أخبار الآن | واشنطن – الولايات المتحدة (وكالات)
أفاد باحثون من جامعة إيست أنجيليا، بأن الطقس المرعب الذي اجتاح المحيط الأطلسي هو مجرد "مثال خفيف" على أمور أخرى قادمة.
وقد تعرّضت الأمريكتان؛ الشمالية والجنوبية، لإعصارين مدمّرين في الأسابيع الأخيرة؛ وهما "هارفي" و"إرما" على التوالي، في حين يُتوقع أن يضرب الإعصار الثالث خوسيه خلال الأيام القليلة القادمة، ووفقاً لخبراء المناخ، فإن هذه ليست مجرد مصادفة، بل هي دليل على أن الاحترار العالمي في ازدياد.
وقد حذّر العلماء من أن الاستجابة للأعاصير الأخيرة تظهر مدى الرعب في عالم غير مستعدٍّ بالفعل لهذا النوع من الظواهر الجوية القاسية، التي ستصبح أكثر شيوعاً كلما زادت حرارة الأرض.
كما حذروا أيضاً من أن تجمّع الأعاصير في فترات زمنية متقاربة يحمل خصوصية في مدى الأضرار التي تلحق بالبيئة، ومن ذلك فإن العالم سيكون عرضة لأعاصير ليست فقط أكثر خطورة، ولكنها ستكون متسلسلة ومجتمعة معاً بهذه الطريقة أكثر من أي وقت مضى.
يقول فيليب ويليلمسون، منسّق العلوم في جامعة إيست أنجليا: "ربما كان هارفي يحدث، ويمكن أن تكون إرما مصادفة، ولكن بعد تشكّل خوسيه فإنه لا مهرب من الحقيقة التي تقول بأن تغيّر المناخ يفعل فعله في هذه الكوارث".
وأضاف ويليلمسون أن "كثرة الأعاصير والأضرار الناجمة عنها تحدث في المناطق الاستوائية من العالم في ذلك الوقت من السنة؛ عندما يكون البحر أشد حرارة، لذلك إذا كان العالم لا يزال يتحصل على درجات حرارة أكثر دفئاً فإن المخاطر ستزداد لا محالة".
ويتضح من خبراء المناخ أن الأعاصير نفسها لم تكن بالضرورة نتيجة لتغيّر المناخ، وأنه في حين أن الجمع بينهما أمرٌ نادر الحدوث، فإنه يمكن أن يحدث بشكل طبيعي، لكن التغيّرات البيئية تجعل قوة وطاقة هذه الأعاصير أقوى بكثير، ما يعني السماح لها بالقيام بأضرار أكبر بكثير.
يقول ديف رياي، أستاذ إدارة الكربون في جامعة إدنبره، إن تغيّر المناخ ربما لم يكن قد تسبّب بإعصار إرما، ولكنه يجعل آثاره أسوأ بكثير. ويضاف إلى ذلك ارتفاع مستويات سطح البحر، ووجود مناخ أكثر دفئاً ورطوبة، ما يرفع من مخاطر الفيضانات في جميع أنحاء العالم.
وشدد الباحثون على أن العالم ببساطة غير مجهّز لأنواع الطقس المتطرّفة التي سوف تأتي مع التغيّرات في البيئة، خاصة أن آثار هذا الضرر ستنتشر في مختلف أنحاء العالم، ما يعني أن الناس في البلدان الأكثر فقراً ستكون أكثر عرضة للموت.