذه بمعزل عن ظاهرة المقاتلين الأجانب العائدين من مناطق احتلال داعش بعد هزائمه المتكررة في سوريا والعراق وليبيا، تقرير صدر مؤخرا معهد إلكانو الملكي للأبحاث في إسبانيا أشار إلى عودة نحو ألف وأربعمئة مقاتل سابق في تنظيمات متطرفة إلى نحو اثنتي عشرة دولة أوروبية.
وتواجه حكومات هذه الدول انتقادات لعدم قدرتها على اعتقال هؤلاء العائدين، بسبب قيود قانونية تخص عدم وجود أدلة دامغة بشأن إثبات مشاركتهم في أعمال عنيفة بالشرق الأوسط، وهو ما يضعهم فقط تحت المراقبة التي لا تكون ناجحة أحيانا في إحباط أي هجوم محتمل.
لا تنحصر الجهود الأمنية بمراقبة وتأهيل هؤلاء بل يتعدى ذلك إلى مراقبة آلاف آخرين ممن تعاطفوا وتأثروا بالدعاية الإعلامية لداعش ليكونوا قنابل موقوته لتنفيذ هجمات اصطلح تسميتها بهجمات الذئاب المنفردة.
يبحث داعش اذا عن ما يعتبره نصرا في هجمات لا تتطلب حرفية في التنفيذ .. لكن الوقائع والواقع وفق خبراء تقول عكس ذلك وما هذه الهجمات إلا نتيجة طبيعية لانهيار معقل التنظيم وفروعه.
من مدينة بون الألمانية عبر الهاتف السيد جاسم محمد مدير المركز الأوروبي للدراسات