أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (غرفة الأخبار)
لا يقتصر القتال بين تنظيم داعش من جهة وتنظيم القاعدة من جهة أخرى في الميدان فحسب، بل امتد الصراع بين التنظيمين الإرهابيين عبر وسائلهما الإعلامية، واتضح ذلك في أحداث عدة.
الكاتب الصحفي المتخصص في الشؤون الأمنية والجماعات المتشددة، أساف داي، قال في مقال له على صحيفة “ذي ديفونس بوست” المتخصصة في المجال الأمني والعسكري، إن إعلام داعش أعلن في الـ 2 من كانون الأول/ديسمبر الجاري، قتل أحد أعضاء تنظيم القاعدة في تفجير عبوة ناسفة بدائية الصنع في محافظة البيضاء، شمال غربي اليمن.
وفي المقابل -حسب الباحث- عمد إعلام تنظيم القاعدة هو الآخر عبر فرعه في الصومال “مجموعة الشباب المسلحين”، إلى إعلان إغتيال أحد مسلحي داعش في الـ 29 من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، في بلدة “آفغوي”، الواقعة شمال غربي العاصمة مقديشو، بـ 25 كيلومترا، وهنا يوضح كيف يقوم التنظيمان الإرهابيان في نقل صورة المعارك بينهما عبر وسائلهما الإعلامية.
أمثلة أخرى على الحرب الدعائية الإعلامية بينهما ذكرها الكاتب، حين نشر تنظيم داعش في آخر عدد من مجلته، مقالة افتتاحية تركز على فشل الجماعات المتشددة الأخرى في إشارة إلى تنظيم القاعدة، باعتماد “الشريعة الإسلامية” وحمايتها مما أسمته “الطاغوت”، في إشارة إلى الأنظمة العلمانية أو الأحزاب السياسية القومية العلمانية.
وفي سياق الهجوم الدعائي لداعش ضد نظيرتها القاعدة، أفادت أن هذه الجماعات (القاعدة تحديدا) “لم ترفض فقط الكفاح المسلح أو ما يسمى (الجهاد) فحسب، بل “منعت أيضًا الشباب بشكل فعال من استهداف مصالح الغرب في محاولة لكسب ودهم وتعاطفهم”، بحسب دعاية داعش الإرهابي.
ويمضي إعلام داعش، في شن وابل من الانتقادات ضد زعيم القاعدة أيمن الظواهري، واصفاً إياه بـ”السفيه الذي يعاني الخرف”. وذهب إلى اعتبار القاعدة هي الأخرى مثل باقي الجماعات المتشددة الأخرى التي ساعدت ما أسمته بـ”الطغاة” على حد أوصاف إعلام التنظيم الإرهابي.
وتأتي هذه الحرب الدعائية بين التنظيمين الإرهابيين، في سياق هجوم تقليدي اعتاده تنظيم داعش ضد نظيره القاعدة، في كون الأخير “يتماهى” مع الجماعات المتشددة السياسية، مثل “كتائب الدفاع في بنغازي” (ائتلاف معارض للجنرال خليفة حفتر)، وجماعات متشددة أخرى في سوريا، وجماعة طالبان في أفغانستان.
وعلى نفس المنوال، واصل داعش حرب الدعاية ضد القاعدة عبر مقال شديد اللهجة في العدد الـ 77 من مجلته، متهماً تنظيم القاعدة بـ”تعزيز الديمقراطية” من خلال “تعاونه مع جماعات الإخوان المسلمين”.
واعتبر الباحث أساف داي في معرض تحليله، أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، يحاول إلى أقصى حد التشهير بتنظيم القاعدة ونزع الشرعية عنه، أو على الأقل محاولة جذب دعم العناصر الأكثر تطرفًا من داخل صفوفه.
دعاية مضادة
أما بالنسبة للقاعدة، فقد أصدرت عبر دعايتها في مستهل كانون الأول/ديسمبر الجاري، رسالة بعنوان “كن مبتهجا.. نزاع البغدادي حتى الموت”، وفي هذه الرسالة ينتقد تنظيم القاعدة نظيره داعش، ومواجهته بوابل من التهم من قبيل أن داعش له “خلافة خاطئة وزرع الدمار وارتكب الجرائم في الأراضي المسلمة”، ضد ما أسماهم بـ”المجاهدين” في العراق وسوريا والصومال وأفغانستان واليمن.
وأصدرت وسائل دعاية القاعدة في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر شريطين يصوران مقاتلين سابقين لداعش، سجنتهما الجماعة أيضا، واصفا قسوة تنظيم البغدادي.
كما أصدر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية شريط فيديو في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، يتحدث فيه مسلحين سابقين في داعش يشرحون تفاصيل “قسوة داعش”، إشارة إلى حرب الاستقطابات الحاصلة بين التنظيمين الإرهابيين.
ثمار الدعاية على الميدان
ويرى الباحث أساف داي، إن أثر حرب الدعاية بين التنظيمين الإرهابيين على الميدان، صار يظهر داعش أكثر فتكا ووحشية وإثارة للانقسام، وهو ما فسر تمدد القاعدة، بإعلان فرع جديد لها في اليمن، بحسب الباحث.
وتتمظهر الحرب الكلامية بين التنظيمين الإرهابيين في الأوصاف المتبادلة بينهما، إذ تصف القاعدة نظيرها داعش بأوصاف “الغلاة” و”الخوارج”، وهو وصف استخدم تاريخيا إلى جماعات متشددة، في الزمن الأولى للإسلام.
ويحاول تنظيم القاعدة في حربه الدعائية ضد نظيره داعش التركيز على وحشيته وقسوته، لإعاقة محاولات تمدده وتجنيده للمزيد من المقاتلين.
من القاهرة عبر الاقمار الصناعية الدكتور ماهر فرغلي الخبير في الجماعات المتشددة
اقرأ المزيد: