أخبار الان | اسلام باد – باكستان
تلجأ مئات من الأسر الباكستانية الي العيش في كهوف حفرها أجدادهم قبل قرن تقريبا، هذه الكهوف التي تعرف محليا ب "بهوري" يعيش فيها الآلاف من الباكستانيين الذين وجدوا الحياة فيها سهلة مقارنة ببناء منازل عادية، هذه الكهوف التي يعود تاريخها إلى بدايات القرن الماضي مبنية من الطوب المصنع من الطين الصلب والتراب، أخبار الآن زارت سكان منطقة حسن عبد والتي تبعد ٦٠ كلم عن العاصمة اسلام أباد.
ما اقسى الحياة لولافسحت الامل من يصدق ان تلك الكهوف تحتوي على نبض بالحياة فكثير من الاسر الباكستانية الفقيرة قد وجدت في هذه الكهوف الموحشة سكنا لها ، يحدثنا محبوب الهاليعن قصته قائلا :
"كانت عائلتي تعيش في البهوري (أي الكهوف) حتى قبل إنشاء باكستان كدولة، كان جدي يملك هذا الكهف، حيث حفره وبناه قبل ١٠٠ عام حين كان شابا، وبقي يعيش الي أن وافته المنية بعمر ناهزعن ٩٠عاما. أنا عمري يقارب ٨٠ عاما،وابني تقريبا عمره ٤٠ سنة، وولدت أنا وهو تحت هذه الكهوف. أنا كنت مزارعا منذ صغري، ولدت هنا، وترعرعت فيها وسأقضي ما بقي في حياتي هنا".
يضيف: "في البداية حفر متر من البهور(الكهف) كان يكلفنا مبلغا ضئيلا جدا، أي أقل من نصف دولار، لكن في السنوات الأخيرةارتفع بشكل ملحوظ، ومع ذلك هذه الكهوف ليست سوي سقف نستظل من حرارة الشمس وليس فيها فائدة أخرى في باكستان حين لاتستطيع بناء منزل لأبنائك، ليس أمامك خيار سوى أن تستأجر عمالا ليحفروا لك كهوفا بدلا من بناء البيت، وفي حال لا تستطيع دفع تكاليف العمال فعليك أن تحفر بيديك وهذا ما فعلته حين دعت الحاجة إلي تخصيص مكان لماشيتي، ومستودع للحبوب وحين رزقت ثلاثة من الأولاد، كما ترونها هذه هي سريري وهذه غرفة نومي، كنا نعيش هنا أنا وزوجتي وأبنائي الثلاثة قبل أن توفي بنتي وألتي تركت ورائها أبنائها أربعة أطفال الذين يعيشون معنا هنا أيضا، الناس يعيشون هنا، السكان في البهور يعيشون تحت رحمة الكهوف، لا أحد يفضل البقاء هنا، لكن الجميع عاجزون عن فعل أي شيء المزاج معكر جدا".
من رحم المعاناة التي طالت هذه الاسر ولد الفرح بأبسط مقومات الحياة زواج واسرة وانجاب واجيال تستوطن موطن الانسان القديم رغم التحدي الكبير, وتروي لنا مسكينة بيجوم قصتها، "عندما تزوجت جئت في هذاالمنطقة، وداخل هذه الكهوف أقيم حفل عروسي وهنا ولدت أطفالي الثلاثة، وفي وقت لاحق قمنا ببناء كهفين إضافيتين منذ ذلك اليوم ونحن نسارع مع التحديات لنبقي على قيدالحياة"
تؤكد: "نحن نعيش بفقر مدقع، ولا نستطيع شراء او بناء منازل عادية، أطفالي كبروا بلا تعليم، يتزوجون ويتكاثرون هنا، وتتواصل المعاناة من جيل لأخر، في السابق كانت الكهوف باردة في الصيف ودافئة في الشتاء أما في الآونة الأخيرة، فتحولت إلى أجواء باردة وقاتلة ولا تستطيع النوم بدون بطانيات".
رغم أن اسباب الحياة متوفرة هنا كالماء والكهرباء، لكن العيش داخل الكهوف أمر لا يخلوا من الخطر، بل من الممكن أن تنهارالكهوف مرة واحدة لتتحول إلى قبور جماعية، هذا وارد جدا بما أن الكهوف ليست من أرض صلبة، نحن فقراء ولا أحد يساعدنا، لو كان بمقدورنا لما عشنا، ولم يعش أجدادنا، وحتى الحصول على كهف بيتا له ولاسرته ليس بالامر اليسير فهناك الكثير من الصعاب والتكلفة المرهقة لهذه الفئة المسحوقة من السكان هنا
ويخبرنا زرداد خان uن خبرته في حياة الكهوف
تحفر الكهوف في الأرض الصلبة فقط، أما إذا كانت الأرض لينة فمن المحتمل أن تنهار عليك مرة واحدة، هذه الغرفة التي ترونها هي علي جبل حولي ١١ مترا فوق سطح الأرض، استخدمنا الجرافات عند بنائه، والحمد الله نعيش اليوم بأمان واطمئنان بدون دفع أجرة.
أبنائي لا يحبون العيش هنا في هذه الكهوف، يفضلون العيش في المنازل العادية كغيرهم من الأطفال، لا أتذكر التكلفة الإجمالية ببناء هذا الكهف، إذ كانت زوجتي المتوفية تتولي مهام بنائها، أتذكر أنني كنت أتلقي ٢٠دولارا كراتب شهري، وكنت أدفع إلى زوجتي لتدبير حياتنا، اليوم لا يمكن أن تبني ٢٠ دولارا بكهف يسع لأسرتك كاملة، ارتفع إجار الجرافات والعمال تغير كل شيء هنا سوي حياتنا. اقامة صعبة وسبل للحياة البسيطة تتوارثها الاجيال الفقيرة هنا التي تتطلع لمسكن كريم بعيدا عن الكهوف وصعوبة العيش فيها".
اقرأ أيضا:
ايقاف مواقع التواصل وقنوات خاصة خلال فض احتجاج في باكستان