أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
لماذا تجند إيران مسلحي داعش؟ سؤال طرحته الكاتبة بارعة علم الدين في مقالها التحليلي في موقع عرب نيوز، تحدثت فيه عن الدلائل التي تشير إلى وجوب عدم وضع حسن النية مقابل الإدعاءات بانتهاء توسع إيران في سوريا، وهو ما وعد به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيسَ الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك من خلال تطهير الجنوب السوري من وكلاء إيران.
علم الدين تحدثت عن عشرات المليارات من الدولارات التي استثمرتها إيران في الحرب في سوريا، حيث قتل عشرات من قوات الحرس الثوري الإيراني، الأمر الذي لن يدفعها إلا إلى التمسك بعدم المغادرة على الرغم من الإنسحاب الرمزي لبعض قوات حزب الله اللبناني التابع لها.
وللحفاظ على مصالحها، تدرك إيران أن عليها ان تعتمد على الأصول المحلية، فبدأت بالعمل على تجنيد جيل جديد من المليشيات السورية عن طريق الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، وذلك باستهداف مخيمات اللاجئين، وبالفعل قامت بتخريج مجموعات من المتدربين مؤخرا، بالقرب من مدينة درعا جنوبي سوريا.
يُقال أن حزب الله دفع 2000 مقاتل من قوات المعارضة المسلحة إلى تغيير توجههم، خاصة أولائك الذين فقدوا مصادر تمويلهم.
في العراق تقوم مليشيات الحشد الشعبي المدعومة إيرانياً في المقابل، بتجنيد مقاتلي داعش من خلال منحهم راتبا وبطاقة هوية عسكرية وسجلا نظيفاً، خاصة بالقرب من بلدة جلولة في محافظة ديالى، حيث جند الحشد عشرات المسلحين، بحسب ما نقل مسؤول كردي، شاهدَ هؤلاء المقاتلين يرتدون زيهم الجديد.
وقد رُصد قياديان محليان من داعش قاتلا الأكراد في 2014، وهما يقاتلان الآن ضمن قوات الحشد الشعبي. وبحسب مصدر في الحشد فقد تبين أن أحد القائدين غير تحالفه وبدأ بحراسة بلدة طَوق في كركوك من هجمات داعش.
توضح المعلومات التي أدلى بها منشقون عن قوات النظام السوري أن بشار الأسد وبدعم إيراني، قام بإطلاق سراح قادة داعش بعد 2011، وتم استخدام التنظيم لإضعاف قوات المعارضة المسلحة. ويشار هنا إلى أنه لم تسجل معارك كبيرة بين قوات النظام والحرس الثوري من جهة، ومسلحي تنظيم داعش من جهة أخرى. يلاحظُ خبراء أن هجمات النظام السوري والغارات الروسية تصيب المدنيين في المقام الأول.
تشير الصحيفة إلى أن حوالى 72 بالمئة من ثروة تنظيم داعش جاءت من تجارة النفظ مع النظام السوري، وهو الأمر الذي سهل انشطة داعش التجارية وعمليات اعادة الإنتشار، والوصول إلى جماعات جديدة من الإرهابيين.
وتخلُصُ الصحيفة إلى أن تجنيد المقاتلين في سوريا والعراق يوضح يأس طهران في الوقت الذي تصارع فيه العقوبات الأمريكية وتأمل من خلال وكلائها الإقليميين أن تكتسب نقطة ً تُساوم بها الولايات المتحدة والغرب وتستعد لاستئناف الحرب معهم في الوقت المناسب.
في جميع أنحاء إفريقيا والشرق الأوسط وأسيا وأمريكا اللاتينية وحتى أوروبا، كانت إيران راعياً موثوقا للإرهابيين والشبكات الإجرامية، وكلما اقترب المسلحون من الهزيمة في العراق واليمن وليبيا، فإنهم يستعيدون قوتهم ويعاودون الهجوم. لذلك سيظل الإرهاب يفسد العالم ما دامت إيران تتمتع بحرية التملص والإفلات من العقاب، وهنا تختم الكاتبة بارعة علم الدين، مقالها بالتساؤل: ألا يجب أن تصبح القيادة الإرهابية في طهران أولولية عالمية قصوى؟
إقرأ المزيد: