أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (بي بي سي ) (منى عواد)
كشفت التحقيقات التي أجرتها هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عن أدلة جديدة مروعة حول احتجاز الصين لمسلمي الأويغور في منطقة شينجيانغ الغربية.
منذ العام الماضي ، الصين تعتقل آلاف المسلمين وتضعهم في معسكرات تحاول فيها إرغامهم على الارتداد عن الإسلام واعتناق أفكار الحزب الشيوعي، كما ورد في تقارير صحفية ووسائل إعلاميةٍ أخرى، بناءً على مقابلاتٍ أُجرِيت مع سجناء سابقين. ما دفع الصحافيين والباحثين المواطنين ليسابقوا الزمن، إذ يُمشِّطون الإنترنت بحثاً عن الأدلة التي تدين السلطات، قبل أن تستطيع الحكومة الصينية محوها..
اقرا: السلطات الصينية تلاحق أقلّيّة الإيغور داخل البلاد و خارجها
في الوقت الراهن، وصلت أعداد المسلمين المُعتَقَلين إلى مليون مسلم، وفقاً لتقديرٍ تعتمده بدرجةٍ كبيرةٍ الأمم المتحدة، وكذلك مسؤولو الولايات المتحدة..
تزعم الحكومة الصينية أنَّ المعسكرات ما هي إلا مدارس تربيةٍ مهنيةٍ للمجرمين، ووصف صحافيون في تقاريرهم محاولاتٍ لإبعادهم عن المواقع مشدَّدة الحراسة.
في 22 أبريل 2018، أظهرت صورة أخرى من الأقمار الصناعية للمنطقة الصحراوية نفسها شيئا جديدا. حيث تم بناء معسكر ضخم و آمن للغاية من لا شيء في أقل من 3 سنوات، و محاط بجدار خارجي بطول 2 كم يتخلله 16 برج حراسة.
هيئة الإذاعة البريطانية BBC اجرت تحقيقاً حول معسكرات الإيغور الخفية بالصين وجدت فيها دليلاً جديدًا مهمًا على الواقع.
صور الأقمار الصناعية على غوغل ساعدت بي بي سي في التحقيق هذه الصور التي تم إكتشافها من قِـبل باحثين يبحثون عن دليل على هذا النظام على برنامج رسم الخرائط العالمي Google Earth. و يقع هذا المعسكر خارج بلدة Dabancheng الصغيرة، على بعد حوالي ساعة بالسيارة من عاصمة المقاطعة أورومتشي.
المنطقة الفارغة من الأرض الصحراوية التي تظهر على صورة القمر الصناعي في شرق الموقع لم تعد فارغة. و في مكانها تم بناء مشروع ضخم يحوي صفاً من المباني العملاقة والرمادية كلها بارتفاع أربعة طوابق.
لكن تم اكتشاف شيئًا آخر مهماً، حيث ان كمية هائلة من العمل الإضافي الذي لم يلاحظه العالم الخارجي حتى الآن. حيث أن صور برنامج Google Earth قد تأخذ شهوراً أو سنوات لكي يتم تحديثها. و لكن المصادر الأخرى مثل وكالة الفضاء الأوروبية تمنح صوراً أحدث. و هنا إستطاعت بي بي سي رؤيت م اتريد رايته ..
اظهرت صورة القمر الصناعي في أكتوبر الجاري مدى نمو الموقع وانه معسكر اعتقال كبير، وصفته بي بي سي انه معسكر هائل الحجم. وهو واحد من العديد من المواقع الكبيرة المشابهة للسجون التي تم بناؤها في شينجيانغ في السنوات القليلة الماضية.
اقرا: الصين تراقب مسلمي الايغور المنفيين في الخارج
وباستخدام القياسات المأخوذة من صور الأقمار الصناعية يقدر أن المنشأة على الحد الأدنى يمكن أن توفر مساحة لحوالي 11,000 محتجز.
إن الغرض الرئيسي من هذه المنشآت كما يقال هو مكافحة التطرف، من خلال مزيج من التعليم القانوني و تقوية مهارات العمل وتعليم اللغة الصينية.
و يظهر هذا البند الأخير أنه مهما كان الإسم الذي يطلق على هذه المنشآت – مدارس أو معسكرات – فإن الهدف المقصود هو نفسه.
المنشآت مقصورة فقط على الأقليات المسلمة في شينجيانغ، وكثير منهم لا يتحدثون اللغة الصينية كلغتهم الأم.
يشير مقطع الفيديو إلى أن المدرسة تقوم بإتباع زي موحد، حيث أنه لا توجد أي واحدة من هذه الطالبات يلبسن الحجاب.
و تم فرض عقوبات قانونية قاسية جديدة للحد من الهوية الإسلامية وممارستها، من خلال حظر من بين أمور أخرى، اللحى الطويلة و الحجاب، والتعليم الديني للأطفال، وحتى الأسماء الإسلامية.
يبدو أن السياسات تمثل تحولا أساسيا في التفكير الرسمي. فلم تعد الانفصالية تشكل مشكلة لبعض الأفراد المعزولين ، بل كمشكلة متأصلة في ثقافة الإيغور والإسلام بشكل عام.
الهوية الفريدة للإيغور تجعلهم هدفاً للاشتباه.
اقرا ايضا: الأيغور: رغم تقدم الإقتصاد والتكنولوجيا هل تضر الصين بنفسها؟
وقد تم تعزيز هذا الرأي بتقارير موثوقة تفيد بأن المئات قد سافروا إلى سوريا للقتال مع مجموعات متشددة مختلفة.
ويخضع الإيغور الآن للتنميط العرقي عند الآلاف من نقاط التفتيش الخاصة بالمشاة والمركبات، بينما أفراد الهان في الصين يمرون من دون أي تفتيش. و بالإضافة إلى ذلك، فهم يواجهون قيوداً شديدة على السفر سواء داخل شينجيانغ أو خارجها، مع فرض مرسوم يجبر السكان على تسليم جميع جوازات السفر إلى الشرطة من أجل “الاحتفاظ بالأمان”.
ويحظر على المسؤولين الحكوميين من الإيغور ممارسة الإسلام، أو الحضور في المساجد للصلاة أو الصيام خلال شهر رمضان.